دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“سباق روسي تركي” على تعزيز النفوذ في سوريا.. وتدريبات لأطراف النزاع تحسباً لأي مواجهات أخرى

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كشفت تقارير إعلامية عن “سباق روسي تركي” جديد على الأراضي السورية، وذلك في إطار استمرار موسكو وأنقرة تثبيت تواجدهما في البلاد على حساب الآخر، وذلك على الرغم من التحالف بينهما في إطار “مسار آستانا”، الذي يصفه السوريون بأنه مسار “لخدمة أجندات الدول الراعية فيه فقط”.

وخلال سنوات الحرب في البلاد، عملت كل من روسيا وتركيا على تعظيم نفوهما في سوريا، من خلال دعمهم لأطراف النزاع على السلطة، هذا الدعم الذي أجج الحرب في البلاد وجعلها تمتد لتدخل عامها العاشر، وسط أزمات كبيرة يعاني منها الشعب السوري جراء التدخلات الأجنبية سواءً من قبل “ضامني آستانا” أو الدول الغربية.

تدريبات روسية للقوات الحكومية و “الفيلق الخامس”

قناة “زفيزدا” الروسية والتابعة لوزارة الدفاع، قالت في تقرير لها، أن “سباق روسي تركي” جديد يحدث على الأراضي السورية، حيث أن العساكر الروس سعوا خلال تحركاتهم في الجنوب السوري لتدريب قوات الحكومة السورية على استخدام تقنيات المدفعية.

ولفت التقرير الذي بثته قناة “زفيزدا” الروسية، إلى أن الجنود الروس سرعوا عمليات تدريب قوات الحكومة في جنوب سوريا على استخدام تقنيات المدفعية، حيث دربت روسيا قوات الحكومة خلال الأسبوعين الماضيين على استخدام صواريخ محمولة على الكتف والتمويه باستخدام القنابل الدخانية في ريف حلب بشمال البلاد أيضاً.

إضافة إلى ذلك عملت القوات الروسية على تدريب “كتيبة مدفعية” في صفوف قوات “الفيلق الخامس” التابعة لها، على أجهزة الكشف والرادار المستخدمة في المدفعية.

الغرض من التدريبات

وبحسب ما جاء في التقرير الذي بثته القناة التابعة لوزارة الدفاع الروسية، فإن المدرب الروسي، رومان جوروف، قال أن الغرض من هذه التدريبات، “هو تعليم عناصر الكتيبة الذين يعملون في مفارز الاستطلاع، والقدرة على طلب دعم المدفعية بشكل مستقل مع المواجهات المباشرة”.

وأشارت تقارير إعلامية، بأن روسيا استغلت فترة “الهدوء على الجبهات” لتوسيع عمليات تدريب قوات الحكومة و “الفيلق الخامس”، ولفتت إلى أن التدريبات هذه يمكن أن تكون تحضيراً لمرحلة قادمة تكثر فيها المواجهات المباشرة بين أطراف النزاع في البلاد.

سبق ذلك كله، إجراء القوات الروسية تدريبات مع قوات الحكومة السورية، استخدمت خلالها مروحيات إسعافية روسية، تحاكي صد هجوم على ميناء طرطوس في الساحل السوري.

الأتراك يخرجون دفعات مدربة من عناصر المعارضة.. وتعزيز للتواجد العسكري

الأتراك بدورهم، هم أيضاً استغلوا فترة الهدوء على جبهات “خفض التصعيد”، وعملوا على تدريب لعناصر الفصائل المعارضة، حيث أعلنت تركيا عن تخريج دفعات من العناصر ضمن فصائل المعارضة، تدربوا على القتال والحفاظ على الأمن داخل المدن، في الوقت الذي تشهد فيه المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية والمعارضة السورية فلتاناً أمنياً، جراء كثرة الانفجارات وعمليات الاغتيال والاقتتال بين الفصائل ذاتها.

تركيا وعلى الرغم من التصعيد العسكري الذي مرت به منطقة “خفض التصعيد”، والانسحابات من نقاط المراقبة ضمن المناطق التي تسيطر عليها قوات الحكومة، إلا أنها لم توقف خلال الأشهر الماضية من تعزيز تواجدها العسكري في سوريا، من خلال إنشاء نقاط عسكرية جديدة، وإدخال تعزيزات عسكرية ولوجستية إلى نقاط المراقبة شمال غرب البلاد.

وكان آخر نقطة أنشأتها القوات التركية، بالقرب من مدينة سراقب شرق إدلب، والتي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية، حيث أن النقطة الجديدة تبعد 200 متر فقط عن طريق دمشق حلب الدولي “M-5″، الأمر الذي يجعل النقطة مشرفة على الاتستراد الحيوي في تلك المنطقة.

أطراف الصراع تتجهز لمواجهات جديدة

وترى أوساط سياسية سورية، أن روسيا وتركيا، اللتان كانتا من أبرز الأطراف التي أدت لتصاعد الحرب في سوريا، تسعيان لتعزيز مناطق نفوذهما في البلاد، تحسباً لأي معارك جديدة قد تفرضها المتغيرات على الساحة الدولية، وقبل أي حل سياسي قد يفرض من قبل المجتمع الدولي وفق المقررات الأممية، والتي ترى فيها موسكو وأنقرة أنه “سيكون الحد” في تعاظم نفوذهما داخل البلاد.

إعداد: علي إبراهيم