دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

عودة سوريا للجامعة العربية وحضور قمة جدة.. قد يؤجج الخلافات بين العرب والغرب

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لا شك في أن القمة العربية التي احتضنتها المملكة العربية السعودية في دورتها العادية رقم 32، كانت مختلفة تماماً عن القمم التي سبقتها، وذلك كونها شهدت عودة سوريا من جهة وما وصف “بالدعوة الجريئة” للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، بينما اعتبرها مسؤولون أمريكيون أنها “مضيعة للوقت”، مشددين على أن دمشق لا تستحق العودة للحضن العربي ولا للجامعة العربية، حسب وصفهم.

العرب يتفقون على أن الحل السياسي هو الوحيد في سوريا

القمة التي بدأت كلمات زعماء ورؤساء العرب المشاركين فيها، بالترحيب بعودة سوريا وبحضور الرئيس بشار الأسد، شددت في مجملها على إنهاء الصراع المسلح على السلطة في البلاد لما له من تداعيات خطيرة على الدول العربية وأمنها القومي، إضافة إلى رفض التدخلات الخارجية فيها، مع ضرورة تهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين وأن على الدول احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

أبو الغيظ: قمة جدة تشهد عودة كاملة لسوريا للجامعة العربية

وعلق الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيظ، على مشاركة سوريا في القمة، وقال أن قمة جدة تشهد “عودة سوريا الكاملة إلى الجامعة العربية”، لكنه أشار أيضاً إلى أن هذه العودة لا تعني بالضرورة أنها تمثل استئناف العلاقات بين دمشق وجميع الدول العربية، لافتاً إلى أن هذا الأمر متروك لهذه الدول ورؤيتها لدمشق.

واعتبر أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية تمثل خطوة في إطار سعي العرب “لتسهيل عملية حل الأزمة فيها”، ولفت إلى أن دمشق قبلت أن تكون عودتها للجامعة العربية جزءاً من سياق الحل، وشدد ان الأحداث العالمية سرعت من قرار عودة سوريا للجامعة.

“سوريا قبلت بشروط العرب .. والعرب قبلوا بشروط سوريا”

مصادر دبلوماسية مطلعة قالت أن سوريا قبلت بالشروط العربية والعرب قبلوا بالشروط السورية، مشيرين إلى أن الطرفين ارتكزوا على “المبادرة الأردنية للحل في سوريا” أو ما تسمى “بخطوة مقابل خطوة”. أي أن أي خطوة للعرب بتجاه تطوير العلاقات مع دمشق يقابلها خطوة من الأخيرة أو كما وصفوها “مطلب عربي”.

وجاء في البيان الختامي للقمة العربية حول سوريا، التأكيد على تكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها، مع تعزيز الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا.

“نواقص في البيان الختامي لقمة جدة حول سوريا”

الغريب في البيان الختامي للقمة بحسب ما رأته أوساط سياسية، عدم وجود بنود تدعو لإنهاء التواجد الأجنبي على الأرض السورية، وضرورة الحل السياسي فيها على أساس قرار الأمم المتحدة رقم 2254.

وشددت هذه الأطراف على أن بيان الجامعة كان يجب أن يدعو صراحة وبشكل لا لبس فيه إلى رحيل القوات الأجنبية بما فيها التركية والإيرانية والأمريكية، ويؤكد على دمشق ضرورة الانخراط في الحلول السياسية مع الأطراف السورية الأخرى لحل الصراع، إضافة إلى دعوة إسرائيل للكف عن شنها للضربات على مواقع عسكرية سورية، وعدم جعل سوريا مركزاً لتصفية الحسابات بينها وبين إيران، والأمر ذاته بالنسبة لتركيا التي تقوم بشكل شبه يومي بقصف مناطق الشمال الشرقي من البلاد.

الموقف الأمريكي.. والعرب يختبرون دمشق

الموقف الأمريكي من عودة سوريا لمحيطها العربي بقي على حاله، حيث أدانت واشنطن في وقت سابق عودة دمشق لمقعدها في الجامعة العربية، بينما وصفت بعض التقارير الإعلامية لصحف أمريكية وغربية أن العرب وباحتضانهم للأسد “يؤججون الخلافات مع واشنطن”، فيما قالت أخرى أن “الدول العربية أطلقت مبادرة لاختبار الحكومة السورية”.

وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن دبلوماسيون عرب، أكدوا إن الدول العربية أطلقت مبادرة لتشجيع اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم، على أمل أن تتم مراقبة عودتهم الطوعية من قبل وكالات الأمم المتحدة لضمان معاملتهم بشكل صحيح، ولفتت إلى أن هذا المخطط يمكن أن يقنع الغرب وواشنطن بتخفيف العقوبات على سوريا للمساعدة في إعادة الإعمار .

وأوضحت الصحيفة إلى أن المبادرة العربية تهدف لاختبار الحكومة السورية وصدقها في تطبيق ما تعهدت به، وأوضح الدبلوماسيون أن خطة إعادة اللاجئين طريقة لاختبار ما إذا كانت دمشق جادة ويمكن الوثوق بها لإجراء إصلاحات.

تحذيرات من خرق “قيصر”.. والسعودية ترد

وكان السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد، قال إن القمة العربية سوف تنتهي بوعود غير قابلة للتطبيق، لأن التطبيع مع بشار الأسد وتجاوز العقوبات وعودة اللاجئين تواجه عقبات متزايدة، واعتبر أن الأسد ليس لديه النية لإعادة السوريين في الوقت القريب، محذراً الدول الخليجية والعربية من تقديم الدعم المالي لدمشق، حيث أنها ستواجه ضغوطاً أمريكية، كونها ستخرق العقوبات الأمريكية، وأكد أن موقف واشنطن من دمشق لن “يتزحزح”.

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وفي حديث موجه للولايات المتحدة قال، أن الحوار مع دمشق كان ضرورياً حيث أن الوضع في سوريا غير قابل للاستدامة، وأنهم سيناقشون وجهة نظر المملكة للوضع القائم في سوريا مع الشركاء الغربيين.

ولفت إلى أن أي حلول فعلية وواقعية لايمكن أن تحدث سوى بالحوار مع دمشق، وأن الرياض ستعمل مع المجتمع الدولي ودمشق لإعادة السوريين لبلادهم، مشدداً على أنهم سيدعمون مشاريع التعافي المبكر للاقتصاد السوري.

إعداد: ربى نجار