دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

ضربات موجعة لسقوط الليرة التركية على مناطق شمال سوريا.. والمدنيون أكبر الخاسرين

 أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عام ونصف العام تقريبا على بدأ التداول بالعملة التركية في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة وذلك بعد الإعلان رسميا عن استبدال الليرة السورية، لتتفاقم الأوضاع المعيشية لآلاف السوريين في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، عقب الانهيار المتواصل والكبير لليرة التركية خلال الفترة الماضية.

انحدار قيمة الليرة التركية مؤخرا انعكس على أسعار السلع بالأسواق في مناطق المعارضة في حين رفعت شركة وتد المحتكرة لكافة أنواع المحروقات أسعار البنزين والديزل والغاز المنزلي بمحافظة إدلب، حيث قامت خلال الشهر الماضي فقط برفع الأسعار مرات عدة ما عمّق معاناة المدنيين وزاد الأعباء المادية، لا سيما لدى الأشخاص الذين يعملون بالأجرة اليومية وذوي الدخل المحدود.

احتقان كبير

وقفات احتجاجية شهدتها شهدت محافظة إدلب، ردا على غلاء الأسعار ورفع قيمة الخبز والوقود من قبل حكومة الإنقاذ الجناح السياسي لهيئة تحرير الشام / جبهة النصرة، حيث طالب المحتجون بالتدخل لضبط أسعار السوق لا سيما المواد الأساسية على اختلاف مسمياتها بالإضافة إلى الغاز المنزلي ولكن كل ذلك لم يعد ممكنا نتيجة ارتباط المنطقة بالليرة التركية والتي مازالت تواصل السقوط والانحدار لمستويات قياسية.

الأمر الذي أكدته مصادر محلية، إذ يعود السبب الحقيقي والرئيسي لارتفاع الأسعار الكبير في السلع والوقود إلى انخفاض قيمة الليرة التركية إذ فقدت كثيراً من قيمتها منذ بداية العام الحالي حيث كان الدولار الأمريكي يعادل نحو 7.5 ليرات تركية، أما اليوم فوصلت قيمته إلى حدود 12 ليرة.

فوضى ورقابة غائبة

حالة الفوضى في مناطق المعارضة وانعدام الرقابة الحقيقة باتت إحدى السمات الغالبة على مشكلة ارتفاع الأسعار، الى جانب تحكم التجار دون أي رقابة أو محاسبة تذكر، إلى جانب ماذكر سابقا في التقرير ولعل أكثر القطاعات  عُرضة لتأثير انخفاض قيمة الليرة التركية هي أسواق المواد الغذائية، وذلك لأن أصحاب تلك المحال يعتمدون التسعير بالدولار والبيع بما يقابله بالليرة التركية، فيكون الارتفاع بشكل فوري بعد كل انخفاض جديد لليرة،  كما شمل ارتفاع الأسعار قطاع سيارات الأجرة وسيارات النقل العمومي، نتيجة تأثرها بشكل كبير بارتفاع أسعار المحروقات في المنطقة.

اقتصاد متهالك

وتعد قضية تذبذب الليرة التركية وتراجع قيمتها من التحديات التي تواجه اقتصاد الشمال السوري كونه يتعامل بشكل رئيس بالليرة التركية، والتي بدأت تداعياته تظهر بشكل واضح في الأيام الحالية والماضية على مختلف أوجه النشاط الاقتصادي، فمن جهة، تعدّ الشرائح ذات الدخل الثابت من أكثر الشرائح تضررًا، وذلك بسبب تآكل القدرة الشرائية لدخها اليومي أو الشهري، وهذا بدوره يسبب تراجع الطلب الكلي في المنطقة وبالتالي يتراجع معدل الإنتاج، كما يسبب تآكل رؤوس الأموال لا سيما تلك المستثمرة في التجارة، ومن جهة أخرى، فإن تذبذب قيمة الليرة يجعل من عملية حساب التكاليف والإيرادات أمرًا بالغ الصعوبة.

وبحسب تقرير صادر عن برنامج تقييم الاحتياجات الإنسانية “”HNAP، بالاشتراك مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “UNDP”، فإن 91% من العاملين في شمال غربي سوريا يعيلون أسر تعيش في فقر مدقع، ما يدل على ضعف الاقتصاد المحلي، كما أشار التقرير الأممي إلى أن 18% فقط من الرجال الذين عملوا خلال الأشهر الـ 3 التي سبقت صدور التقرير يعملون بدخل منتظم، كما يُظهر أنه حتى بين الأشخاص الذين يعملون بشكل منتظم يعيش 9 من كل 10 في فقر شديد.

 

إعداد: يعقوب سليمان