دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

روسيا تتدخل لتهدئة التصعيد العسكري في درعا .. والمسلحون المحليون يصلون لحدود الأردن

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – توقع الكثيرون من محافظة درعا، تجدد التصعيد العسكري في المنطقة التي تعرف بـ “مهد الثورة” الجنوبية القريبة من العاصمة دمشق، وذلك بعد الانتخابات الرئاسية وتسلم الرئيس السوري بشار الأسد مقاليد السلطة لولاية جديدة.

تقدم كبير .. والمسلحون المحليون يسيطرون على معبر “نصيب” مع الأردن

الوضع الميداني وتقدم فصائل المعارضة المحلية المسلحة في درعا، كان مفاجئاً للكثيرين، وبعد نحو 24 ساعة من بدء القصف والاشتباكات، سيطرت فصائل المعارضة على نحو 15 منطقة في درعا، من بينها معبر نصيب الحدودي مع الأردن، والذي أعلنت السلطات الأردنية قبل أيام إعادة فتحه أمام الحركة التجارية مع سوريا.

المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد، بسيطرة فصائل المعارضة المسلحة في درعا على 11 بلدة ومنطقة شرق المحافظة، و6 مواقع غربها، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة استخدمت فيها كافة صنوف الأسلحة الثقيلة، مع صواريخ شديدة الانفجار من نوع “فيل”، أدت بدورها لمقتل العديد من المدنيين بينهم أطفال ونساء.

مناطق أصبحت فارغة من قوات الحكومة لأول مرة منذ 2018

كما سيطرت الفصائل على نحو 20 حاجزاً للقوات الحكومية يوم الخميس، إضافة إلى انسحاب “المخابرات الجوية” من السهوة وعلما والمسيفرة، أي أن نحو 11 منطقة من درعا أصبحت خالية من قوات الحكومة السورية والقوات الأمنية التابعة لها لأول مرة منذ صيف عام 2018، حين سيطرت الأخيرة على المحافظة بدعم روسي وفق “اتفاقيات التسوية والمصالحات”.

كما تمكنت قوات المعارضة من أسر أكثر من 40 عنصراً في قوات الحكومة خلال هجماتهم المتفرقة منذ الصباح بريفي درعا الشرقي والغربي. وسط معلومات تفيد بانشقاق العشرات من العناصر من فصائل محلية موالية لروسيا والتحاقهم بالفصائل المحلية لمواجهة قوات الحكومة.

روسيا تتدخل .. وبدء المفاوضات لإنهاء التصعيد العسكري

وبعد التصعيد الأخير، تدخلت روسيا أخيراً وأجبرت قوات الحكومة على إرسال وفدٍ لها يضم ممثلين عن “الفرقة الرابعة” المسؤولة عن التصعيد لنقضها الاتفاق مع “اللجان المركزية”، ذاك الوفد اجتمع مع أعضاء في “اللجان المركزية” وبدأوا بالحديث عن كيفية وقف التصعيد في درعا وتهدئة الأوضاع.

وكشف المرصد السوري، أنه بضغوطات روسية، انسحب عناصر من “المخابرات” من بعض الحواجز، وأعادوا انتشارهم في مناطق أخرى ضمن الريف، وذلك بالتزامن مع استمرار المفاوضات التي جرت في “الملعب البلدي” بدرعا.

وبحسب المصادر، فإن ممثلين عن أهالي مدينة درعا والوفود القادمة من ريف ‎درعا الشرقي والغربي اتفقوا على تشكيل لجنة مشتركة، وسط معلومات عن موافقة اللجنة الأمنية في محافظة درعا وبضغط من روسيا تطبيق بنود الاتفاق السابق والذي يقضي بخروج المسلحين الرافضين للتسوية.

روايات متناقضة .. وكل طرف يتهم الأخر بالتصعيد أولاً

وخلال ساعات الصباح من يوم الخميس، بدأت فعلياً قوات الحكومة السورية باقتحام المناطق الخارجة عن سيطرتها في درعا، وقال قائد الشرطة في درعا، أن هناك عناصر من تنظيم داعش الإرهابي في بعض المناطق، وهم وراء تعثر الاتفاق مع اللجان المركزية، وحرضوا على استهداف الحواجز والنقاط العسكرية خلال اليومين الماضيين، وأشار إلى أن وجهاء درعا وأعضاء اللجان والمسلحين ساهموا في الإخلال بالاتفاق، رغم قيام الجهات الأمنية بواجباتها.

أهالي درعا كان لهم رواية أخرى، حيث ألقوا باللوم في نقض الاتفاق على “الفرقة الرابعة” التي دخلت الناحية الشرقية لحي “درعا البلد” الذي كان من المفترض بحسب الاتفاق، أن تدخل الفرقة الـ15 وتنشئ نقاطاً عسكرية في المدينة، وبحسب رواية الأهالي فإن “الفرقة الرابعة” بدأت الهجوم من خلال الدبابات والقصف، إلا أن مقاومة الشبان والمسلحين المحليين أجبروتم على التراجع.

درعا لم تهنأ بالأمن قبل وبعد 2018

ومع بدء المعركة في درعا، يجري الحديث عن إمكانية التوصل لاتفاق جديد أو تنفيذ الاتفاق القديم، حقناً للدماء وجر المنطقة مجدداً إلى الحروب كما كان الوضع قبل 2018، فهل ستنجح الأطراف المتحاورة من وقف استعار المعارك وإعادة الهدوء للمدينة، أم أن للنيران رأي آخر ؟

إعداد: ربى نجار