أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كشفت تقارير إعلامية عن إمكانية نشوب حرب بين قوات موالية لروسيا وأخرى موالية لإيران في المناطق الشرقية من سوريا، حيث تعمل القوات الروسية على الحد من السيطرة والنفوذ الإيراني في تلك المناطق، عبر تعزيزها لقواعد عسكرية بالأسلحة والمقاتلين.
استئصال إيران من شرق سوريا
ووردت أنباء عن نية روسية “باستئصال القوات الموالية لإيران” من المدن التي تسيطر عليها (الميادين و البوكمال) شرق دير الزور، حيث تعمل القوات الروسية منذ أيام على تعزيز نقاطها العسكرية وإرسال عتاد ومسلحين ومستشارين روس إلى المنطقة، في مشهد يراه محللون وخبراء عسكريون “أن روسيا تعمل على إخراج دير الزور من تحت السيطرة الإيرانية”.
وأرسلت القوات الروسية قافلة عسكرية ضخمة إلى دير الزور، وسط تحذيرات من حصول مواجهة مع قوات موالية لطهران بالقرب من الحدود العراقية.
ودخل رتلين عسكريين روسيين، فجر الجمعة الماضية، إلى مدينة دير الزور، قادمين من ريف محافظة الرقة (بعد انسحابها من هناك ودخول قوات تابعة للحكومة السورية فيها).
وأشارت مصادر إعلامية محلية إلى أن حوالي 60 سيارة عسكرية تابعة للجيش الروسي، بينها شاحنات كبيرة، دخلت إلى “معسكر الطلائع” بمدينة دير الزور، فيما أفادت شبكة “الدرر الشامية” المقربة من المعارضة، بدخول رتل عسكري روسي ثالث إلى دير الزور خلال أقل من 24 ساعة، يضم ما يقارب 30 سيارة عسكرية.
تعزيزات هي الاولى من نوعها
وقالت تلك المصادر “أن التعزيزات العسكرية الروسية، هي الأولى من نوعها والتي تصل لمثل هذا العمق في محافظة دير الزور، ما يوحي بأن روسيا تخطط لشيء ما في المنطقة”، مرجحين أن “تكون موسكو تخطط لطرد المجموعات الموالية لإيران من مدينتي البوكمال والميادين”.
الحد من الاستهداف الإسرائيلي
ويقول محللون سياسيون، أن روسيا ترى في تواجد تلك المجموعات (الموالية لإيران) ذريعة تتخذها إسرائيل لقصف مواقع حكومية سورية، تتشارك فيها القوات الإيرانية، ما يسفر عن وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف القوات الحكومية السورية.
وأشارت إلى أن المواقع الحكومية هي نقاط تمويه للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها، ولفتوا إلى أن تل أبيب تعلم ذلك جيداً، لذلك فإنها تقوم بين الحين والآخر باستهداف تلك النقاط، للحد من القوة الإيرانية هناك.
وكشفت تقارير إعلامية، بأن التوتر تصاعد خلال الفترة الماضية بين قوات موالية لروسيا وآخرين موالين لإيران في دير الزور، مما أدى في بعض الأحيان لاندلاع اشتباكات بين الطرفين، حيث كان آخرها مقتل وجرح عدد من “الأمن العسكري” التابع للحكومة السورية، باشتباكات مع “لواء القدس” الفلسطيني الموالي لروسيا.
السيطرة الكاملة على البوكمال
هذه الاشتباكات جاءت بعد ورود أنباء عن سيطرة قوات موالية لإيران على مدينة البوكمال بشكل كامل، وذلك بعد فترة قصيرة من زيارة قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني. والتي أشارت وسائل إعلامية إسرائيلية إلى أن زيارة اسماعيل قاني، تأتي في سياق عمليات التوسع العسكري الإيراني في سوريا.
بدوره قال موقع “دير الزور 24” المحلي، إن قوات “الحرس الثوري”، أجبرت الفرقة 11 التابعة للقوات الحكومية على إزالة حواجزها في مدخل البوكمال، وأشار الموقع إلى أن “الحرس الثوري”، منع مجموعات “لواء القدس” الفلسطيني الموالي لروسيا من إقامة مقرات وحواجز لها في البوكمال أيضاً.
ولفت الموقع إلى أن هذه الخطوات تأتي في سياق “الصراع الإيراني الروسي” في سوريا وتقاسم النفوذ في المنطقة.
استقطاب روسي لشبان سوريين
وكان لافتاً قيام القوات الروسية بتعزيز نقاطها ووجودها العسكري في دير الزور، ومحاولتها لاستقطاب شبان سوريين وآخرين منتمين للمجموعات الموالية لإيران، لتجنيدهم وتدريبهم، وذلك لاستخدامهم في خطط مستقبلية بشأن إنهاء السيطرة الإيرانية شرق سوريا.
وسبق أن أكدت تقارير إعلامية غربية بأن روسيا متواطئة مع إسرائيل لطرد إيران من سوريا، حيث أشارت إلى أن القوات الروسية تقوم بإعطاء إحداثيات للمواقع الإيرانية للجيش الإسرائيلي لضربها على الأراضي السورية.
إعداد: علي إبراهيم