دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

سياسي: القصف الأمريكي لإدلب رسالة مزدوجة لتركيا وروسيا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قال سمير عزام، رئيس فرع حزب سوريا المستقبل بالسويداء، أنه “لا يزال من المبكر الحديث عن سيطرة القوات الحكومية على إدلب، واستبعد إمكانية سيطرة الجيش السوري على مناطق الشمال بمفرده. ورأى أن سيطرة القوات الحكومية مرهونة بأمرين؛ أما بمساندة القوات الإيرانية، أو بتحالف عسكري مع قوات سوريا الديمقراطية يتضمن تحرير عفرين أيضاً.
تصريحات سمير عزام رئيس فرع حزب سوريا المستقبل بالسويداء، جاءت خلال حوار أجراه معه مراسل أوغاريت بوست فادي حسن، حول الأوضاع الأخيرة في إدلب بشكل عام.
عزم رأى أن “القصف الأمريكي لمقر قيادات الإرهابيين بالشمال السوري وقتل أعداد منهم مؤشر على استعداد أمريكي للمشاركة بالقضاء على الإرهاب بالشمال السوري ولكن بالشروط الأمريكية، وفي حال حدوث هذا التحالف ستكون صفحة الصراع العسكري بالأزمة قد طويت والبدء بالمفاوضات الجدية لحل الأزمة السورية”.
وفيما يلي نص الحوار:
1- منذ أكثر من شهرين ومحافظتي إدلب وحماة تشهد اشتباكات بين قوات المعارضة والقوات الحكومية، ولم تشهد المنطقة تغيرات كبيرة سوى سيطرة القوات الحكومية على مناطق قليلة، برأيكم ما هي أهداف هذه الاشتباكات، ولماذا هذه الإطالة رغم الدعم الروسي والتركي؟
بداية لابد من توضيح مصطلح ورد بسؤالكم لا أتفق معكم به، هيئة تحرير الشام والحزب التوركستاني وجيش العزة المسيطرين على إدلب وجوارها ليسوا معارضه إنما إرهابيين مدرجين على قائمة الإرهاب بالأمم المتحدة ومرتزقه لجيش الاحتلال التركي.
وبالنسبة للدعم الروسي والتركي فكل من الدولتين يدعم أحد طرفي القتال وبالعودة إلى سؤالكم، صحيح وبعد شهرين من القتال لم يتمكن الجيش السوري من تحقيق تقدم بميدان المعركة لسببين:
أولاً: الدعم التركي المكثف للإرهابيين بالأسلحة النوعية واستعداد أردوغان المسبق لمعركة الشمال بتمكينه إرهابيي جبهة النصرة والحزب التوركستاني من بسط سيطرتهم الكاملة على محافظة إدلب على حساب فصائل مرتزقه اخرى استباقاً لأي مصالحات قد تحدق بين هذه الفصائل والنظام .
ثانياً: امتناع الروس عن تقديم الدعم النوعي الكافي للجيش السوري بمعركة الشمال، فلم نرى القاذفات الاستراتيجية الروسية تقلع من جنوب روسيا وتمطر قواعد الإرهابيين بوابل من الصواريخ والقذائف ولم نرى الغواصات والفرقاطات الروسية تدك مخازن أسلحة الإرهابيين وغرف عملياتهم.
أما بالنسبة لأهداف العمليات العسكرية بالشمال السوري باعتقادي لا يوجد هدف موحد بين النظام الذي يطمح باستعادة الشمال لسيطرته وبين روسيا التي لا ترغب بخوض معركة كسر عظم مع تركيا لأسباب أهمها مصالحها الاقتصادية الضخمة مع تركيا ولأسباب أخرى.
2- تركيا تقول بأنها تسعى إلى إنهاء وجود الجماعات المصنفة إرهابية في المنطقة حسب اتفاقها مع روسيا، ولكنها تستمر في دعمها لتلك الجماعات وبالأسلحة الثقيلة، كيف تقرؤون هذه الازدواجية التركية؟
لا أرى بالدعم العسكري الكثيف المقدم للإرهابيين إزدواجية بمواقف تركيا، تركيا لن تقاتل اتباعها ودعمها العسكري لهم تأكيد على موقفها وهي لا تعتبرهم إرهابيين، فهي تدعم إرهابيي هيئه تحرير الشام – النصرة سابقاً – وأمثالها علناً ومكنتهم أثناء المهل الروسية المتتالية لمعالجة وضع الإرهابيين – كما نصت اتفاقات استانا – من السيطرة على كامل إدلب وجوارها والدعم التركي للإرهابيين مفهوم فأردوغان يخوض معركة الموقع الأخير وفقدان اتباعه السيطرة على الشمال السوري سيؤدي إلى خروج تركيا عسكرياً من الاراضي السورية وسيتبعه خروجها من مجريات الحل النهائي للأزمة السورية أيضا”.
