أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع دخول أطراف عدة في الصراع والأزمة الليبية، ونقل تلك الأطراف مقاتلين من جنسيات مختلفة تابعة لها للقتال على الأرض الليبية، يتوقع خبراء عسكريون ومحللون سياسيون، أن تشهد البلاد “حروباً طاحنة بالوكالة” خلال الفترة المقبلة.
حديث تلك الأوساط يأتي مع استمرار تركيا إرسال دفعات المقاتلين السوريين الموالين لها من “الجيش الوطني السوري” إلى البلاد إضافة لمقاتلين آخرين من جنسيات عديدة، للقتال إلى جانب السراج ضد الجيش الليبي، وتقارير أخرى كشفت أن روسيا أيضاً أرسلت أكثر من ألفين مقاتل سوري موال لها إلى ليبيا لقتال “الميليشيات التابعة للسراج والمرتزقة السوريين”.
حروب بالوكالة .. ورؤية أمريكية
ويتوقع خبراء وسياسيون أن تتحول ليبيا لساحة حرب بالوكالة، خلال الفترة المقبلة، وخاصة بعد انتقال الآلاف من المقاتلين والمرتزقة والمتطرفين التابعين لأطراف الصراع على الأرض، في وقت تتحدث فيه الاطراف الدولية عن حل سياسي، وإخراج للميليشيات والمرتزقة من ليبيا، كخطوة أولى نحو إرساء الاستقرار في هذا البلد الذي انهتكته الحروب منذ سنوات.
ونقلت مواقع ومصادر إعلامية عن دبلوماسي غربي (لم تذكر أسمه) أن “ليبيا باتت منهكة تماماً”، وعن الحلول والرؤى الأمريكية الأخيرة لحل الأزمة الليبية، أشار الدبلوماسي الغربي إلى أن “الحل الأميركي المعلن هو تصفير المشاكل، بمعنى خروج طرفي الأزمة من المشهد برمّته، والكلام هنا لا يخصّ حفتر فقط وإنما السراج.. الراعي الأميركي يقول باختصار اللعبة انتهت، وحان وقت الرحيل”.
المؤيدون للمشير خليفة حفتر، رأوا في الاقتراح الأمريكي الجديد، أنه لا يتناسب مع الدور الكبير الذي قام به المشير، في إنقاذ المؤسسة العسكرية من الانهيار، مشددين أنهم يرفضون أي اقتراح لا يأخذ بعين الاعتبار وجود كافة الأطراف الليبية، دون هؤلاء “التابعين للجهات الخارجية وجلبوا الغزو للبلاد”.
“لا لإنهاء تواجد المرتزقة في ليبيا”
وفي السياق، وبما يخص وجود وكلاء الأطراف الرئيسية على الأرض، يطالب المجتمع الدولي بإنهاء وجود الميليشيات والمسلحين والمرتزقة من ليبيا، بينما هذه المطالب من الصعب تحقيقها بحسب متابعين للشأن الليبي، كون الأطراف الرئيسية تعتبر تلك الجماعات ركيزة في ليبيا، لتنفيذ أجنداتها ومصالحها، وبانسحابهم من البلاد، يعني خروجهم من اللعبة مهزومين.
وأشارت تلك الأوساط إلى أن المرتزقة هم الآن الورقة التي تلعبها الأطراف الخارجية (في إشارة واضحة منهم إلى روسيا وتركيا) على الأرض، ولن يغامر أي طرف بسحب مرتزقته من ليبيا إلا بعد تأكيده أن له حصة من “الكعكة الليبية”.
ونقلت تركيا إلى حين إعداد التقرير، أكثر من 17 ألف “مرتزق” إلى ليبيا، بينهم أكثر من 350 طفلاً، إضافة إلى مجموعات أخرى غير سورية (صومالية) كانوا في قطر، يعملون على حراسة المنشآت القطرية، حيث طالبت تركيا من الدوحة زجهم في الحرب الليبية.
بدورها روسيا لها مقاتلين من “مرتزقة فاغنر” إضافة إلى مقاتلين آخرين يقال “انهم أن عددهم نحو ألفين مقاتل سوري”، وهم يقدمون الدعم لقوات الجيش الليبي، ولم يتسنى التأكد بشكل أكبر من الأعداد الحقيقية لمرتزقة فاغنر أو المقاتلين السوريين الموالين لروسيا في ليبيا.
رسائل سياسية تكتيكية لأجل “النفط”
أما فيما يخص “معركة سرت والجفرة”، فقد أكدت مصادر ليبية، أن كل مايجري على الأرض من قبل الأطراف الرئيسية كالتهديد والوعيد، هي رسائل سياسية تكتيكية للتفاوض، وليس إعلاناً للحرب بشكل آني، مشيراً إلى أن الموضوع كله يرتكز على النفط الليبي، وإمكانية تقاسم الأطراف الرئيسية لهذا النفط مقابل تهدئة جبهات القتال.
إعداد: ربى نجار