دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

شمال شرق سوريا.. ما بين وباء كورونا وخطر انتشار التطرف والتجاهل الدولي

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – دائماً ما تكتفي المنظمات الأممية والدولية، بإبداء القلق والمخاوف من تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في سوريا ومنها المناطق الشمالية الشرقية، التي تشهد أعلى نسب تسجيل للإصابات بشكل يومي، بحسب بيانات السلطات الصحية المحلية، وسط تحذيرات جدية منها بخروج الأمور عن السيطرة في حال استمرار التجاهل الدولي.

وتعاني المنطقة ومنها مخيم الهول بريف الحسكة الجنوبي، من تجاهل دولي تام، سواءً من ناحية انتشار التطرف و نشاط خلايا تنظيم داعش الإرهابي بالرغم من العمليات الأمنية التي استهدفت هذا النشاط، و من ناحية أخرى الواقع الوبائي في المخيم، الذي يكتظ بعشرات الآلاف من العوائل السورية والعراقية وآخرين ينتمون لداعش.

كالعادة.. الأمم المتحدة تكتفي بالتعبير عن قلقها

وفي أحدث تحذير لها، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء حالات الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في مخيم الهول، واكتفى الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بالتعبير عن قلقه إزاء هذه الاوضاع المأساوية التي يشهده المخيم، وقال “إننا على وجه الخصوص قلقون إزاء ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 في عموم سوريا بما فيها المخيم.

ومن دون أن يقدم أي تعهدات أو حلول لحل هذه المشكلة، أشار المسؤول الأممي إلى أنهم سجلوا 39 إصابة بالفيروس، وتم الإبلاغ من قبل السلطات المحلية عن 6 وفيات في المخيم، محذراً من انتشار المرض في المخيم بشكل أكبر، وقال: “تدعم المنظمات الإنسانية تعقب المخالطين، وتدرك أن انتشارا أكبر قد يكون مدمرا بسبب وضع العائلات الهش أصلا في المخيم”.

الأمم المتحدة: لا يجب على الأطفال العيش في بيئة كمخيم الهول

وشدد المسؤول الأممي على الواصل مع جميع السكان في المخيم سواءً العراقيين أو السوريين، وعن الأطفال قال أنه “يعيش أكثر من 31 ألف طفل في مخيم الهول، أكثر من نصف عدد سكان المخيم، هؤلاء دون سن 12، ولا يجب أن يكبر أي طفل في مكان مثل مخيم الهول”.

وتعاني مناطق شمال وشرق سوريا، من انتشار كبير لفيروس كورونا، ما دفع بالسلطات المحلية، لفرض حجر كلي وجزئي على المحافظات الثلاث التابعة لها “الحسكة والرقة ودير الزور”، ومددت الحظر في كافة أرجاء تلك المناطق للحد من الانتشار السريع للفيروس، في وقت لم تصل أي لقاحات مضادة للفيروس، بعد عشرات الوعود من قبل “منظمة الصحة العالمية” التي اتُهمت بالعمل “بانتقائية” في تعاطيها مع وباء كورونا في المنطقة، فيما ذهب الكثيرون إلى القول أن “تركيا تضغط على الصحة العالمية لعدم تزويد مناطق الإدارة الذاتية باللقاحات” ما ينذر بتقويض الجهود الدولية لهزيمة الفيروس العالمي.

“إهانة”.. إرسال 645 جرعة فقط من لقاح كورونا

وكالة الأنباء الكردية “هوار” نقلت عن “الرئيس المشترك لهيئة الصحة” جوان مصطفى، قوله أن تعاطي “منظمة الصحة العالمية” مع انتشار الوباء في المنطقة “إهانة”، وذلك بعد أن أعلنت “الصحة العالمية” إرسال 645 جرعة لقاح فقط مضاد للفيروس إلى المنطقة التي يتواجد فيها أكثر من 5 ملايين نسمة.

وبحسب “هوار” فإن مصطفى وصف إرسال “الصحة العالمية” لهذه الكمية من اللقاحات إلى مناطقهم “بالإهانة”، حيث كانت المنظمة أعلنت عن إرسال أكثر من 200 ألف جرعة لقاح إلى الحكومة السورية، التي بدورها غير مهتمة بتلك المناطق إطلاقاً ولا تدرج حصيلة انتشار الوباء فيها ضمن بياناتها حول الفيروس حتى.

واعتبر مصطفى، أن الصحة العالمية “تتبع سياسة منافية لقيمها ومبادئها” وأكد أن “الصحة العالمية” ومنذ انتشار الفيروس لم تبدي أي اهتمام ولم ترسل المواد والمستلزمات الطبية إلى المنطقة بالرغم من المناشدات المستمرة.

وسبق أن أعلنت السلطات المحلية نفاذ المواد المستخدمة في أخذ عينات “مسحات” كورونا، وذلك سيؤثر بدوره على متابعة سير الوباء ومعرفة الإصابات الجديدة، في الوقت الذي يقارب فيه الإصابات الكلية في المنطقة حاجز الـ20 ألفاً، وهي الحالات التي سجلتها “هيئة الصحة”.

إعداد: رشا إسماعيل