دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

سمير عزام لأوغاريت: المنطقة الآمنة مصطلح تركي يقصد به مكان أمن للإرهابيين.. وأنقرة تسعى لتهجير الكرد وإحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – اندلعت اشتباكات عنيفة بين عشيرة العكيدات والموالي في مدينة رأس العين المعروفة محلياً باسم سري كانيه بريف الحسكة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين الطرفين، وتدخل دبابات القوات التركية والطائرات المروحية والمسيرة لوقف الاشتباكات العنيفة.

الاقتتال العشائري الذي يعد الأول من نوعه في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، حيث كانت الاشتباكات تأخذ  خلال الفترة الماضية طابع فصائلي جراء خلافات حول المعابر ونقاط النفوذ.

الأحداث الأخيرة في مدينة رأس العين كشف عن حالة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا، إلى جانب معاناة أهالي هذه المناطق من أوضاع معيشية سيئة، وهي نفسها التي ستستقبل مليون ونصف لاجئ سوري تنوي تركيا إرسالهم من أراضيها ضمن مشروع أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ أيام فكيف سيستطيع اللاجئون السوريون من العيش في هذه المناطق بعيداً عن مدنهم وقراهم الأصلية الواقعة تحت سيطرة قوات الحكومة.

وخلال حوار خاص مع منسق تجمع السوريين العلمانيين الديمقراطيين “السويداء”، سمير عزام، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من التساؤلات حول مدى قدرة تركيا على تطبيق نموذج المنطقة الأمنة في شمال سوريا بعد الاشتباكات العشائرية الأخيرة في مدينة رأس العين بريف الحسكة إلى جانب الأوضاع الاقتصادية السيئة لسكان المنطقة، وهل هناك مخاطر وانعكاسات على التركيبة السكانية للمناطق المستهدفة جراء إقامة “المنطقة الآمنة”.

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع السيد سمير عزام:

 

– هل الاشتباكات العشائرية الأخيرة في مدينة رأس العين بريف الحسكة تؤكد أن “المنطقة الآمنة” غير قابلة للتطبيق؟

التقاتل ببن فصائل الإسلاميين فيما بينهم كان على الدوام يحدث منذ نشأتهم وفي كافة المناطق المحتلة من تركيا في إدلب والباب وجرابلس وقضاء عفرين وتل ابيض وراس العين وارتفعت وتيرتها بهذه الفترة حيث لا أستطيع الجزم إن كان طبيعي او له هدف محدد.

بكل الأحوال مصطلح المنطقة الآمنة هو مصطلح تركي والمقصود به منطقه أمنة للإرهابيين ليمارسوا إرهابهم بالمناطق المحتلة لإيصال الناس إلى الطلب من تركيا ضم تلك المناطق لها لإعادة الأمن وهذا هو الهدف التركي بنهاية المطاف.

 

 – لماذا تسعى تركيا إلى إنشاء المنطقة الآمنة وترحيل مليون لاجئ سوري إليها؟

تركيا تسعى بالمناطق التي تسميها أمنه لتهجير الكرد منها وتوطين مليون وربما اكثر من اللاجئين السوريين من أصول عربيه مكانهم لإحداث تغيير ديمغرافي فيها، وذلك لتحقيق هدفين “أقصى وأدنى” الهدف الأقصى ضم تلك المناطق لكيانها بعد إجراء إستفتاء كما حدث في لواء اسكندرون عام 1937 وضمه عام 1939 وبذلك تضمن نتائج الإستفتاء سلفا إذا سنحت لها الظروف الدولية بذلك، وهدف ادنى يتمثل في تهجير الكرد وإحداث تغيير ديمغرافي بالقضية الكردية وذات الغالبية الكردية للفصل بين الكرد في سوريا والكرد في تركيا بالجهة المقابلة.

– ماهي المخاطر والانعكاسات المتوقعة من إقامة “المنطقة الآمنة” على التركيبة السكانية للمناطق المستهدفة؟ وهل “المنطقة الآمنة” تخدم مصالح الحكومة السورية من خلال عدم عودة المعارضين لها إلى مناطقهم الأصلية؟

بالتأكيد ما تسميها تركيا بالمنطقة الأمنة تخدم النظام السوري بكل الأحوال، حيث تحول دون عودة المعارضين وحواضنهم إلى مناطق النظام وهذا يريح النظام على اكثر من صعيد، وكذلك إحداث خلل ديمغرافي بتلك المناطق لتعريبها وسبق ونفذت الدولة القومية بعهديها الناصري والبعثي بمناطق الشمال السوري هذه السياسة لإنهاء الأكثرية العددية الكردية وتعريب أسماء المدن والبلدات بتلك المناطق مثل “كوباني” إلى عين العرب و “ديريك” إلى القحطانية.

وهنا ينبغي التذكير أن مخطط التغيير الديمغرافي بمناطق الشمال السوري كان حاضرا بذهن وخطط النظام وتركيا وروسيا وإيران منذ اتفقوا على إطلاق مسار “مقايضات” أستانا في شهر كانون الثاني / يناير عام 2017 .