دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

سوريا.. تحذيرات أممية من أزمة غذاء غير مسبوقة في ظل انتشار فيروس كورونا والانهيار الاقتصادي

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد مايقارب 10 سنوات على الحرب في سوريا، وما شهده الشعب السوري من صراعات عسكرية على السلطة بين الحكومة والمعارضة، وتدخلات خارجية لم تزد الأزمة إلا تعقيداً وأبعدت السوريين عن بعضهم البعض، يواجه السوريون اليوم أزمات جديدة كـَ “انتشار فيروس كورونا والمجاعة بسبب العقوبات المفروضة وآخرها قانون قيصر الأمريكي”.

تحذيرات أممية

وبالتزامن مع ارتفاع تعداد الإصابات بفيروس كورونا في سوريا، ووضع بلدات جديدة تحت الحجر الصحي لظهور إصابات في البلاد، حذرت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة، من أن سوريا تواجه أزمة غذاء غير مسبوقة.

وبحسب بيان صدر عن تلك المنظمات فإن أكثر من 9.3 مليون سوري يواجهون خطر المجاعة، وتفتقر تلك الأعداد إلى الغذاء الكافي في وقت قد يتسارع فيه تفشي وباء كورونا بالبلاد. الأمر الذي رآه متابعون للأوضاع السورية “بإن ارتفاع وتيرة انتشار الفيروس بدأ يسبب ذعراً لدى السوريين”.

السوريون جائعون وفقراء

وفي إفادة صحفية في جنيف، قال برنامج الأغذية العالمي، إن عدد من يفتقرون إلى المواد الغذائية الأساسية ارتفع بواقع 1.4 مليون في غضون الأشهر الستة الماضية، وقالت المتحدثة باسم البرنامج إليزابيث بايرز، أن أسعار السلع الغذائية ارتفعت بأكثر من 200 في المائة في أقل من عام واحد بسبب الانهيار الاقتصادي في لبنان المجاور، وإجراءات العزل العام التي فرضتها سوريا لاحتواء تفشي كورونا.

الانهيار الاقتصادي الذي تشهده سوريا الآن، هو بسبب العقوبات المستمرة على الشعب السوري والمشاكل البنيوية للاقتصاد المحلي.

وشددت تقارير غربية على أن “قيصر” لا يستهدف بالدرجة الأولى المسؤولين الحكوميين، والذين تراهم الولايات المتحدة على أنهم “منتفعين من الحرب في سوريا”، إنما الشعب السوري هو المتضرر الأكبر، والذي بات اليوم يفتقد للقوة الشرائية بالتزامن مع انهيار قيمة الليرة السورية، وبقاء رواتبهم على الليرة بالرغم من أنها لا تساوي بضع من الدولارات.

90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر

وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا، في إفادة صحافية منفصلة، إنه بعد 9 سنوات من الصراع المسلح، يعيش أكثر من 90 في المائة من سكان سوريا تحت خط الفقر الذي يبلغ دولارين في اليوم بينما تتزايد الاحتياجات الإنسانية.

وحذرت المسؤولة الأممية من الأوضاع في البنية الصحية في البلاد، حيث أن نصف المستشفيات العامة لا تعمل في سوريا، وفرار نصف العاملين في المجال الطبي منذ بدء الصراع، بينما يواجه الباقون “تهديداً دائماً بالخطف والقتل”.

إحصائيات جديدة لوباء كورونا

وأعلنت وزارة الصحة السورية، الجمعة، عن تسجيل 12 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في البلاد، ليرتفع تعداد الإصابات إلى 255 إصابة، توفي منهم 8، وشفي من العدوى 102.

وفي إحصائية لمنظمة الصحة العالمية فإن مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرق البلاد سجلت 5 إصابات وحالة وفاة واحدة، أما مناطق سيطرة المعارضة فقد أعلنت تقارير إعلامية تركية عن إصابة أكثر من 140 من جنودها في منطقة عفرين شمال حلب، بينما لا إصابات بين المدنيين.

وبهذه الإحصائيات فإن تعداد الإصابات التي سجلت على الأراضي السورية رسمياً، بلغ 400 إصابة، ما دفع بمنظمات إنسانية إطلاق تحذيرات من “استفحال الفيروس” في سوريا في وقت تفتقد فيه البلاد للوسائل الوقائية والدوائية اللازمة، وتأزم الوضع الاقتصادي جراء انهيار الليرة.

ويقول ريتشارد برينان، مدير عمليات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية “الأرقام الرسمية أقل كثيراً على الأرجح من الأعداد الحقيقية، وهذا ليس مقتصراً على سوريا على الإطلاق”، وأشار إلى أن ما يعرفونه يقيناً في سوريا هو عدم وجود تفشٍ متفجر، لا يمكن إغفال تفشٍ خارج عن السيطرة، المنشآت الصحية ليست محملة بما يفوق طاقتها؛ ولذلك ما زالت لدينا الفرصة لتكثيف استعدادنا”.

إعداد: ربى نجار