دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

رغم الكارثة والمعاناة الكبيرة واستمرار الحرب.. الملف السوري يغيب عن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم تكن الحرب والصراع على السلطة في سوريا هي المحور الأساسي في الاجتماعات الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77، بل الحرب بين روسيا وأوكرانيا كانت الطاغية على كلمات الدول المشاركة، وأن العالم بات يعيش حقيقة “وجود قطب جديد”.

سوريا “الحرب والانهيار الاقتصادي والهجرة والموت والإرهاب” ولا أحد مهتم

وعلى الرغم من كل الفظاعات التي تحصل والأوضاع المعيشية والاقتصادية السيئة للسوريين، التي تؤدي بهم إما للهجرة والموت غرقاً في عرض البحر، أو تحولهم لمرتزقة يقاتلون لصالح الأطراف المتدخلة لأجل حفنة من الأموال، ويتم استغلالهم لصناعة المخدرات وانتاجها وتوزيعها وتهريبها لخارج الحدود.

وعلى الرغم من التصعيد العسكري في الشمال الذي يودي بحياة المدنيين بينهم الأطفال والنساء والتهجير القسري والنزوح من المناطق الساخنة، وعودة خطر الإرهاب من جديد، إلا أن كل ذلك لم تكن أسباباً مقنعة بالنسبة للمجتمع الدولي في أن يناقش المأساة السورية وأن يجد لها حلاً بعد 11 عاماً من الحرب والنزاع المستمر على السلطة، الذي دمر البلاد وهجر وقتل ملايين السوريين.

بالاجتماع الأممي.. تركيا تصر على مخططاتها وقطر تتباكى على السوريين ؟!

ومن دون كلمة الوفد السوري برئاسة وزير الخارجية فيصل المقداد، لم تتحدث أي دولة مشاركة في هذه الاجتماعات عن الملف السوري، سوى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقطر، حيث عاود الأول مسألة “الخوف على أمنه القومي”، وإشارته إلى امكانية أن تقوم تركيا بعمليات عسكرية جديدة على الأراضي السورية.

إضافة إلى مسألة “بناء المشاريع السكنية التي سيعاد إليها اللاجئون السوريون المقيمون في تركيا” وهو بحد ذاته سيخلق موجة لجوء ونزوح جديدة، كون تركيا ترغب بإعادة اللاجئين لديها وإسكانهم ببيوت ومناطق من تم وسيتم تهجيريهم قسراً بفعل العمليات العسكرية، مع ضرورة حل الأزمة السورية وفق المقررات الأممية.

بدوره أمير دولة قطر، تميم بن حمد، الذي كان لدولته دوراً كبيراً في ديمومة الأزمة السورية وتحولها لصراع مسلح بفعل الأموال والإعلام والتسليح و التدريب لعشرات الآلاف من المسلحين، انتقد “العجز الدولي” في محاربة من أسماهم “مجرمي الحرب”، وانتقد بن تميم ما أسماها “خطوات التطبيع مع النظام” والتي اعتبرها “تعيق الوصول إلى حل للحرب السورية” وفق تعبيره.

السعودية أيضاً، وخلال حديثها تطرقت للملف السوري ولكن بشكل خجول جداً، ودعت لإنهاء الصراع والحرب والاحتكام إلى القرارات الدولية ذات الصلة لحل الأزمة سياسياً.

السوريون لم يكونوا ما يشغل بال وفد الحكومة في نيويورك !

الوفد السوري برئاسة فيصل المقداد، كان يرسل الرسائل تلو الأخرى للجانب التركي كشروط لإعادة العلاقات، أكثر من أن يتحدث عن معاناة السوريين وضرورة أن يتحرك العالم لإنهاء معاناة هذا الشعب المستمرة منذ 11 عاماً.

وقال المقداد “إن أي وجود عسكري على الأراضي السورية يعتبر غير شرعي ويجب أن ينتهي فوراً”، وفي كلام بدا وأنه موجه إلى تركيا قال المقداد خلال كلمته أمام الجمعية العامة، “إن محاربة الإرهاب لا يكون عبر احتلال أراضي دول اخرى أو إقامة منطقة آمنة و دعم الارهابيين”.

وتحدث أيضاً عن التسويات واعتبرها أن الحكومة تصر عليها “لتعزيز الاستقرار في البلاد”، وأشار في الوقت ذاته إلى أن دمشق تدعم مسار آستانا الذي سيبقى حبراً على ورق إذا استمرت تركيا بدعم الارهاب، كما عبر عن دعم دمشق في الحرب الروسية على أوكرانيا، وأنهم سيواصلون المطالبة بالجولان، والتنديد بالهجمات الإسرائيلية على المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا، إضافة إلى أن الكون كله حارب حكومته التي انتصرت في حربها.

ولم تكن الأزمة السورية لتطول لكل هذه السنوات، ولم يكن الشعب السوري أن يدفع هذا الثمن لولا تجاهل المجتمع الدولي وحصر الملف بيد أطراف محددة؛ هي أيضاً تعمل على تحقيق مصالحها دون الاكتراث لما يعانيه السوريون، في ظل حكومة لا حول لها ولا قوة، ومعارضة مرتهنة للخارج لا يهمها سوى المناصب والأموال، وأشقاء “عرب” ساندوا الحرب في البداية ولكنهم غابوا عن الحلول في النهاية. بحسب ما يراه سياسيون سوريون.

إعداد: ربى نجار