دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

رياض درار لأوغاريت: تركيا تريد إفراغ المنطقة بعدوانها الجوي.. والأطراف الرباعية تتحمل مسؤولية ما جرى

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتعرض مناطق “الإدارة الذاتية” في الشمال الشرقي السوري، منذ أوائل شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري إلى حملة جوية أعلنت عنها تركيا في وقت سابق، استهدفت بشكل مباشر البنى التحتية والمنشآت والمرافق الحيوية منها آبار نفطية ومحطات تحويل الكهرباء ومياه ومشافي ومدارس، تسببت بدمار هائل في هذه المنشآت، ووصلت التقديرات الرسمية إلى أن الخسائر بالبنى التحتية وصلت إلى 80 بالمئة.

هذا التدمير الممنهج للبنى التحتية في مناطق شمال شرقي سوريا يعتمد عليها أكثر من 5 ملايين نسمة، وسط تحذيرات من أن استمرار استهدافها سيؤدي إلى كارثة إنسانية ونقص في الخدمات وشل للاقتصاد المحلي، كما يرفض القانون الدولي أي استهداف أو تعريض أي من المنشآت والبنى التحتية التي تعتمد عليها تجمعات سكانية للاستهداف خلال الحروب والصراعات المسلحة، وذلك لما له تأثير على حياة المدنيين، فما بالك ببلد يعيش منذ أكثر من 12 عاماً، كسوريا، في صراع محتدم على السلطة وتدخلات خارجية فاقمت الأزمات ومعاناة السوريين وألغت وجمدت كافة المسارات السياسية الساعية لوضع حد للحرب والذهاب نحو السلام.

وتؤكد مصادر رسمية تابعة للإدارة الذاتية أن البنى التحتية بكافة أشكالها تم استهدافها بشكل ممنهج من قبل تركيا، بينما ومع قرب الدخول لفصل الشتاء سيكون هناك تداعيات كارثية على حياة المواطنين، وشط ضعف الإمكانات من قبل السلطات المحلية لاحتواء هذه الكارثة التي بدأت تداعياتها تظهر من الآن عبر نقص في الخدمات وشلل أصاب الاقتصاد المحلي.

وكان ملاحظاً قيام تركيا بعمليتها العسكرية بالتزامن مع الذكرى السنوية الرابعة للعملية العسكرية المسماة “بنبع السلام” التي استهدفت مدينتي رأس العين (سري كانيه) و تل أبيض (كري سبي) بريفي الحسكة والرقة في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2019، وانتهت بسيطرة تركيا وفصائل المعارضة الموالية لها على هاتين المدينتين وأجزاء كبيرة من ريفيهما.

وخلال حوار له مع شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أكد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية “مسد” رياض درار، أن الإمكانات الموجودة لدى “الإدارة الذاتية” لن تستطيع من خلالها تأهيل كل ما تدمر في المدى المنظور والمتوسط، فيما شدد أنه كما أعاد أبناء المنطقة ما تهدم جراء الإرهاب، فإنهم سيعيدون ما دمر جراء العدوان التركي على الأراضي السورية.

وشدد في الوقت نفسه على أن هذا التصعيد العسكري مرتبط بالاجتماعات الرباعية والأمنية بين أطراف مسار آستانا وبمشاركة الحكومة السورية، وسط انتقاد لموقف ضامني وقف إطلاق النار في المنطقة “روسيا وأمريكا” وموقفهما الخجول حيال ما تقوم به تركيا.

