دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

سياسي سوري: من المهم أن تجتمع دمشق وقسد على طاولة الحوار لكن الطرفين يفتقدان قرارهما السيادي

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يشوب الغموض المحادثات التي كانت من المزمع إجرائها بين دمشق والإدارة الذاتية، عقب التوصل إلى اتفاق عسكري بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات الحكومية، دخلت الأخيرة بموجبه مناطق “شرق الفرات” بعد سنوات من مغادرتها. وعلى الطرف السياسي الآخر هناك أعمال اللجنة الدستورية كمسار سياسي منفصل.

ورغم الحدثين السياسيين الجديدين في مسار الأزمة السورية، إلا أن تسارع الأحداث وتغير مواقف الدول الراعية في خضم صراع تثبيت النفوذ في شمال شرق سوريا، تجعل من نجاح هذه المحادثات وكذا اللجنة الدستورية رهناً بالتوازنات الإقليمية والدولية.

عضو الأمانة العامة للمؤتمر الوطني الديمقراطي السوري، مرام داؤد، يرى في رده على أسئلة شبكة أوغاريت بوست الإخبارية، أن القوى الخارجية المتواجدة فعلياً على الأرض في سوريا، هي التي تشكل أحداث فاعلة في الأزمة السورية، معتبراً أنه لا يوجد حوار سوري ـ سوري قائم رغم ضرورته، لأن كل الأطراف السورية بما فيها الحكومة في دمشق لا تملك استقلالية في قراراتها، وأن الاتفاق العسكري بين دمشق وقسد فرضته العملية العسكرية التركية على شمال سوريا.

وحول اللجنة الدستورية اعتبر، داؤد، أنها غطاء لأي تفاهمات دولية ولا دور للسوريين فيها، وهي لجنة تصريف أعمال في أحسن الأحوال.

 

وفيما يلي نص الحوار الكامل مع عضو الأمانة العامة للمؤتمر الوطني الديمقراطي السوري، مرام داؤد:

ـ توصلت قسد ودمشق إلى اتفاق انتشرت بموجبه قوات حكومية في شرق الفرات، ما قراءتكم لهذا المسار الجديد في الأزمة السورية؟

اتفاق قسد والنظام السوري ليس مساراً جديداً أو نقطة تحول في الملف السوري وإنما هو تفصيل يشكل جزءاً صغيراً من الفوضى الحاصلة في الجزيرة السورية والتي مردها اختلاف الرؤى ضمن الإدارة الأمريكية الحالية. حتى اللحظة يغيب الدور السياسي لقسد وهذا بديهي باعتبار أن الأخير هو جيش يحتاج لممثل سياسي، وهو الأمر الذي تفتقده قسد في مفاوضاتها ما يمنعها من تحويل مكتسباتها العسكرية والإدارية لمكتسبات سياسية. مازالت قسد تراهن على تراجع الإدارة الأمريكية عن خطواتها وقد تمثل ذلك بزيارة الهام أحمد الأخيرة لواشنطن. أما بالنسبة لدمشق فلا حول ولا قوة، غياب كامل للدور السياسي ومنذ ٢٠١١ مما أدى بدوره لغياب السيادة السورية. اليوم نرى جندي من الجيش السوري ينظم السير في روجافا في لحظة تمر بها العربات العسكرية من أمامه. لن يكون للاتفاق بين دمشق وقسد أي معنى مالم يقررا التفاوض كأطراف سورية. اليوم تشكل زيارة أردوغان لواشنطن أو الاتفاق التركي الروسي على سبيل المثال أحداث فاعلة في الأزمة السورية.

