دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

شاب يروي قصص مروعة لاعتقاله وتعذيبه من قبل فصائل “الجيش الوطني”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يروي أحد المعتقلين المفرج عنهم من سجن تابع للجيش الوطني قصص مروعة وتفاصيل مرعبة كان شاهداً عليها وعاشها طيلة فترة اعتقاله مدة 3 سنوات و٨ أشهر.
وفي حديثه يقول الشاب “ب ح” 25 عاماً من أهالي عفرين بريف حلب تم اعتقالي من قبل جماعة مسلحة تابعة الى الجيش الوطني عام 2018، اختطفت وتحديدا فرقة السلطان مراد”.
وتابع، “اقتادوني إلى مركز الاستخبارات التركية، ومنه إلى قرية حوار كلس التابعة لناحية صوران بمنطقة إعزاز على الحدود السورية التركية من ثم إلى مركز الاستخبارات التركية في مدينة كلس التركية”.
وعند الاستخبارات التركية في مدينة كلس، يقول: “طيلة تلك الفترة التي قضيتها عندهم أتعرض للتعذيب الشديد بكافة الأنواع، ابتداءً من الصعق بالكهرباء وصولاً إلى ملء أنفي وفمي بالماء لكي لا أستطيع التنفس، بالإضافة إلى تعليقي بالبلنكو لساعات طويلة والذي أدى إلى إعاقة في كتفي اليمنى نتيجة الضرب المبرح”.
وبعد قضاء 27 يوماً عند الاستخبارات التركية في مدينة كلس والاستجواب والتعذيب المستمر تمت اعادته لسورية وتسليمه الى “السلطان مراد” وايداعه في سجن يدعى الفرقان في بلدة الراعي تابعة لمنطقة إعزاز، وهو احد اسوء السجون سمعة ويطلق عليه اسم مسلخ بشري.
وأضاف، “قضيت نحو سنة كاملة في المنفردة وهي غرفة صغيرة بلا اضاءة وطيلة تلك الفترة كان يتم تعذيبي.
وتابع حديثه بإعادة المشاهد المرعبة إلى الذاكرة ويرويها بالقول: “الأخضر الإبراهيمي “خرطوم قاسي”، والشبح على الشباك، بالإضافة إلى الربط على البلنكو وتم كسر يدي اليسرة عن عمد وظلت متدلية لايام بدون علاج”.
وذكر الشاب اسم شخصين كانا يعذبانه داخل السجن ويدعى بكار أبو عبدو، وحسين، مؤكدا أن نحو 10 مواطنين فقدوا حياتهم داخل السجن، بعد قضائهم فترة السنة داخل المنفردة ليتحول بعدها إلى زنزانة بداخلها عشرات المختطفين، حيث كانت ظروف السجن السيئة “الاوساخ والأمراض منتشرة والرطوبة والعفن، بالإضافة إلى قلة الطعام داخل السجن الذي كان تحت الأرض وعبارة عن قبو.
وشدد في حديثه أن أغلب الذين فقدوا حياتهم أصيبوا بمرض السل، دون معالجتهم وحين يتم الإخبار عن أحوال المرضى السيئة يقولون “أنتم تكذبون من أجل إخراجكم من السجن، لكن مصيركم الموت هنا، وبعد أن فقدوا حياتهم يصدقون أن حالتنا الصحية سيئة”.
وعن الطعام أشار الشاب إلى أن مجموعتهم كانت مؤلفة من 5 مختطفين وأن طعامهم “كانت كل 24 ساعة عبارة عن ربع رغيف من الخبز المعفن و٣ حبات من الزيتون، وزعتر دون زيت، وبيضة واحدة مسلوقة لكل المجموعة “.
ولفت إلى أنه بقي طيلة سنتين يفترش الأرض بجسده، دون تقديم اللوازم لهم من بطانيات ووسائد، قائلاً: “كنا نستحم صيفاً شتاءً بالماء البارد طيلة فترة سجننا”, مؤكدا أن بجانب زنزانتهم كانت هناك زنزانة بداخلها أكثر من 35 امرأة كردية من أهالي عفرين اختطفن من قبل السلطان مراد.
وأوضح الشاب أن النساء كن يتعرضن لأفظع أنواع التعذيب على يد، “كانت أصواتهن تصدح وتملأ السجن نتيجة التعذيب”.
وقال أن “فتاتين أضرمتا النار بجسدهما نتيجة التعذيب داخل السجن”.
وبعد مرور 3 سنوات وشهرين تمكن الشاب من دفع مبلغ 10 آلاف دولار أمريكي، حتى تمكن من الخروج من سجن بلدة الراعي وتحويله إلى مقر المباحث العسكرية في قرية قطمة التابعة لناحية شرا في عفرين، لدى“الجبهة الشامية”.
وبعد خروجه من السجن أمضى الشاب (ب ح) في مدينة عفرين قرابة 21 يوماً، وفرّ بمساعدة مهربين وتمكن من الوصول الى مدينة تل رفعت بريف حلب.
المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا