دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

طارق زياد وهبي لأوغاريت: روسيا ستُعيد تجربتها العسكرية المفيدة في سوريا عند غزو أوكرانيا.. والحرب السريعة والمدمرة هو هدف روسيا بأوكرانيا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تحدثت العديد من التقارير الصحفية أن الأزمة الأوكرانية قد تؤثر على استراتيجية روسيا في سوريا، خاصة أن موسكو تربطها تفاهمات وعمليات تنسيق على أعلى المستويات مع الدول الكبرى الفاعلة في الأرض السورية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي تعارض بشدة الغزو الروسي ضد أوكرانيا، والذي إن حدث سيؤدي إلى “نسف” كافة التفاهمات والاتفاقيات المعلنة وغير المعلنة بين روسيا من جهة وأمريكا والدول الغربية من جهة أخرى وسط تهديدات بفرض عقوبات قاسية و غير مسبوقة بحق موسكو.

لذلك فإن روسيا قد تجد نفسها في “موقف محرج” بما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة بالدرجة الأولى، ضمن حسابات معقدة على المشهد السوري، بالمقابل يمكن لروسيا الاستفادة من نفوذها في سوريا لتحقيق مكاسب وتنازلات على صعيد الأزمة الأوكرانية.

وخلال حوار خاص مع الباحث في العلاقات الدولية، طارق زياد وهبي، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من التساؤلات حول قدرة الأزمة الأوكرانية على إضعاف التواجد الروسي في سوريا، وهل سينعكس الخلاف الحاصل بين الولايات المتحدة وروسيا في أوكرانيا على الأزمة السورية.

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الأستاذ طارق زياد وهبي:

 

– هل ستؤدي التوترات المتصاعدة في أوكرانيا إلى إضعاف التواجد الروسي في سوريا؟

التواجد الروسي في سوريا هو الظاهرة الاولى الابعد للجيش الروسي في دولة ليس لروسيا فيها الاهداف التي تصبغها بمفهوم الامن القومي الروسي والحفاظ على ما يسمى منطقة الطوق الجغرافي لإبعاد اي خطر مداهم ضد روسيا ولكن تجربة روسيا العسكرية من الناحية البرية والجوية والبحرية مفيدة جداً لاتخاذ بعض التدابير التي قامت بها في سوريا وتطبيقها في اوكرانيا في حال تم اي عمل عسكري كاجتياح لاراضي اوكرانية. روسيا بحضورها السوري اصبحت قاعدة شرق اوسطية لا بد منها لامتداد ما قد تقوم به لاحقاً روسيا اذا ارادت ان تتخلى عن ما يسمى مرتزقتها “ڤاغنر” والعمل بجيشها في بعض ساحات القتال وستكون سوريا قاعدته لافريقيا عامةً وممكن والاهم الى حوض البحر الابيض المتوسط. القوات المفروزة لسوريا لم تتغير كثيراً وذلك لان طبيعة التحالف مع “النظام السوري” المدعوم ايرانياً بفصائل لبنانية عراقية وافغانية يتطلب نوعاً من الاستقرار وعدم تغيير الاشخاص.

 

– كيف يمكن أن ينعكس الخلاف الحاصل بين الولايات المتحدة وروسيا في أوكرانيا على الأزمة السورية؟

الكل يخشى كما حصل في الازمة الكوبية سابقاً ان يتم تسوية امريكية روسية على حساب الدول وأهمها تسليم روسيا وأمريكا المنطقة للسياسة الايرانية وان تترك او تؤجل مشكلة أوكرانيا على امل ان يتم نوع من مؤتمر لدول البحر الاسود للاتفاق ان تقوم تركيا بدور عسكري منظّم لحضور القوى العسكرية والعمل مع الروس والامريكيين لوضع نوع من هدنة او عدم نزاع. اضافة لذلك روسيا بدأت تلعب كأمريكا بالمفهوم الاثني والطائفي والعمل مع “النظام السوري” حول تحييد ما يحصل في السويداء انه محض خاص بالملف الروسي وليس للسلطات السورية التدخل كما الاتفاق مع تركيا على الملف في ادلب والتقارب مع قوات “قسد” القريبة من أمريكا وفرنسا والتي تسعى لنوع من الاستقلالية الذاتية والمدعومة من روسيا على طريقة دول الدونباس.

روسيا تعلّمت كثيراً من حضورها وعدم تكرار اخطائها في افغانستان، لكنها لا تزال تعيش بفلك السوفييت والقادة العسكريين يرون الولايات المتحدة في كل عراك امامهم وهذا ليس خطأً ولكن يبعد مقاربات الحل مع اصحاب المشكلة وليس الولايات المتحدة الامريكية.

 

– كيف تستطيع روسيا الاستفادة من نفوذها في سوريا لتحقيق مكاسب وتنازلات في أوكرانيا؟

روسيا تعلمت كثيراً ولكنها في اوكرانيا لا تزال في ثيابها السوفيتية وبين شعبها الشيوعي ولكن المشكلة ان الشعوب السلافية”Slaves” اعرف نفسها جيداً وطريقة تعاطيها مع بعضها البعض ليست كالشعوب في الشرق الاوسط، التي تلعب العاطفة والعشائرية دوراً مهماً في تركيب طريقة التفكير.

روسيا اذا قررت الاجتياح ستطبق عدداً كبيراً من التدريبات في سوريا وخارجها لأنها نجحت في مرات ان تكون حاسمة.

 

هل تتوقع أن تتحول أزمة أوكرانيا إلى حرب شاملة؟

لا أزال اعتقد ان الحرب مع أوكرانيا هي نفسية و “داخلية” لما يربط الشعبين الروسي والاوكراني بصلات في الدين والثقافة، كل الوساطات وأهمها الرئيس الفرنسي لم تجدي حتى اللحظة لان روسيا لديها هدف هو تركيع ارادة اوكرانيا بالدخول الى الناتو الذي يشكل لروسيا كابوساً وخصوصاً ان الناتو قد يقوم بدعم أوكرانيا لاسترجاع شبه جزيرة القرم التي تعتبر موطن البحرية الروسية.

الحرب اذا وقعت ارتداداتها الاقتصادية على أوروبا اولاً ستكون قاتلة للاقتصاد وخصوصاً ان العقوبات المتوقع وضعها على روسيا ستوقف العمل بخط الغاز الروسي “نورد ستريم ١ و ٢” وايقاف العمل بنظام ال “Swift”للعمليات المصرفية وهذا سيعزل روسيا دولياً.

الروس يبحثون عن حرب سريعة ومدمرة للمؤسسة السياسية الاوكرانية ودعوة الآخرين لمؤتمر صلح حيث هي التي تفرض الشروط!.