دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

ضامنو آستانا.. تباين في الأولويات وقفز على الخلافات

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) –عكست قمة أنقرة التي عقدت بين رؤساء ثلاثي أستانا (تركيا، روسيا وإيران) في 16 أيلول الجاري بشأن سوريا، تبايناً في أولويات الأطراف الثلاثة، وقفزاً على الملفات الأساسية الخلافية، باختصارها بملف اللجنة الدستورية السورية. فروسيا تحاول تعويم الحكومة السورية إقليمياً ودولياً، وتسعى إلى ترجمة النتائج العسكرية على الأرض إلى مكتسبات سياسية. بينما تركيا بات ملف الأكراد ومنعهم من مكتسبات سياسية، فضلاً عن إعادة توطين اللاجئين في الشريط الحدودي أولويتها الرئيسية. أما إيران فتتحفظ عن الإعلان عن مواقفها إزاء القضايا المطروحة، لانشغالها بالضغوطات الأمريكية.

الخلافات

رغم اعتبار بعض المتابعين لقمم ضماني آستانا (روسيا، تركيا وإيران) أن قمة أنقرة الأخيرة بشأن سوريا، خرقت روتين القمم السابقة؛ بإعلانها عن اللجنة الدستورية، إلا أن الاكتفاء بها تعكس الخلافات بين الأطراف الثلاثة حول مجمل الملفات الخلافية المدرجة على جدول أعمالها، بل عكست تبايناً في المواقف بينهم، حول مجمل القضايا التي كانت على طاولة المباحثات في هذه الجولة (إدلب، مكافحة الإرهاب، اللاجئين وإعادة الإعمار) بل وحتى اللجنة الدستورية التي أعلنت عنها.

روسيا تحصر المعركة في إدلب وتركيا تريدها في شرق الفرات

ومن خلال تصريحات الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين يتبين تركيزه على قضية التنظيمات الإرهابية والتي حصرها في إدلب، وضرورة التعامل معها، في حين تحدث الرئيس التركي أردوغان عن شيئ آخر، وهو أن الإرهاب ينحصر في شرق الفرات حيث خصومه الكرد وقوات سوريا الديمقراطية.

تركيا تسعى لتوطين 2 مليون لاجئ سوري في “المنطقة الآمنة”

وذهب أردوغان أبعد من ذلك مكرراً طرحه بإعادة توطين مليوني لاجئ سوري في “المنطقة الآمنة” التي يتناطح مع الولايات المتحدة إقامتها وفقاً لرؤيته، وبالتالي واسوة بالمناطق الأخرى (عفرين ودرع الفرات) الخاضعة لسيطرته حالياً؛ يتعين أن تكون هذه المنطقة أيضاً خاضعة لنفوذه، الأمر الذي يتناقض مع تصريحات ضامنو آستانا التي تدعو إلى وحدة الأراضي السورية.
وحتى في ملف اللجنة الدستورية أشار بوتين إلى أن هناك قضايا عالقة يستوجب الحوار والتباحث حولها مع الأطراف السورية؛ في إشارة إلى الحكومة السورية الغائبة عن القمة.

هيئة تحرير الشام العنوان الأبرز للخلافات بين تركيا وروسيا
كما أن ملف إدلب يبرز خلافات واضحة، فبينما تصر روسيا على دعم القوات الحكومية للتقدم في إدلب والقضاء على التنظيمات الإرهابية وإخراجها من هناك، تحاول تركيا الإبقاء على الوضع كما هو عليه الآن، مع الاستمرار في محاولة تفكيك كتلة العناصر الأجنبية في هيئة تحرير الشام وبعض التنظيمات الأخرى المصنفة إرهابياً، ودمج السوريين بالفصائل التي تدعمها.
وفي حين تلمح روسيا إلى أن الحرب انتهت في سوريا باستثناء بؤر الإرهاب في إدلب؛ كما جاء على لسان وزير خارجيتها لافروف، ترى تركيا أن معركتها في شرق الفرات مع الأكراد لا تزال واردة، وهي القضية التي تناور روسيا فيها للضغط على تركيا لتقديم التنازلات في الملفات الخلافية، حيث تدعو بين الحين والآخر إشراك الأكراد في المباحثات التي تجري حول الترتيبات السياسية، الأمر الذي ترفضه تركيا وتسعى لمنعهم من مكاسب سياسية في مستقبل سوريا.

قفز على الخلافات والمحاولة للحفاظ على التفاهمات

ورغم إظهار الأطراف الثلاثة التماسك في التفاهمات التي تمخضت عن قمم ثلاثي آستانا؛ وقمة أنقرة على وجه الخصوص، إلا أن النتائج والقفز على الملفات الخلافية الرئيسة توحي بغير ذلك، حيث باتت المحافظة على هذه التفاهمات هي التي تحظى بالأولوية دون الوصول إلى نتائج فعلية، ومع أن الخلاف بين تركيا وروسيا يبدو واضحا، إلا أن إيران أيضاً لديها أولويات مختلفة، لكنها تؤجل الإعلان عنها، بسب الضغوطات الحالية التي تتعرض لها من قبل الولايات المتحدة الامريكية.

إعداد: سمير الحمصي