دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قلق دولي من أحداث سجن الصناعة بمدينة الحسكة حتى مع هزيمة داعش.. وتساؤلات عما تحمله المرحلة القادمة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – راقب العالم، وخاصة دول جوار سوريا، بقلق شديد أحداث مدينة الحسكة، والتي تعرضت قبل نحو أسبوع لهجوم هو الأعنف لداعش منذ الإعلان عن سقوط “خلافته” المزعومة في آذار/مارس 2019، وسط التأكيد أن هجوم التنظيم على سجن يضم الآلاف من أخطر قيادات وعناصر التنظيم الأجانب وهو الأكبر في العالم، “ليست مشكلة سورية فقط، بل مشكلة للعالم”.

وعلى مدار 6 أيام، خاصت قوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية التابعة لها في الأحياء الجنوبية لمدينة الحسكة، اشتباكات عنيفة مع عناصر وخلايا التنظيم سواءً المهاجمين منهم وآخرين كانوا من سكان المنطقة وغيرهم استطاعوا التسلل بطريقة ما إلى تلك الأحياء والتمركز فيها والتخطيط على مدى 6 أشهر لتنفيذ هذا الهجوم وإطلاق سراح المحتجزين في السجن.

“احتلال الحسكة” و “فتح الباب أمام داعش للعودة”

الهدف من هذا الهجوم بحسب مصادر عسكرية وسياسية وإعلامية، كان “احتلال داعش مجدداً لمدينة الحسكة”، وجعلها منطلقاً جديداً لهجماته في مدن سورية وفي العراق أيضاً، لكن “الرد السريع” كما أسماه التحالف الدولي، لقوات سوريا الديمقراطية، حال دون تحقيق التنظيم أهدافه.

واستخدم التنظيم أكثر من 300 عنصر جاؤوا من خارج المدينة للهجوم على السجن، والذي كان من المفترض أن ينضم أليهم العناصر المحتجزين داخل السجن، ليشكلوا قوة عسكرية ضاربة للسيطرة على مدينة الحسكة، إلا أن أغلب السجناء لم يشاركوا في القتال بينما فر قسم منهم، استطاعت القوات العسكرية واللجان الشعبية في المدينة القبض على عدد كبير منهم.

هل كان هدف العملية تهريب القيادات الكبيرة لداعش ؟

استراتيجية التنظيم الإرهابي التي تقوم من خلالها السيطرة على النقاط والمدن استخدمها في هجوم الحسكة، وذلك عبر تفجير سيارات مفخخة داخل السجن ومحيطه وفي شركة “سادكوب” للمحروقات، لتشتيت انتباه القوات العسكرية، والهجوم بأعداد كبيرة من العناصر، مع إعطاء الأوامر للخلايا النائمة في المنطقة المستهدفة للتحرك وضرب النقاط والمراكز الأمنية واتخاذ المدنيين رهائن.

ولعل النقطة الأخيرة (اتخاذ المدنيين كرهائن) كانت السبب الأول والرئيسي لعدم حسم المعركة في وقت قصير، وكان ذلك أحد الأسباب التي فرضت على القوات العسكرية التأني وشن عملياتها الأمنية بدقة كبيرة تلافياً لوقوع خسائر بشرية بين المدنيين، وامتداد المعارك لنحو أسبوع من الزمن، وذلك بحسب ما ذكرته قوات سوريا الديمقراطية.

ولعل هذه خطة بحسب محللين وخبراء في مجال التنظيمات الإرهابية، من قبل داعش وضعت “لتهريب قياداته الكبيرة لمناطق آمنة”، وبعد التأمين عليهم لا مشكلة في إلقاء القبض على العناصر المهاجمة أو قتلهم حتى، وعبرت تلك الأوساط عن أملها في أن قيادات كبيرة للتنظيم لم تستطع الهروب من السجن في وقت كانت القوات العسكرية منهمكة في تأمين السجن والأحياء المجاورة له.

بينما قال آخرون، أنه في حال صدقت الترجيحات السابقة، فإن داعش يعد العدة لإطلاق هجمات أكبر على مدن ومراكز الاحتجاز والمخيمات التي تؤوي عناصره وعائلاته، وهذا يعني أن تلك النقاط باتت تحت الخطر، والعالم أمام مهمة جديدة في الحرب ضد التنظيم المتطرف.

التحالف “أحداث الحسكة مشكلة دولية”

التحالف الدولي علق على أحداث الحسكة، وقال أن التنظيم الإرهابي يشكل خطراً وجودياً على المناطق المحررة، مشيداً بقوات سوريا الديمقراطية خلال الهجوم الذي تعرض له سجن الحسكة والرد والتعامل السريع في التصدي له.

وقال المتحدث باسم التحالف اللواء جون برينان في بيان إن “السجون المؤقتة في جميع أنحاء سوريا تشكل أرضا خصبة لفكر داعش الفاشل”، داعياً إلى ضرورة التحقيق “بدقة في الظروف التي سمحت بهذا الهجوم”.

وأكد برينان أن التحالف يقف إلى جانب الشركاء في قوات سوريا الديمقراطية “الذين قاتلوا بشجاعة وتصميم في الحسكة”، وأضاف أن “هذه المشكلة هي ليست داخل هذه المدينة فقط، بل هي مشكلة عالمية تتطلب تضافر جهود العديد من الدول لتطوير حل دائم طويل الأمد”، مشدداً أنه على العالم أن لا يسمح لهذا التنظيم في العودة من جديد”.

وقال “بينما لا يزال هناك الكثير من العمل الدي يتعين القيام به في الحسكة فإننا لا نزال ملتزمين بتقديم المشورة والمساعدة والتمكين لشركائنا العراق وشمال شرق سوريا”.

فهل أحداث الحسكة هي بداية ظهور جديد لهذا التنظيم الإرهابي، الذي لطالما حذرت قوات سوريا الديمقراطية من أن خطره لايزال باقياً ومتصاعداً، خاصة مع وجود الآلاف من عناصره في مراكز احتجاز لاترتقي التجهيزات الأمنية فيها لأن تكون كمراكز لاحتجاز أخطر الإرهابيين على وجه الأرض.

أم أنها كانت عملية عابرة انقضت مع فشلها وكقتل وإلقاء القبض على أغلب المهاجمين والفارين من أخطر سجون العالم، ولعل الأيام القادمة ستكون كفيلة في تحديد إجابة واضحة لهذه التساؤلات.

إعداد: علي إبراهيم