دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

سمير عزام لأوغاريت: الروس هددوا سكان السويداء باعتبارهم إرهابيين اذا رفضوا التسويات.. ويجب الإنتقال إلى الجمهورية الثالثة “سوريا لامركزية”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – اجتماعات روسية متعددة مع شيوخ ووجهاء محافظة السويداء لم تفلح في تحقيق أهدافها خلال الفترة الماضية، عبر دفع السويداء إلى ركوب قطار التسويات والمصالحات بالجنوب السوري، حيث تحدثت أخبار كثيرة في أوقات سابقة عن قرار إعادة السويداء إلى سلطة الحكومة بشكل كامل، ولكن كل ذلك لم يحدث إلى الان على الرغم من انعدام الأمن في المحافظة وانتشار عمليات القتل والخطف مقابل فدى مالية إلا أن سكان السويداء على ما يبدو يدركون ان عصابات الخطف والاغتيالات تتبع بشكل أو باخر للأجهزة الامنية التابعة للحكومة بالإضافة لإهمال محافظة السويداء من قبل الحكومة حالها كحال بقية المناطق الخاضعة للسيطرة الحكومية من حيث انعدام المحروقات والكهرباء والغاز والغلاء الكبير في اسعار المواد الغذائية الرئيسية الامر الذي خلق حالة من انعدام الثقة بالحكومة.

وخلال حوار خاص مع منسق تجمع السوريين العلمانيين الديمقراطيين “السويداء”، سمير عزام، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من التساؤلات حول عدم قدرة الحكومة إلى الان على إجراء تسويات في السويداء أسوة بمناطق سورية أخرى، وهل تسعى روسيا لإنهاء ملف الجنوب السوري من خلال عقد مصالحات هناك.

 

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع السيد سمير عزام:

 

لماذا لم تستطيع الحكومة إلى الان من إجراء تسويات ومصالحات في السويداء أسوة بمناطق سورية أخرى؟

إحباط خطة “النظام” وحليفته روسيا بإجراء ما اسموها تسويات ومصالحات بمحافظة السويداء يعود إلى 3 أسباب:

– الأول: لا يوجد مشكله بين محافظة السويداء والدولة، حيث حافظ أهالي ومقاتلي المحافظة على مؤسسات الدولة وحمتها من السقوط بغزوات إرهابيي النصرة وأخواتها على أطراف المحافظة الشمالية والغربية وغزوات داعش على أطرافها الشرقية.

– الثاني: قناعتنا ان الأزمة السورية ليست شجار بين قبيلتين لتحل بالمصالحات إنما هي أزمة عميقة ومتراكمة وتحتاج إلى حل سياسي يفضي إلى عقد وطني جديد بين مكونات السوريين بعد انفجار الدولة القومية المركزية عام 2011 وفشل الإسلاميين بإقامة خلافة وإمارات إسلامية على أنقاضها.

الثالث: ضرورة وأهمية احتفاظ المحافظة بمقاتليها وسلاحها للدفاع عنها أمام اي غزوات جديده للإرهابيين وإصرار مقاتلي السويداء وهيئاتها الدينية والاجتماعية بالاحتفاظ بقوتها العسكرية أيضا لضمان مشاركة المحافظة مع بقية مكونات ومناطق السوريين بتقرير مصير ومستقبل سورية والحل النهائي للأزمة .

هل تسعى روسيا لإنهاء ملف الجنوب السوري من خلال عقد تسويات في محافظة السويداء؟

من المعروف ان روسيا تهربت من قرارات مجلس الأمن الدولي لحل الأزمة السورية وخطت مسار آخر للحل مع شريكتيها بمقايضات استانا ” إيران وتركيا ” وتعمل بشكل حثيث على لفلفة الأزمة السورية بالجنوب وببقية أنحاء سوريا عن طريق ما اسمتها مصالحات ولتأكيد سياستها هذه المخالفة لقرارات الشرعية الدولية اطلقت على قاعدتها العسكرية في طرطوس ” مركز مصالحات حميميم” وهدفها المعلن والمضمر إعادة حكم رئيس النظام بالسلطة المطلقة على كافة أنحاء سوريا لتتمكن من خلاله – كونه معترف بشرعيته من الأمم المتحدة – من الإستحواذ على ما تبقى من الثروات والأصول السورية بمناطق شرق الفرات وبمحافظة السويداء بعد ان استحوذت على الأصول والثروات الوطنية السورية بمناطق سيطرة النظام.

 

لماذا فشل الروس خلال الفترة الماضية من إقناع الزعماء الدينيين ووجهاء السويداء بانضمام المحافظة للتسويات؟

فشل روسيا بإقناع الزعماء الدينيين ووجهاء وفصائل السويداء لأنها تتعاطى مع المحافظة وأهلها وكأنهم إرهابيين! علما وكما هو معروف للجميع ان محافظه السويداء دافعت عن نفسها أمام غزوات الإرهابيين وحمت وحافظت على مؤسسات الدولة.

وهدد الموفدين العسكريين الروس اكثر من مره أنه بحال رفضتم التسويات والمصالحة سنعتبركم إرهابيين !! وكان الجواب من قائد قوات رجال الكرامة ومن آخرين ونحن سنعتبركم قوات إحتلال أيضا وفي كل مره يحاولوا مجددا يعودوا ادراجهم خائبين.

 

كيف تنظر إلى مستقبل محافظة السويداء مع رفضها قيام أي عملية تسوية مع الحكومة؟

أعتقد انه سيتم المحافظة على الوضع الراهن بمحافظة السويداء “الحفاظ والتمسك بمؤسسات الدولة ولاسلطة فعلية للنظام” إلى ان تتغير الظروف او إلى حين إيجاد حل نهائي عادل ومستدام للأزمة السورية.

 

كيف يتصور وجهاء السويداء شكل الحل السوري مستقبلاً؟

تصورنا بالسويداء كفصائل حمايه ذاتية وهيآت دينية واجتماعية ان الدولة القومية المركزية فشلت بإحداث العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمساواة بين مكونات السوريين وفشلت بإحداث التنمية الاقتصادية والبشرية المتوازنة المستدامة بين المناطق والمحافظات السورية ولا مجال ولا إمكانيه لإعادة إحيائها مجددا وايضا فشلت محاولات الإسلاميين بإقامة إمارات وخلافه إسلاميه على انقاض الدولة القومية، حيث أصبح امام سوريا والسوريين حل وحيد لأزمتهم، التأسيس لعقد وطني جديد و الإنتقال إلى الجمهورية الثالثة “السورية اللامركزية”.

 

حاوره: يعقوب سليمان