أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في خطوة من شأنها أن تنشر فيروس كورونا ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، فتحت “حكومة الإنقاذ” التابعة لهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة، المعابر أمام النازحين من إدلب الذي كانوا في منطقة عفرين، وفروا من العمليات العسكرية السابقة في المنطقة.
فوضى كبيرة.. وتحميل المسؤولية “لحكومة الإنقاذ”
واكتظت المعابر بمئات السيارات والأشخاص مع امتعتهم على المعابر، وهم يحاولون الدخول إلى إدلب، حيث بقي الحال كذلك لساعات طويلة حتى نهاية أرتال السيارات المدنية من العبور في اليوم الأول للسماح في فتح تلك المعابر وعودة الناس لمناطقهم في إدلب.
هذه الخطوة رأتها جهات معارضة أنها خطيرة جداً على الصحة العامة في “المناطق المحررة” خصوصاً مع الفوضى التي حدثت، وبما أن أوضاع القطاع الصحي صعبة أصلاً، فإن أي مصاب بالفيروس يمكنه أن يعدي المئات، وهؤلاء سينشرون الوباء للآلاف وبعدها للملايين، محملين “تحرير الشام وحكومة الإنقاذ” التابعة لها مسؤولية أي انتشار لوباء كورونا في “المناطق المحررة”.
قرارات خاطئة.. ومطالبات بوحدات عزل
وبسبب الاكتظاظ الشديد وتدافع الناس بشكل كبير ناشد فريق “منسقو استجابة سوريا”، في بيان، الجهات الطبية العاملة في كل من محافظة إدلب ومدينة عفرين، التوجه إلى المعبرين الواصلين بين المنطقتين، وذلك بعد تدافع الأهالي نحوهما، مع سماح “حكومة الإنقاذ” للمواطنين بالعبور ليوم واحد.
وأشار البيان إلى أن التوافد الكبير للمواطنين سبب فوضى كبيرة، وذلك يعود لسوء تقدير النتائج الناجمة عن تلك القرارات. في إشارة إلى فتح المعابر من قبل “حكومة الإنقاذ” في هذا الوقت الذي يشهد فيه انتشاراً لوباء كورونا في الدول المجاورة وخاصة تركيا.
وناشدت المجموعة المنظمات الطبية المختصة بتجهيز وحدات عزل طارئة بالقرب من المعابر، تحسباً لأي حالات تظهر بين المدنيين العائدين إلى إدلب، من المحتمل أن يكونوا مصابين بالفيروس.
خصوصاً وأن تقارير عدة أفادت بوجود حالات بين القوات التركية وعناصر الفصائل الموالية لها مصابة بالفيروس في عفرين، التي لم تتخذ أي اجراءات احترازية بخصوص منع انتشار الفيروس.
بينما أبدت أوساط سياسية معارضة مخاوفها بعد دخول المئات من العائلات القادمة من عفرين إلى إدلب، دون اللجوء إلى فحصهم أو التأكد من سلامتهم وعدم حملهم للفيروس أثناء مرورهم على المعابر، متسائلين كيف يدخل هذا الكم الهائل من الناس إلى إدلب دون إجراء ولو قياس درجة الحرارة لهم.
استهتار كبير من إدارة المعابر
أحد العاملين في المعبر كشف لمواقع إعلامية معارضة (لم تذكر أسمه لدواعي أمنية)، أنهم نوهوا إدارة المعبر بكيفية دخول المواطنين إلى إدلب دون إجراء فحوصات تؤكد سلامتهم، وقال أنهم طالبوا بأجهزة كشف وفاحص حرارة، لكن دون استجابة من الإدارة، وأضاف، أن إدارة المعبر تعاملت باستهتار كبير مع الموضوع رغم خطورته على حياة الناس.
وتابع، حتى الناس وجدناهم مستهترين بإجراءات الحماية والوقاية، رغم حملات التوعية المكثفة التي قامت بها المنظمات المحلية لهم خلال الفترة السابقة، وتعاملهم مع انتشار الفيروس وكأنه غير موجود.
وسبق أن أبدت منظمات وجهات دولية خلال بيانات وتقارير لها، عن مخاوفها من أن تتحول إدلب لبؤرة جديدة لتفشي وباء كورونا، بسبب الدمار الكبير في القطاع الصحي، وعدم وجود معدات طبية ووقائية لمواجهة الفيروس في حال انتشاره، إضافة إلى اللامبالاة ونظرة الاستهتار التي يتخذها المواطنون في تلك المناطق اتجاه خطر الفيروس وما يمكن أن يفعله بهم في حال تفشيه في منطقة تحوي مايقارب 3 ملايين نسمة.
إعداد: ربى نجار