دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قمة بين رؤساء روسيا وإيران وتركيا قريباً.. فهل سيحصل أردوغان على الموافقة لعمليته العسكرية شمال سوريا ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يترقب السوريون خاصة سكان الشمال، بشقيه الشمالي الشرقي والشمالي الغربي، نتائج اجتماع القمة الذي سيعقد بين رؤساء “ضامنو آستانا” كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني إبراهيم رئيسي في طهران، في الـ 19 من تموز/يوليو الجاري، لبحث ملفات عدة على رأسها الملف السوري، بحسب بيان صدر عن الكرملين.

التصعيد العسكري على الأرض يدل على صعوبة اللقاء في القمة

بالتزامن مع ذلك تستمر عمليات الاستهداف والقصف المتبادل في معظم المناطق الشمالية السورية، سواءً “شرق الفرات” و “خفض التصعيد”، مع عودة الطائرات الحربية الروسية إلى الأجواء مرة أخرى، واستهداف قوات الحكومة السورية لنقطة عسكرية تركية على محور سراقب، ما يشير إلى أن المفاوضات بين الأطراف الرئيسية في الأزمة السورية لن يكون سهلاً في طهران.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف “يتم التحضير لزيارة الرئيس بوتين لمناقشة الملف السوري مع نظيريه الإيراني والتركي، وأشار إلى أن بوتين سيجتمع بشكل ثنائي مع أردوغان من دون تقديم أي تفاصيل أخرى، حول إذا ما كان هذا اللقاء الثنائي سيتمحور حول الملف السوري فقط أم السوري والأوكراني.

أردوغان يسعى للحصول على ضوء أخضر

ولا شك في أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمني النفس في أن يحصل على الموافقة والضوء الأخضر من الرئيسين الروسي والإيراني في شن عمليته العسكرية المحتملة في شمال شرق سوريا، التي يتحدث عنها أردوغان ومسؤولو حكومته منذ أكثر من شهر، ولم يتم الإتيان بأي حركة كون لا ضوء أخضر دولي بعد.

وتقول تركيا أن عمليتها العسكرية في شمال سوريا هذه المرة ستكون أوسع من المرات السابقة، أي من العملية العسكرية “نبع السلام” التي سيطرت بموجبها تركيا على مدينتي رأس العين وتل أبيض، أو معركة “غضن الزيتون” التي سيطرت على منطقة عفرين بريف حلب.

الأهداف التركية في عمليتها العسكرية تضر بمصلحة روسيا وإيران في سوريا

وتهدف تركيا للسيطرة على منطقتي تل رفعت ومنبج، ومن الممكن جداً أنها تمد معاركها إلى عين العرب/كوباني و عين عيسى، حيث تعتبر هذه المناطق استراتيجية بموقعها الجغرافي، وبالسيطرة عليها تكون أنقرة قد اقتطعت مساحات واسعة من “مناطق الإدارة الذاتية”، كما أنها ستكون بذلك قد زادت من مناطق نفوذها على حساب روسيا وإيران وهذا يضر بمصالح الدولتين في الملف السوري.

ويتساءل محللون سياسيون عن موقف روسيا وإيران من هذه العملية العسكرية، خاصة وأنهما يدركان جيداً أن نفوذ تركيا سيزداد في الملف السوري لو سيطرت على المناطق المذكورة، وقد يضع أمن مناطق سيطرة الحكومة السورية وخاصة مدينة حلب وبلدتي نبل والزهراء في خطر.

تعزيزات عسكرية لكل الأطراف

الوقائع على الأرض تشير بأن المفاوضات وحصول أنقرة على الضوء الأخضر سيكون صعباً، حيث أنه مع تحضير تركيا لنفسها عسكرياً من حيث إرسال الأرتال العسكرية لمناطق سيطرتها شمال حلب مقابل مناطق سيطرة التشكيلات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية، إلا أن ذلك يقابله تعزيز قوات الحكومة وروسيا وإيران لمناطق تواجدهم أيضاً وبالقرب من خطوط التماس.

ليس ذلك فحسب، بل أن القوات الروسية أحدثت يوم الأربعاء نقطة عسكرية جديدة في مطار صرين بريف مدينة “كوباني”، إضافة لرفع القوات الإيرانية علمها في قرية أبين بريف ناحية شيراوا التابعة لمنطقة عفرين، مع إرسال قوات الحكومة السورية للمزيد من الجنود والعتاد العسكري إلى ناحية عين عيسى، وكل ذلك يبدو أنه رسائل مبطنة لتركيا بعدم السماح لها بالدخول لتلك المناطق.

واشنطن: أي عملية عسكرية تركية قد تدفع بقسد للتحالف مع خصومنا

أما فيما يخص “شرق الفرات”، فإن الولايات المتحدة وضعت أمام تركيا “خطوط حمراء” يمنع الاقتراب منها، وفي موقف جديد حيال العملية العسكرية التركية المرتقبة في شمال سوريا، جددت واشنطن رفضها على لسان مساعدة وزير الدفاع الأمريكي، دانا سيزول، والتي قالت إن بلادها ترفض أي عملية عسكرية تركية في شمال سوريا، وحذرت من أن ذلك سيعرض أمن السجون التي تحتجز فيها عناصر داعش للخطر، مع تعريض القوات الأمريكية للخطر أيضاً.

وأضافت أنه سيتعين على قوات سوريا الديمقراطية تحويل القوات المسؤولة عن تأمين السجون ومراكز الاحتجاز للتصدي للتوغل التركي، كما أن أي عملية عسكرية تركية في تلك المناطق من شأنها أن تدفع قسد للتحالف مع خصوم الولايات المتحدة الأمريكية. في إشارة لروسيا وإيران.

وكانت تقارير إعلامية كشفت بأن واشنطن تمارس ضغوطاً كبيرة على تركيا لحثها على “تحييد” مناطق “شرق الفرات” من أي عملية عسكرية ستقوم بها في شمال سوريا، لافتة إلى أنها لن تحارب القوات التركية في شمال سوريا ولكنها ستزيد من العقوبات على أنقرة، وهذا لن يكون في صالح تركيا مع الأزمات الاقتصادية التي تعيشها.

إعداد: ربى نجار