دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

علي الأمين السويد: تغيير واجهات المرافق العامة في شمال سوريا إلى أسماء ضباط أتراك إهانة كبيرة.. وسياسة التتريك تنفذ عبر المجالس المحلية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شهدت مناطق شمال غرب سوريا خلال الأيام الماضية حالة من الغضب والاستهجان بعد قرار المجالس المحلية تسمية المدارس والمرافق العامة بأسماء ضباط وجنود أتراك قتلوا في سوريا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن اعتقال الناشط الإعلامي خليل أبو شيخو من قبل “الشرطة المدنية”  بأوامر مباشرة من الوالي التركي في مدينة الباب بريف حلب الشرقي وذلك بعد إنزاله واجهة إحدى المدارس مكتوب عليها اسم ضابط تركي قتيل.

وخلال حوار خاص مع الكاتب والسياسي السوري المعارض، علي الأمين السويد، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من التساؤلات حول قرار تغيير واجهات المدارس والمرافق العامة في شمال غرب سوريا بأسماء الضباط الأتراك، وهل القرار الأخير يأتي امتداداً لسياسة “التتريك” المتبعة منذ سنوات في تلك المناطق.

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الأستاذ علي الأمين السويد:

كيف تنظر إلى قرار المجالس المحلية في شمال غرب سوريا بتغيير واجهات المدارس والأماكن والمرافق العامة إلى أسماء ضباط وجنود أتراك؟

إن من شأن هذه القرارات أن تمعن في إهانة الشعب السوري الذي ثار ضد نظام الأسد في سبيل حريته وكرامته وتمكينه من التعبير عن ثقافاته المتعددة بالشكل الذي يراه مناسبا، لا أن ينتقل من تحت نيران التسلط الأسدي الى تحت نيران تسلط الاحتلال التركي وبأيادي سورية مرتزقة تابعة له.

هل القرار الأخير يأتي امتداداً لسياسة “التتريك” المتبعة منذ سنوات في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة الموالية لأنقرة؟

يأتي تتريك أسماء المنشآت والمؤسسات في مناطق الاحتلال التركي استكمالا لسياسة التتريك الممنهجة التي أوكلت سلطات الاحتلال التركي مهام تنفيذها لما يسمى المجالس المحلية في الشمال السوري.

فإدارة الشمال السوري المحتل تقع على عاتق الاستخبارات التركية التي تتدخل في كل شاردة وكل واردة وتقوم بدور الحامل للريموت كنترول لناحية توجيه السكان المدنيين للتسليم بفكرة ان الشمال السوري ليس الشمال السوري وإنما الجنوب التركي.

فاللغة التركية اصبحت تستخدم جنبا الى جنب مع اللغة العربية، والتعاملات المالية صارت بالعملة التركية، وشبكة الكهرباء والانترنت، والتجارة كلها تركية وتصب في صالح الاقتصاد التركي.

إلا ان الملف الأمني هو الأخطر على الاطلاق. فالمخابرات التركية هي من تفرض القوانين حسب المصالح التركية والمرتزقة السوريين المسلحين هم من ينفذ. لذلك تعج السجون في المناطق المحتلة بالسوريين الوطنيين الرافضين لوجود الاحتلال التركي، والسوريين الذين ينتقدون سياسة التتريك، والسوريين المنشقين حديثا عن نظام الأسد.

ناشطون تداولوا ما يحدث في تركيا من إزالة واجهات المحال التجارية للسوريين مقابل وضع أسماء قتلى الجنود الأتراك على المدارس والمرافق العامة داخل سوريا.. ما رأيك بذلك؟

لقد اثبتت حملة إزالة واجهات المحلات المكتوبة باللغة العربية في تركيا عنصرية الدولة التركية تجاه العرب عامة والسوريين خصوصا. وأكثر ما يثير هو الطريقة التي تقوم فيها الدولة التركية بإزالة القارمات العربية التي تشبه عمليات القاء القبض على المجرمين والإرهابيين. فالمفروض ان يصل المحل انذار بإزالة القارمة التي تحوي كلمات عربية في البداية. فإن لم يلتزم يمكن للدولة التركية ان تتصرف.

غير أن إزالة القارمات العربية بحجة أنها أجنبية، بينما تترك القارمات التي تحوي ماركات عالمية مثل مانغو وأديداس وغيرها يدلل على العنصرية التركية الصريحة تجاه العرب.

هل مناطق شمال غرب سوريا تتجه نحو تحركات شعبية ضد السلطات المحلية الموالية لتركيا خلال الفترة المقبلة؟

لقد بلغ السيل الزبى عند السوريين في الشمال السوري وأصبحوا يكرهون كل ما يمت للأتراك بصلة إلا أن القبضة الأمنية للفصائل المرتزقة تحول دون أي تحرك شعبي يعبر عن غضب الناس ضد سياسة التتريك التي تفرضها تركيا في الشمال، كما حدث مؤخرا حين قامت السلطات المرتزقة باعتقال الناشط خليل أبو شيخو بسبب ازالته قارمة مدرسة تحمل اسم مجرم تركي يعتبره الاتراك شهيدا.

 

حاوره: يعقوب سليمان