دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

صالح النبواني لأوغاريت: المرجعيات الدينية في السويداء موقفها غير واضح ومتناقض من الاحتجاجات.. ولايمكن التنبؤ برد فعل الحكومة تجاه المظاهرات

 أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مظاهرات ووقفات احتجاجية في مدينة السويداء وريفها تعبيراً عن رفض قرار الحكومة الأخير رفع الدعم عن فئات واسعة من السوريين في المناطق الحكومية، لتتغير نبرة المظاهرات من رفض الواقع الاقتصادي السيء والأوضاع المعيشية التي أصبحت لا تطاق إلى شعارات تطالب بإسقاط “النظام”..  الأمر الذي دفع الحكومة لإرسال قوات عسكرية إلى مدينة السويداء واعتلاء القناصة أسطح المؤسسات الحكومية كما تم تطريق محيط مبنى المحافظة، وهو ما ينذر أن الأوضاع هناك قد تكون ذاهبة للتصعيد إذ لم تستطع الحكومة احتواء غضب المتظاهرين وتنفيذ مطالبهم الذين أكدوا إنهم لن يوقفوا الاحتجاجات إلى ان “يعيشوا في كرامة”.

وخلال حوار خاص مع عضو المكتب التنفيذي للمؤتمر الوطني لاستعادة السيادة والقرار، صالح النبواني، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من التساؤلات حول مستقبل الاحتجاجات في السويداء وهل هي بداية انتفاضة شعبية واسعة ضد الحكومة، وما هو موقف المرجعية الدينية ومجموعات الحماية المحلية من حراك اهل السويداء.

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الأستاذ صالح النبواني:

 

هل الاحتجاجات التي تشهدها محافظة السويداء بداية انتفاضة شعبية واسعة ضد الحكومة؟

ان قرارات الحكومة الأخيرة والتي كان لها الأثر السلبي الكبير على حياة المواطنين بشكل عام من تضييق كبير على الوضع المعاشي من خلال رفع الدعم عن شريحة واسعة وارتفاع الأسعار الكبير والذي لا يتناسب مطلقا مع دخل الفرد أدى الا استياء بشكل عام ونتيجة ضغط ظروف الحياة كان لا بد من التحرك ورفع الصوت في وجه هذه الحكومة التي تصدر قرارات غير مدروسة والتي تحولت الى حكومة جباية وليست حكومة رعاية وبدلا من تقديم وتوفير الخدمات والعيش الكريم للمواطنين أصبحت بقراراتها عبأ عليهم ورغم تحمل الشعب السوري خلال العقد المنصرم ويلات الحرب والتشريد والفقر والعوز وقلة الموارد الاساسية الضرورية للحياة الا ان الحكومة تسير بالتضييق وكأنها تدفع بالسوريين الى الموت او الهجرة الى خارج سوريا ونأمل ان تعم هذه الاحتجاجات عموم سوريا وتتحول الى انتفاضة شعبية حقيقية تحقق مطالب الشعب السوري في العيش بكرامة.

 

كيف ستتعامل الحكومة مع التظاهرات التي بدأت برفع سقف مطالبها وترديد شعار اسقاط النظام ؟

لا احد يعلم كيف تفكر الحكومة والامن لانهما كيانان منفصلان تماما فالحكومة تصدر الازمات والامن يتصدى للاحتجاجات المحقة للناس بغض النظر عن الشعارات التي رفعت او قد ترفع لان أي تحرك ضد الحكومة والنظام الأمني واللذان لا يفكران الا بمكاسبهم وفسادهم ولا يعتبرون المواطنون الا أدوات لتحقيق مكاسبهم.

 

ما هو موقف المرجعية الدينية ومجموعات الحماية المحلية من حراك اهل السويداء ؟ وهل تتوقع حدوث صدام مسلح مع القوات الحكومية ؟

المرجعيات الدينية للأسف لا موقف واضح وبنفس الوقت متناقض فهي لم تقم باي عمل او تحرك للتخفيف عن الناس والوقوف مع مطالبهم وتاريخيا المرجعيات الدينية بكل الأديان والطوائف تقف مع السلطة اما ما سميتهم مجموعات الحماية المحلية فهم من الناس ولكن ظهورهم بزي معين ورفع اعلام طائفية وظهور بعض عناصر العصابات المرتبطة بالأمن بشكل مباشر يسيئ الى هذا الحراك الشعبي العفوي ويضره ونأمل ان يتم التعامل مع المطالب المحقة بحكمة ومراعاة الظروف الاقتصادية والمعاشية للمواطنين علما ان اعتماد الناس الأكبر اما على الزراعة والتي تعاني منذ سنوات بسبب قلة الامطار او من المغتربين الذين يساندون ذويهم.

 

هل تسعى الحكومة لإنهاء الاحتجاجات والتظاهرات في السويداء بالقوة بعد انباء عن ارسال تعزيزات عسكرية ؟

سلاح القوة هو سلاح العاجز والحكومة عاجزة ولا يمكن التنبؤ باي ردة فعل يمكن ان تقوم بها لأنها صدرت الازمة دون ان تحسب نتائجها وضررها على الشعب وبالتأكيد وحسب قراراتها الغير مدروسة ستكون ردة فعلها غير مدروسة ونأمل من اصحاب العقل والوعي التصرف والتدخل واذا لم يكن الحل جوهري واساسي ستستمر الاحتجاجات وستعم على كافة رقعة الوطن السوري .

كيف تنظر الى مستقبل المظاهرات الشعبية في محافظة السويداء مع اتساع رقعتها ؟

يأمل الجميع هنا بان تكون هذه الاحتجاجات العفوية الشعبية المحقة هي التعبير السلمي للناس عن اوجاعهم ومظالمهم وان تعم ارجاء المحافظة والوطن السوري وتكون احد الوسائل المهمة للتغير في سوريا والعمل على انهاء الازمة السورية برمتها فالشعب السوري جدير بالحياة الأفضل فاكثر من 10 سنوات من الحرب والخراب والدمار كافية لان يستعيد الشعب السوري حقه بالحياة الكريمة.

 

حاوره: يعقوب سليمان