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية مع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار:

– لماذا برأيكم اختارت تركيا هذه المرة استهداف البنى التحتية بهذا الشكل في مناطق الإدارة الذاتية ؟

– تعتقد تركيا أنها باستهداف هذه المنشآت أن القوات سوريا الديمقراطية تستفيد منها، لكن الهدف الحقيقي هو تدمير البنية الخدمية والاقتصادية للتضييق أكثر على المواطنين ليشكلوا مصدراً ازعاج للإدارة بسبب المطالب المتزايدة والحاجة لمقومات العيش، كالكهرباء ضرورية يومياً، والحبوب حاجة ماسة للمواطنين، ومستخلصات النفط كذلك، وقد ضربوا الصوامع والمنشآت النفطية والكهربائية وحتى المائية وبالتالي هناك الشتاء القادم حيث تزداد المعاناة، تركيا تريد إفراغ المنطقة وإشغال الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية بهموم الداخل.

– بحسب البيانات الرسمية الخسائر كبيرة جداً.. هل تملك الإدارة الذاتية الإمكانات لإصلاح وتأهيل ما تدمر ؟

– الإدارة الذاتية ليس لديها الإمكانات الكافية لإصلاح كل ما تدمر، ولكن تستطيع بالإمكانيات الموجودة تأهيل بعض ما تم ضربه واصابته في هذه الاعتداءات الاجرامية، نحن نعرف أن داعش حين خرجت من سد الفرات دمرت العنفات في داخله، واستطاع أبناء المنطقة العاملين في السد من إصلاح وتأهيل العنفات، وبالتالي هناك جهود تبذل وهناك تضحيات تقدم ويمكن أن يكون هناك تأهيل بالممكن لما تضرر.

– هل هناك تواصل مع قوى دولية لوقف التصعيد، وكيف تقيمون موقف التحالف وواشنطن وموسكو ودمشق ؟

– العمل مستمر من أجل التواصل مع كل القوى التي تقف مع الحق ضد الظلم، مع الأطراف من المجتمع المدني من العالم، وأيضاً مع الدول المعنية والموجودة في التحالف وهي ترى الاعتداءات الآثمة وتتابعها، لكنها لا تقوم بواجب الرد المباشر لأنه باعتقادنا هناك حسابات والمصلحة مع الدولة التركية ويمكن العمل من خلفيات دبلوماسية من قبل التحالف وواشنطن أن تخفف من الإجراءات العملية التي تقوم بها تركيا في استهدافها للكثير من المناطق والأشخاص، موسكو لم نسمع أي رد واضح ولا إعلان حول ما يجري ونعتقد أنها كشريك في ضامني آستانا كانت تخطط مع تركيا وإيران لاستهداف المنطقة، بالنسبة لدمشق لم نسمع حتى اعتراض على هذا التدخل من قبل تركيا في المناطق، ولم يصدر أي تصريح عن حكومة دمشق، لذلك نعتقد أنها شريكة أيضاً فيما يجري.

– هل تعتقدون بأن تقوم تركيا بعملية عسكرية برية في المنطقة بعد العملية الجوية ؟

– بالنسبة لإمكانية أن تقوم تركيا بعملية عسكرية برية، لا نستبعد ذلك ولكن هناك ما يمنع بسبب الحسابات في العلاقة مع الدول التي توجد في المنطقة أمريكا وروسيا ولا اعتقد أن هناك ضو أخضر لعملية عسكرية، الجميع يبدو موافقاً على العمليات الجوية والاستهداف عبر المسيرات وهذا أمر مضى عليه فترة ولكنه الآن أصبح أكثر انتشاراً وفاعلية ويمتد إلى مناطق أبعد.

– هل تعتقدون أن ما يحصل في مناطقكم و “خفض التصعيد” له علاقة بالاجتماعات الأمنية بين دمشق وأنقرة وموسكو وطهران ؟

– بالتأكيد أن ما يحصل في مناطق شمال وشرق سوريا له علاقة بالاجتماعات الأمنية وبنتائج قرارات استانا المتعددة والتي كانت تتحدث عن مشروع انفصالي بدعم أمريكي للمنطقة وطالبت أمريكا بالخروج من هذه المناطق، اتفاقات آستانا هي المؤسس لهذه الاعتداءات ولا اعتقد أنها بعيدة عن ما يجري.

 

حوار: ربى نجار