ـ كيف سينعكس هذا الاتفاق العسكري بين الطرفين على المسار السياسي عموماً، والحوار السوري ـ السوري؟

تماماً هذا الاتفاق عسكري وليس سياسي ولم يأت ضمن اتفاق سوري ـ سوري وإنما هو اتفاق راهن متعلق بضرورة انسحاب قوات قسد جراء العملية التركية على الأراضي السورية. لا يوجد أصلا حوار سوري سوري قائم اليوم والحاجة للحوار أضحت ضرورية. لكن جراء غياب استقلالية قرار الفصائل السورية جميعاً بما فيها النظام لن يكون هناك حوار مالم يكون نتيجة توافق دولي وإقليمي. من المهم اليوم أن تجتمع دمشق وقسد على طاولة حوار لرسم مستقبل البلد وأظن أنه أنجع ما بالإمكان القيام به اليوم لكن الطرفين اليوم بعيدين كل البعد عن السياسة وتحركهم عقلياتهم العسكرية والأمنية بالإضافة إلى فقدان قرارهما السيادي. للأسف فقط تحركات روسيا وتركيا وأمريكا هي ما ترسم مستقبل سوريا. وعليه قد يكون لاجتماع ثلاثي بينهما دور أهم من أي اجتماعات ثنائية سواء كانت تركية روسية أو تركية أمريكية.

ـ في الطرف الآخر هناك اللجنة الدستورية التي بدأت أعمالها في جنيف، ما توقعاتكم لمستقبل هذه اللجنة؟

هذه اللجنة هي لجنة تصريف أعمال في أحسن الأحوال وستكون فقط غطاء لأي تفاهمات دولية بالتالي لا دور للسوريين فيها. النظام السوري لا يوليها أهمية ويعتبر دورها ليس ذو أهمية رغم أنه أصلا لا قرار له أو دور في تشكيلها وإنما جاءت حصيلة تفاهمات إقليمية ودولية. هناك مجرمي حرب مشاركين في أعمال اللجنة الدستورية أيضاً ما يبشر بطبيعة شكل الدستور الذي سينجم عن اللجنة وإمكانية تطبيقه. كمشارك في مؤتمر الحوار بسوتشي أقول أن الهدف من اللجنة كان لإحداث إختراق سياسي على اعتبار أن عملية جنيف كانت واقفة. أيضا المؤتمر حاول دعوة جميع الأطراف وأصر على وجود أطراف معارضة رفضت الدعوة وهاجمت المؤتمر وهي اليوم ممثلة في اللجنة الدستورية. منذ إطلاق بيان جنيف ٢٠١٢ والمعارضة السورية ليس لها علاقة بالعمل السياسي وتصل متأخرة دوماً. كان للمعارضة حظ أقوى في سوتشي أكثر من هذه اللجنة، على سبيل المثال تضمن بيان سوتشي مسألة بناء جيش وطني إضافة الى مسألة الدستور.

ـ مع بدء الهجمات التركية تحولت “شرق الفرات” إلى بؤرة صراع بين قوى محلية إقليمية ودولية، ما مصير تلك المنطقة برأيكم؟

روجافا مصيرها غير واضح لكن بكل تأكيد لن تهدأ هذه المنطقة قبل إعادة ربطها بدمشق بغض النظر من يحكم دمشق. لذا لدى قسد اليوم فرصة أخيرة ليكونوا المفاوضين باسم اللامركزية والحقوق الثقافية بل وحتى الحريات إن أرادوا لكن مسألة ارتباط بعض قياداتها العسكرية بقنديل يشوش على قرارها الوطني.

ـ تغيرات ديمغرافية واسعة جرت في المناطق الخاضعة لتركيا (شمال سوريا) ما مدى جدية المخاوف بتقسيم سوريا، وكيف يمكن منعها؟

سوريا مقسمة بل ومدمرة وتخضع لسيادة أجنبية متعددة. سوريا ليست أرضا فقط بل أهم من ذلك هي شعب ولذا اقول إنها مقسمة. يجب الحديث اليوم عن بناء سوريا اجتماعيا قبل الحديث عن البناء الفيزيائي إذا كنا نرغب بإنهاء حالة التقسيم والتبعية.

حوار: رزان أيوبي