دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

فاينانشيال تايمز.. أردوغان بين خيارين كلاهما صعب

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قال الكاتب البريطاني ديفيد جاردنر في مقاله في صحيفة فاينانشيال تايمزالبريطانية، إنه بعد أن أجرت تركيا انتخابات بلدية متنازعاً عليها في 31 آذار/مارس، كان هناك ارتياح بين العديد من صناع السياسة والمستثمرين والمحللين، حيث كانوا يرغبون في الانتهاء من الدورات الانتخابية اللامتناهية في تركيا، مع عدم تحديد موعد التصويت المقبل حتى عام 2023.
وأوضح جاردنر، أنه بصفته عمدة إسطنبول سابقاً، يعتقد أردوغان أن البلاد لا يمكن أن تحكم من دون السيطرة على المدينة التي كانت عاصمة للإمبراطورية العثمانية السابقة، حيث انطلقت مسيرته المهنية في عام 1994. وقال أردوغان في عام 2017 “إذا تعثرنا في إسطنبول، فسوف نفقد مكانتنا في تركيا”. وهناك تهديد أكثر إلحاحاً لأردوغان يلوح في الأفق عبر الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة بشأن منظومة الصواريخ التي ترغب أنقرة في شرائها.
وبتابع الكاتب، قد يؤدي هذا الخلاف إلى فرض عقوبات أميركية وربما يثير التشكيك في عضوية تركيا في حلف الناتو. وفي الأساس، كان قرار أردوغان بشراء نظام الدفاع الصاروخي S-400 من روسيا، حيث من المقرر تسليمه في الأشهر القليلة المقبلة.
وأضاف الكاتب، وفي الوقت نفسه تتوقع تركيا استلام طائرة F-35، وهي أحدث طائرة مقاتلة غير مرئية تنتجها الولايات المتحدة. ولكن في الوقت الذي يتدرب فيه الطيارون الأتراك بالفعل على الطائرة الجديدة، علقت الولايات المتحدة تسليم أول أربع طائرات من بين 100 طائرة كان من المتوقع أن تشتريها أنقرة.
وتؤكد واشنطن أن وجود نظام الدفاع الروسي يمثل خطراً على المقاتلات الأميركية. وسيضر أمن الحلفاء، حيث يمكن لروسيا الحصول على معلومات حول الطائرة F-35، والتي من المقرر أن تصبح الطائرة الحربية الرئيسية للناتو.
وقال الكاتب أيضاً، “إن هذا الأمر سيمثل أزمة حقيقية للرئيس التركي، لافتاً إلى أنه على الرغم من أن طريقة عمل أردوغان ترتكز على الاستقطاب، إلا أن ذلك أمر صعب عند التعامل مع القوى العظمى، خاصة عندما يتعلق الأمر بفلاديمير بوتين، أو زعيم لا يعرف الحلول الوسط مثل ترامب.
وهذه هي المعضلة الرئيسية للرئيس التركي، حيث إنه إذا اختار الوقوف بجانب أميركا في مواجهة روسيا، فيمكن أن يكثف بوتين من هجوم القوات الجوية الروسية ضد آخر جيب للمتمردين السوريين، وإذا اختار أردوغان أن يعادي الولايات المتحدة، فلن تكون فقط عضوية تركيا في حلف الناتو على المحك، أو صفقة شراء مقاتلات F-35، بل سيكون هناك أيضاً الكثير الذي قد يخسره أردوغان في هذه الحالة.