دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قطع المياه مجدداً عن مدينة الحسكة .. هل للخلافات الروسية التركية علاقة بالأمر ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن خلافات روسية تركية جديدة كانت وراء قطع المياه عن مدينة الحسكة، وذلك للمرة الـ20 منذ سيطرة القوات التركية على مدينة رأس العين و محطة الضخ في قرية علوك، المسؤولة عن امداد مدينة الحسكة بالمياه.

قطع متكرر للمياه .. وضخها يتوقف على الضغوطات الدولية

وخلال السنتين الماضيتين، قطعت القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” المياه مراراً على مدينة الحسكة ونواحيها، والتي يقطنها أكثر من مليون نسمة، ففي بعض الأحيان بقيت مدينة الحسكة بلا ماء مدى تجاوزت الشهرين، ومع تصاعد المناشدات الشعبية للدول الضامنة بالتدخل (روسيا والولايات المتحدة) وممارسة الضغوط من قبل سلطات الإدارة الذاتية على المجتمع الدولي، فتحت القوات التركية المياه نحو مدينة الحسكة منذ شهرين، إلا أنها عادت لتقطع المياه وسط الحديث عن المعضلة السابقة وهي “قطع التيار الكهربائي” عن محطة الضخ.

وسبق أن توصل روسيا وتركيا عبر وفود عسكرية في تموز/يونيو من العام الجاري، لاتفاق على إعادة ضخ المياه لمدينة الحسكة، حيث اتفق الجانبان على تزويد المحطة بكمية تيار كهربائي تصل لـ 20 ميغا من سد تشرين إلى منطقة مبروكة ثم لمدينة رأس العين التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” لأجل تشغيل العنفات وملء الخزانات وضخ المياه نحو المدينة ونواحيها.

السلطات المحلية تتهم الفصائل بسرقة الكهرباء

وألقت الإدارة الذاتية سابقاً بالمسؤولية على فصائل “الجيش الوطني”، كونها “تسرق الكهرباء وتستجرها” لصالحها وبيعها للمزارعين القريبين من قرية علوك مقابل منافع مادية، والاعتداء على خطوط التوتر الكهربائي ما يؤدي إلى قطع التيار وبالتالي اتخاذها كحجة لقطع المياه، وأشارت إلى أن الهدف وراء ذلك “الحصول على تنازلات سياسية وعسكرية” من الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.

هل للخلافات الروسية التركية علاقة بالأمر ؟

العديد من المحللين السياسيين والمتابعين للشأن السوري، شددوا على أن قطع المياه عن مدينة الحسكة مرة أخرى، لا يخلو من الخلافات بين روسيا وتركيا، سوءاً على عدم سماح موسكو لأنقرة بتوسيع رقعة سيطرتها في الشمال الشرقي ووقوفها بوجه العملية العسكرية، التي جمدتها أنقرة في وقت سابق لقولها أن “الرفض الدولي” حال دون إطلاقها.

كما ترغب روسيا من أنقرة بتطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في مدينة سوتشي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين و التركي رجب طيب أردوغان، لفتح الطريق الدولي M-4، وإبعاد الفصائل عنها مسافة 6 كيلومترات واعتبار تلك المنطقة “آمنة” لضمان الحركة المرورية والتجارية عليه، إلا أن ذلك لم يحدث ما دفع روسيا بالتهديد بشن عمليات عسكرية في جنوب إدلب للوصول إلى الاوتستراد الدولي وفتحه بالقوة العسكرية.

روايات متشابهة لأسباب قطع المياه

وبالعودة لقطع المياه عن مدينة الحسكة، كشفت وكالتي الأنباء الحكومية “سانا” والكردية “هوار”، أن القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة عاودت قطع المياه عن الحسكة.

حيث نقلت “هوار” عن “مصادر” أن المياه مقطوعة عن مدينة الحسكة منذ يومين بسبب ما وصفته “التعديات التي حصلت على خطوط الكهرباء المغذية للمحطة”، وأوضحت أن “التعديات” جاءت من قبل فصائل المعارضة والتي أسفرت عن حدوث قطع في الكابلات التي تغذي المحطة الواردة من ناحية الدرباسية، كما لم تسمح القوات التركية لورش الصيانة بالعمل وإصلاح الضرر.

بدورها أكدت “سانا” الرواية السابقة حيث نقلت عن “المؤسسة العامة لمياه الشرب في الحسكة”، أن تأخر ضخ المياه إلى مركز المدينة لليوم الثاني على التوالي ناتج عن الاعتداءات المتكررة للفصائل المسلحة الموالية لتركيا على خطوط الكهرباء المغذية للمحطة، وأشارت إلى أن خط التوتر الكهربائي شهد فصلاً متكرراً للتيار ما أدى إلى تأخر تعبئة الخزانات الرئيسة في محطة الحمة، وبالتالي تأخر ضخ المياه إلى الأهالي في مركز المدينة.

وأشارت “سانا”، إلى أن الفصائل المسلحة بدؤوا بسرقة الكهرباء من الخط المغذي لآبار علوك بهدف استغلالها لمصالحهم الخاصة وبشكل عشوائي في الأراضي الزراعية والممتلكات التي استولوا عليها.

ويتزامن ذلك مع الحديث عن موجة جديدة خامسة لوباء كورونا اعتبرت “مقلقة وأشد فتكاً وانتشاراً”، إضافة إلى حلول فصل الشتاء، وبهذه الأحوال فإن الحاجة للمياه تكون شديدة، خاصة وأن لا مصدر مياه لري المدينة سوى علوك، مع الجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية لإيجاد مصدر آخر للمياه دون فائدة، كون المياه العذبة تكاد تكون معدومة في الحسكة والمناطق القريبة منها، وأي مشروع مياه يوازي محطة علوك يحتاج لسنوات وامكانات وهذا ما لا يتوفر حالياً.

إعداد: رشا إسماعيل