أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – رأي السفير الأميركي السابق لدى دمشق روبرت فورد أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن اليوم في أسوأ حالاتها منذ 35 عاماً، وتوقع أن يؤدي تدخل تركيا الأخير في ليبيا إلى جعل مشكلتها مع واشنطن أكثر صعوبة.
ونشرت صحيفة “الشرق الأوسط” مقالاً للسفير الأميركي السابق لدى دمشق روبرت فورد تحت عنوان ” العلاقات الأميركية ـ التركية أمام نفق مظلم”.
وذكر فورد “أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن اليوم في أسوأ حالاتها منذ 35 عاماً منذ أن عملت في تركيا في وظيفتي الدبلوماسية الأولى، حيث وقَّع الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب، الأسبوع الماضي، على تشريع الكونغرس للميزانية السنوية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ويوقف القانون الخاص بميزانية الدفاع الجديدة تسليم المقاتلات من طراز «إف – 35» لتركيا، كما يوقف مشاركة الشركات التركية في إنتاج المقاتلات من هذا الطراز، ويعد منع الشركات التركية من المشاركة في الإنتاج بمثابة ضربة كبيرة لجهود أنقرة لبناء صناعة دفاعية حديثة.”
ورأى فورد أن أنقرة نجحت مهمة سياسية مستحيلة في واشنطن، وهو توحيد الديمقراطيين والجمهوريين ضدها، حيث صوَّت الحزبان معاً في الكونغرس للاعتراف بأن تركيا ارتكبت فعلاً من أعمال الإبادة الجماعية ضد الأرمن في 1915، وقد أراد أنصار الأرمن هذا القرار من الكونغرس على مدى عقود”.
وبحسب فورد فإن الأزمة بين البلدين انعكست على آراء الشارع التركي حيث يفيد استطلاع نشرته منظمة “بيو” الأميركية أن 2% فقط من الأتراك يرون في أمريكا حليفاً لتركيا بينما يعتبر 46 % أن أمريكا هي أكبر تهديد لتركيا.
وتوقع فورد أن يؤدي تدخل تركيا الأخير في ليبيا إلى جعل مشكلتها مع واشنطن أكثر صعوبة، حيث تدعم الولايات المتحدة جهود قبرص واليونان وإسرائيل ومصر لإنشاء شبكة للغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط، بينما استجابت تركيا من خلال عقد اتفاق مع الحكومة الليبية في طرابلس لتأكيد مزاعمها بشأن الحدود البحرية، وذلك لمنع إنشاء حقول الغاز وخطوط الأنابيب بالقرب من قبرص. ويمكننا أن نشعر بالشفقة على محاولات السفير التركي إقناع الكونغرس بالحياد في نزاع الغاز الطبيعي، ذلك لأنه يحاول منافسة الحلفاء السياسيين لواشنطن في إسرائيل واليونان. ففي النهاية، سوريا وإدلب ليستا سوى مشكلة واحدة فقط من المشكلات التي تواجهها أنقرة من دون أي أصدقاء حقيقيين.