دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

روان رجولة: سياسة بايدن لن تتغير كثيراً عن سياسة أوباما الخارجية.. وتركيا لن تكون مسرورة في تعاطيها مع بايدن

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع الإعلان عن فوز المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تساءل الكثيرون عن السياسة التي ستتبعها الإدارة الأمريكية الجديدة حيال ملفات الشرق الأوسط، بما فيها الملف السوري والتواجد الإيراني في البلاد، إضافة إلى إمكانية دعم أكثر من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة “للإدارة الذاتية” والعلاقة مع تركيا، فيما يرى محللون سياسيون أمريكيون، “أن هذه السياسة لن تتغير عن تلك التي اتبعها الرئيس السابق باراك أوباما في المنطقة”.

ومع أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه أزمات داخلية كثيرة، من انتشار لوباء كورونا وارتفاع نسبة البطالة في البلاد، يعتقد المحللون السياسيون الأمريكيون أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة بايدن (إن وصل إلى البيت الأبيض) قد تتركز في أولوياتها على الوضع الداخلي، وتركيزاً أقل على الأمور الخارجية.

هذه التساؤلات وغيرها طرحتها شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية على المحللة السياسية الأمريكية روان رجولة التي تحمل شهادة الماجستير في التنمية العالمية والسلام من “جامعة بريدجبورت” الأمريكية:

1 – كيف ترون السياسة الأمريكية في العالم والشرق الأوسط، بعد الإعلان عن فوز بايدن ؟

الإعلان عن فوز جو بايدن كان قد تم عن طريق وسائل الإعلام فقط، ونحن بانتظار المجمع الانتخابي في 14 كانون الأول/ديسمبر ليتم البت أنه جو بايدن هو الرئيس الفعلي للبلاد، وفي هذه الأثناء يقوم الرئيس ترامب بتقديم الطعون وتقديم الدعاوي القضائية على الأقل في 5 ولايات التي يتهم القائمون فيها على المخالفات ومشاكل في الأصوات التي تمت عبر البريد.

وفي فيما يتعلق بشأن سياسة بايدن في الشرق الأوسط في حال تم إعلان فوزه بشكل رسمي، فهي لن تختلف جداً عن الحزب الديمقراطي عندما كان أوباما هو الرئيس وكان نائب الرئيس هو جو بايدن، أي لثمانية أعوام بايدن كان جزء من هذه السياسة، وفي حال قدم بايدن لا اعتقد أننا سوف نشهد الكثير من التغيير، ومع كورونا ومع الأوضاع الاقتصادية سوف يكون هناك تركيز أقل على الأمور الخارجية، وقد يكون التركيز الأكبر على الحليف إسرائيل، وأيضاً والمضي قدماً في التوقيع اتفاق إيراني جديد، لكن المعطيات الآن على الأرض تغيرت إذ أنه بعد اتفاق “أبراهام” بين إسرائيل والدول العربية (البحرين و الإمارات والسودان) تغير الموقف فهذا الأمر لا يستطيع أن يقدم اتفاق جديد سهل ويسعد طهران، لكن سيؤثر بطريقة أو بأخرى على الملف السوري.

 

2 – سياسة ترامب بدت واضحة في سوريا، كيف تتوقعون أن يتعامل بايدن مع هذا الملف، وهل يمكن أن يكون هناك المزيد من الضغوطات على الحكومة السورية، ودعم إضافي “للإدارة الذاتية” في الشمال؟

هذا يتم ضمن إطار أوسع الذي هو السياسة الإقليمية لبايدن في المنطقة، على علاقة مع تركيا و إيران وروسيا، وسينعكس على كيفية الحل في سوريا، جزئية الأكراد و الإدارة الذاتية مع الدعم الإضافي سوف تبقى جزئية صغيرة وتكمن ضمن حلقة أكبر من السياسة.

3 – العلاقات التركية الأمريكية شهدت تناغماً كبيرا مع إدارة الرئيس ترامب، كيف تتوقعون علاقة واشنطن بأنقرة إذا في عهد بايدن ؟

لا اعتقد أن أنقرة ستكون مسرورة في تعاطيها مع بايدن، لأن سياسة بايدن هي استمرارية لسياسة أوباما الخارجية في المنطقة ولكن لاستقرار المنطقة اعتقد أنه على بايدن أن يتعاطى مع أنقرة، ولست متأكدة إذا كان بايدن هو الذي سوف يشرف على السياسة الخارجية أوهي كاميلا هاريس (نائبة الرئيس)، فالوضع الصحي لبايدن مطرح تساؤل في هذا الموضوع، اعتقد انه سيشوب التوتر، ولكن الرئيس بايدن يحيط نفسه بمجموعة من المستشارين الذين كانوا في عهد أوباما، ولا أتأمل الكثير ولكن يبقى أن نتوقع شيئاً كبيراً مخالفاً لسياسة أوباما في المنطقة، وهو أمر بعيد المنال.

4 – المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري أعلن أنه سيقدم استقالته من منصبه، كيف ترون السياسة الأمريكية الجديدة في سوريا بعد جيفري، كونه كان ميالا للسياسة والرغبات التركية ؟

استقالة جيمس جيفري (المبعوث الأمريكي إلى سوريا) متوقعة قبل الانتخابات، وهو يعني تصريف اعمال وليس أكثر، ولا اعتقد أن السياسة الأمريكية ستتغير صراحة، سنعود إلى أوباما، كانت (السياسة الأمريكية في سوريا) قد تحسنت قليلاً في أيام ترامب، لكن يبقى أولوية الرهائن (الرهائن الأمريكيين في سوريا) هم أولوية بالنسبة لواشنطن والقائمين على إنقاذهم، لا اعتقد ولست متفائلة بسياسة جو بايدن حيال سوريا، لأنه ميال أكثر إلى إيران، قد يوقع أو يقبل ببشار الأسد، وقد يقبل بوجود إيراني معين، كل هذه الأمور الذي رأيناها بشكل خفيف أو لم تكن علناً في أيام أوباما، قد نراها بشكل أساسي على الأرض في أيام بايدن، لكن أكرر وأقول أنه قد لا يكون بايدن هو الشخص الذي سيشرف على السياسة الخارجية.

حوار: ربى نجار