3- في الفترة الأخيرة شهدت المنطقة انسحاب القوات الإيرانية وحزب الله من مناطق الاشتباكات، ما هي أسباب هذه الانسحابات وهل هناك ضغوط على الروس والقوات الحكومية؟
انسحاب القوات الإيرانية وعدم تدخلها بمعارك الشمال هو رغبه روسيه تماشيا مع تفاهمات روسيه – إسرائيلية – أمريكية بالحد من الوجود العسكري الإيراني في سوريا وحتى إخراجه لاحقاً.
4- استهدفت القوات الحكومية نقاط المراقبة التركية عدة مرات في مناطق “خفض التصعيد” وردت تركيا عليها، ما هي الرسالة التي تحاول الحكومة إيصالها لفصائل المعارضة وداعمتها تركيا؟، كما استهدف التحالف الدولي اجتماعاً لقادة المعارضة في إدلب وقتلت عدة قادة بارزين في هذه الضربة، ما هو تفسيركم لهذه الحادثة؟
قصف الجيش السوري لمواقع جيش الاحتلال التركي بين الحين والآخر يأتي لتذكير تركيا أن هذه الأرض سوريه والرد التركي على مصادر القصف تأتي تماشياُ مع قول أردوغان – بوقت سابق – أن الهجوم على إدلب يعني الهجوم على أنقره.
أعتقد ان القصف الأمريكي لمقر قياده للإرهابين بالشمال السوري هو رسالة مزدوجة لأردوغان مفادها أنك تدعم إرهابيين مدرجين على قائمة الإرهاب بالأمم المتحدة وأمريكا، ورساله لروسيا مفادها أن القصف الروسي لإدلب وجوارها لا يستهدف الإرهابيين وقياداتهم.
5- في ظل هذا التوتر التي تعيشه المنطقة، هل ستشكل معركة إدلب بسيطرة القوات الحكومية عليها نقطة تحول لحل الأزمة السورية؟
لا يزال من المبكر الحديث عن سيطرة القوات الحكومية على إدلب، واستبعد إمكانية سيطرة الجيش السوري على مناطق الشمال بمفرده، لاستعادة المنطقة فإما تساند القوات الإيرانية الجيش السوري وهذا يتطلب موافقه روسيه وأستبعد ذلك لأنه سيلغي تفاهمات روسيا مع إسرائيل وأمريكا باجتماعات القدس، وأما بتحالف عسكري بين الجيش السوري وقوات سوريه الديمقراطية هدفه تحرير إدلب وعفرين وبقية مدن ومناطق الشمال بتوقيت واحد، وهذا أيضاً يحتاج لتفاهمات روسيه أمريكية جديدة وربما القصف الأمريكي لمقر قيادات الإرهابيين بالشمال السوري وقتل أعداد منهم مؤشر على استعداد أمريكي للمشاركة بالقضاء على الإرهاب بالشمال السوري ولكن بالشروط الأمريكية، وفي حال حدوث هذا التحالف ستكون صفحة الصراع العسكري بالأزمة قد طويت والبدء بالمفاوضات الجدية لحل الأزمة السورية.
6- إدلب إلى أين تتجه، وكيف سيكون الدور التركي؟
من الصعب الآن معرفة ما ستؤول إليه الأوضاع بإدلب فوضعها مع بقية مناطق الشمال المحتلة سيتأرجح بين عدة احتمالات إما استعادتها بمسانده عسكريه إيرانية وإما تحريرها مع بقية مناطق الشمال بتحالف عسكري بين الجيش السوري وقوات سوريه الديمقراطية، وإما تمديد الواقع الراهن إلى أجل. وما يتعلق بالدور التركي في سوريه نعتقد أنه وصل إلى مراحله النهائية.
حاوره: فادي حسن