دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

لإنقاذ حياة مليون إنسان من العطش .. جهود محلية ودولية لحل مشكلة انقطاع المياه عن “مدينة المليون عطشان”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل الحاجة الماسة للمياه، بسبب المناخ الحار والجاف وارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن انتشار وباء كورونا، تستمر القوات التركية وفصائل المعارضة السورية الموالية لها بقطع المياه عن أكثر من مليون نسمة في مدينة الحسكة وما حولها.

القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومنذ سيطرتهم على محطة ضخ المياه في قرية “علوك” بريف مدينة رأس العين (المسماة محلياً بسري كانيه) عمدت لقطع المياه أكثر من 15 مرة من المحطة الوحيدة التي تعتمد عليها الحسكة، في ظل أوضاع مأساوية تعيشها المدينة وسكانها منذ أشهر بسبب نقص المياه.

برميل الماء بألف ليرة على الأقل

ويقول ناشط من مدينة الحسكة لأوغاريت بوست أن “قطع المياه عن الحسكة، استغلها بعض ضعاف النفوس وتجار الحروب والأزمات، حيث رفعوا من أسعار المياه غير الصالحة للشرب، وبدأوا ببيعها للأهالي بأسعار مضاعفة دون وجود رقابة من سلطات الإدارة الذاتية”.

وأضاف المصدر أن “5 براميل من المياه تباع في الحسكة بـ5 آلاف إلى 8 آلاف ليرة سورية”.

وأشار إلى أن “الوضع مأساوي جداً في المدينة، ومنذ أكثر من 20 يوماً وهم يعانون من انقطاع كامل للمياه”، ولفت إلى أن “الأهالي يلجؤون إلى حفر آبار للمياه غير صالحة للشرب كون الحسكة بمعظمها تحوي مياهاً مُرة غير صالحة للشرب، حيث أن حفر البئر قد يصل إلى نصف مليون ليرة سورية، ما سبب في تفاقم الأزمة”.

الخطر يتفاقم مع انتشار كورونا

وتشهد مناطق شمال وشرق سوريا انتشاراً كبيراً لفيروس كورونا، في ظل انقطاع المياه عن الحسكة، وذلك بما يخالف الأعراف والمواثيق الدولية، التي تحظر على أي “دولة احتلال قطع المياه عن التجمعات والمناطق المأهولة”، وفق مراقبين.

وتقوم القوات التركية كنوع من الضغوط السياسية والعسكرية على الإدارة الذاتية، بقطع المياه عن مدينة الحسكة وريفها بشكل مستمر، في وقت بات الأهالي بأمس الحاجة للمياه نظراً لانتشار كورونا في المنطقة بأكملها.

جهود محلية لحل الأزمة

وسائل إعلام محلية، كشفت بأن “الإدارة الذاتية” تعمل على حل المشكلة من خلال مشروع بديل عن “علوك”، حيث تحاول السلطات تشغيل محطة “الحمة” لضخ مياه الشرب إلى أحياء الحسكة، وأشارت إلى أن المحطة التي لن تسد كامل احتياجات المدينة لكنها ستكون حلاً إسعافياً، وستدخل الخدمة بعد 72 ساعة.

وأشارت المصادر إلى أنه بهدف التخلص من ابتزاز “الاحتلال التركي” وإيجاد مصدر جديد لمياه الشرب، بدأت مديرية المياه في الحسكة بمشروع “الحمة” ليكون البديل عن محطة علوك لتخفيف معاناة الأهالي، حيث حفرت المديرية 50 بئراً تم تشغيل 25 من أصل 50.

“الرئيسة المشتركة لمديرية المياه في الحسكة” سوزدار أحمد، أوضحت في تصريحات إعلامية، بأن المياه ستصل لأحياء الحسكة خلال يومين، باعتبار أن هذه الآبار تعمل لأول مرة وستكون مياهها في البداية عكرة، لذا سيستغرق الوقت يومين حتى تصبح المياه صافية وصالحة للشرب.

الحكومة السوية تطالب الأمم المتحدة بالتدخل

الحكومة السورية بدورها، طالبت عن طريق مندوبها في مجلس الأمن الدولي، بشار الجعفري، الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش بالتدخل لوقف “جريمة قطع المياه” عن الحسكة.

وقال الجعفري، أنه تحدث مع غوتيريش وأطلعه على الأمر، حيث قال الأخير أنه على دراية بالموضوع، وأشار إلى أنه قام بتكليف فريق الأمم المتحدة في سوريا ومبعوثه الخاص غير بيدرسون “بالقيام بما يلزم لمعالجة هذه المسألة” من خلال لقائه بممثلي الولايات المتحدة وروسيا وتركيا في جنيف يوم الاثنين القادم.

وتضامن آلاف الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع مدينة الحسكة، من بنيهم فنانون سوريون وعرب، عبر وسوم (هاشتاغ) “#العطش_يخنق الحسكة – #مليون_إنسان_بمدينة_الحسكة_بدون_مياه – #أهل_الخير_عطشوا، وغيرها من الوسوم التي ملئت مواقع التواصل الاجتماعي.

إعداد: ربى نجار