دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“سوريا ليست آمنة”.. أوروبا ترفض “المشروع التركي” في الشمال، فهل خطر التقسيم والتغيير الديمغرافي قائمٌ بعد ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن الرياح لم تجري هذه المرة أيضاً بما تشتهي السفن التركية، والتي كانت ترغب بالحصول على الدعم المالي والقانوني لإعادة توطين مليون لاجئ سوري في المناطق الشمالية السورية، التي هجر منها أهلها بفعل العمليات العسكرية التركية الأخيرة في سوريا، حيث لم يوافق الاتحاد الأوروبي على المخطط التركي بشأن اللاجئين و “المنطقة الآمنة”.

أوروبا ترفض المقترح التركي .. “سوريا ليست آمنة بعد”

مصادر دبلوماسية وإعلامية أكدت أن دول الاتحاد الأوروبي وخلال “مؤتمر المانحين” رفض المخططات التركية بإعادة مليون لاجئ سوري إلى مناطق الحسكة والرقة وحلب، ضمن المناطق التي هجر منها أهلها بفعل العمليات العسكرية التركية السابقة، لكن الاتحاد الأوروبي تعهد على نفسه بتقديم المال اللازم لتركيا لتخفيف أعباء اللاجئين السوريين في أراضيها.

ولن تكون الأموال المقدمة لأنقرة من مجموع ما تم جمعه 6.4 مليارات دولار، لبناء المستوطنات أو إعادة اللاجئين السوريين إلى الشمال بل لتخفيف الأعباء على الدول التي تستضيفهم وذلك كان الاتفاقات التي كانت تحصل في المؤتمرات السابقة للدول المانحة.

أنقرة تعهدت بالحفاظ على أمن “المنطقة الآمنة” !!

واعتبر الاتحاد الأوروبي أن الأجواء في سوريا ومنها المناطق الشمالية من البلاد غير آمنة ومستقرة لإعادة اللاجئين إليها، كون العمليات العسكرية مستمرة، وكذلك هناك تهديد الإرهاب، خاصة مع عودة نشاط تنظيم داعش الإرهابي، ولا يمكن إعادة المدنيين لمنطقة تعيش على أوضاع مستقرة هشة، وذلك على الرغم من محاولات أنقرة بتقديم ضمانات أن ما تسميها “المنطقة الآمنة” ستكون آمنة ولن يتعرض المدينون فيها لأي خطر.

وفي سياق حديث أنقرة عن “أمان المناطق التي تسيطر عليها”، هناك العشرات من التقارير الإعلامية ومنها تلك التي نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، والتي تؤكد بأن تلك المناطق هي من أكثر المناطق خطراً على الإنسان للعيش فيها، من حيث الاقتتالات الدائمة بين الفصائل المتناحرة وعمليات الخطف اليومية وطلب الفديات المالية من المدنيين لقاء الإفراج عن ذويهم، والاستيلاء على الممتلكات الخاصة، وطرد المدنيين من منازلهم تحت تهديد السلاح والترهيب، ناهيك عن التفجيرات الانتقامية بين الفصائل والتي تودي بحياة المدنيين أيضاً.

ومنذ أن بدأ الاتحاد الأوروبي بالإعلان عن مؤتمر المانحين، بدأت أنقرة بالترويج “للمنطقة الآمنة” و “إعادة اللاجئين السوريين إلى البلاد”، وذلك في محاولة للضغط على أوروبا لمساندتها في تطبيق هذا المشروع، لكن أوروبا هذه المرة لم تخضع للابتزاز التركي ورفضت هذا المشروع بحسب التصريحات الدبلوماسية.

جهات سورية عدة حذرت من خطر “المشروع التركي في الشمال”

وكانت جهات سورية منها الإدارة الذاتية وشخصيات سياسية وحزبية وجمعيات ومنظمات حقوقية حذرت من هذا المشروع التركي في الشمال، والذي اعتبرت أنه أكبر خطر يهدد سيادة ووحدة الأراضي السورية وسلامتها، إضافة إلى كون أنقرة تمهد من خلاله لإنشاء مجتمعات موالية لإجراء استفتاء شعبي فيما بعد وسلخ تلك المناطق عن سوريا تحت بند “حق تقرير المصير” في القانون الدولي، وتكرار تجربة لواء اسكندرون وشمال قبرص في شمال سوريا.

وكانت تركيا تمني النفس في نجاح مساعيها في سوريا، خاصة وأن هذه المرة لم تكن روسيا موجودة في مؤتمر المانحين لتعكير صفو خططها، وبما أن موسكو منشغلة الآن في أوكرانيا والحكومة السورية لا حول لها ولا قوة ولن تستطيع مواجهة تركيا في حال حصل ذلك، فإن هذا التوقيت كان الأنسب لتطبيق “المشروع الجديد في الشمال”.

إعداد: ربى نجار