دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

علي الأمين السويد: “النظام التركي” قرر تغيير اللعبة في شمال سوريا من خلال معبر الحمران.. و”تحرير الشام” تتحضر للسيطرة على المنطقة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني وحركة “أحرار الشام – القاطع الشرقي” الموالية لـ “هيئة تحرير الشام / جبهة النصرة”، على أثر سعي الطرفين للسيطرة على معبر الحمران بريف حلب الشرقي ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من الجانبين.

وقالت مواقع إخبارية محلية، إن “الجيش الوطني” دفع بتعزيزات عسكرية ضمت عدداً كبيراً من الآليات المزودة برشاشات متوسطة وثقيلة إضافة لمئات العناصر، من أجل استعادة السيطرة على المعبر وكذلك قرى الواش ومرعان وثلثانة والمسعودية في ريف حلب، عقب سيطرة حركة “أحرار الشام” على المعبر وتلك القرى.

ويُعتبر معبر “الحمران” الواصل بين مناطق سيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية عند منطقة عبلة في ريف الباب الشمالي، أحد أهم المعابر من حيث الإيرادات المالية التي تقدر بمئات آلاف الدولارات شهرياً على اعتبار أن معظم المشتقات النفطية تمر إلى مناطق نفوذ “الجيش الوطني” عبر هذا المعبر من شمال شرق سوريا.

وفي حوار خاص مع الكاتب والسياسي السوري المعارض، علي الأمين السويد، طرحت شبكة أوغاريت بوست العديد من التساؤلات حول النزاع الحاصل على معبر “الحمران” بين فصائل المعارضة و”هيئة تحرير الشام / جبهة النصرة” وما هو دور تركيا في تصعيد تلك الخلافات الدموية.

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الكاتب والسياسي السوري المعارض، علي الأمين السويد:

ماذا يعني سيطرة “هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة” على معبر الحمران شرقي حلب؟

سيطرة هيئة تحرير الشام الارهابية – جبهة النصرة سابقاً على معبر الحمران تعني أن النظام التركي قد قرّر أخيراً أن يغّير قواعد اللعبة في الشمال السوري والبدء بخطوات توحيد مناطق سيطرته تحت سلطة “هيئة تحرير الشام” كمقدمة لقيام إقليم يشبه قبرص التركية ثم ضمه لتركيا حين تسنح الفرصة.

لماذا لم يصمد الاتفاق الأخير بين “هيئة تحرير الشام” والفصائل قبل أشهر قليلة حول إدارة معبر “الحمران” وتقاسم عائداته المالية؟

لم يصمد الاتفاق لأنه رهن إشارة النظام التركي الذي هو من أسسه وهو من يعدله وهو من ينسفه. فعندما كانت مصلحة تركيا تقتضي إدخال جبهة النصرة الى مناطق نفوذ الاحتلال التركي، سمحت لجبهة النصرة بالتوغل الى المناطق المحتلة لتحصل على موطئ قدم لها هناك. واليوم جاء وقت توسع الجبهة عن طريق استلام السيطرة على المعابر.

ما دور تركيا في تصعيد الخلافات بين “الجيش الوطني” و”تحرير الشام” للسيطرة على معبر “الحمران” بالقوة؟ وهل صمت أنقرة حيال ذلك يظهر موافقة الأخيرة على الاقتتال الداخلي شمال غرب سوريا؟

من الواضح أن تركيا وبالاتفاق مع النظام السوري والروسي قد بدأت خطتها في إعادة تنظيم الشمال والتي سارت وتسير على النحو التالي:
بدأ الأمر بإثارة تركيا والنظام السوري للاضطرابات في الجزيرة السورية تحت عنوان ثورة العشائر العربية ضد قوات سوريا الديمقراطية. وقد أعلن أردوغان عقب لقائه الرئيس الروسي بوتين بأنه اتفق مع بوتين على توحيد العشائر العربية ضد “قسد”.

وتحت ذريعة فشل الائتلاف الوطني المرتزق حقيقة في فعل شيء مهم، قام النظام التركي بالطلب من عملائه لتنظيم عملية طرد الائتلاف من المناطق التي تسيطر عليها فصائل المرتزقة. وبهذا يصبح النظام التركي غير مسؤولاً سياسياً عما يحدث لعلاقة الائتلاف مع قاعدته الشعبية المفترضة باعتبار أنها مسألة داخلية بين الائتلاف وقاعدته الشعبية التي ترفضه، وبهذا يبقى الائتلاف تحت جناح تركيا بالرغم من طرده من المناطق التي يُفترض أن تكون تحت سيطرته السياسية.

أما بالنسبة للحكومة المؤقتة فهي عملياً تعتبر جسماً منفصلاً عن الائتلاف وهي أقرب لتركيا من كل أجسام المرتزقة السورية بسبب وجود العميل عبد الرحمن مصطفى على رأسها. أما باقي جوقة الحكومة فلا قيمة لها وخصوصاً وزارة الدفاع التي يترأسها وزير لا يملك صلاحية تسمح له بأمر مقاتل الوقوف بحالة الاستعداد.

وقامت هيئة تحرير الشام الإرهابية بالتحرك للسيطرة نهائياً على معبر الحمران وسط رضا واضح من النظام التركي، ويبدو أن الأوامر لم تكن واضحة للفيلق الثاني بعدم مقاومة او مقاومة هجوم “هتش”. فتصدى للهيئة قسم من فصيل أحرار الشام الإرهابي المقسوم أصلا إلى قسمين أحدهما بقيادة عميل المخابرات السورية الصوفان والمبايع للجولاني وفصيل لم يبايع الجولاني ويعتقد بأنه يجاهد في سبيل الله. وكذلك تصدى للهيئة فصيل ما كان يعرف بجيش الإسلام الإرهابي، وطلب وزير دفاع الحكومة المؤقتة من فصائل جيشه المزعوم التصدي للهيئة، ولكن لا حياة لمن تنادي. ففصيل ابي عمشة متحالف مع الجولاني ويدفع له أتاوات لقاء الحماية من المنافسين عند الحاجة.
واليوم طلبت تركيا من المتحاربين الجلوس للمفاوضات وسيتم حل الأمر على نحو يسير في مصلحة “هتش” التي تعتبر عصا الاحتلال التركي والتي ينوي استخدامها للهيمنة على الشمال السوري بأكمله عندما يحين الوقت المناسب.

وبذلك تكون تركيا قد مهدت الطريق لجبهة النصرة الإرهابية للسيطرة على كامل شمال سوريا من بوابة السيطرة على المعابر واحداً تلوى الآخر كمقدمة لإقامة مشروعها التوسعي.

بالمقابل هناك حديث عن بدء الاستعدادات لتسليم جبل الزاوية والطريق M4 للنظام السوري. وقد شوهدت عشرات الشاحنات الكبيرة “القاطرة والمقطورة” الفارغة تتجه الى الجنوب حيث النقاط التركية التي ينتظر ان يتم نقلها الى الحدود الجديدة التي اتفق عليها النظام السوري والتركي والروسي ضمن اجتماعات أستانا.

 

 

 

حاوره: يعقوب سليمان