دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“رسالة استغاثة الأسد” لموسكو في 2013.. لماذا كشفت روسيا عن الرسالة بعد 8 سنوات ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تساءلت تقارير إعلامية، عن السبب الذي دفع بروسيا للكشف عن “استغاثة الأسد” في 2013، عندما طلبت الحكومة من موسكو التدخل قبل سقوط دمشق في أيدي المعارضة، ولمحت التقارير إلى أن صبر موسكو بدأ ينفذ من دمشق التي لا تزال تتخذ من “الحل العسكري” وسيلة لإعادة سيطرتها على البلاد.

الدبلوماسي المقرب من وزارة الخارجية الروسية، رامي الشاعر، كشف خلال مقالة له عن “نداء وجهته القيادة في دمشق” إلى روسيا، حين كانت الحكومة السورية “على بعد أيام من صدام عسكري حتمي”، قبل أن تتدخل روسيا “من أجل إنقاذ البلاد والسيادة السورية”.

دمشق استنجدت بموسكو في 2013

المقال الذي نشرته صحيفة “زافترا” الروسية، قال الشاعر فيها، حرفياً “بهذا الصدد، يستحق الكشف عن رسالة وصلت في الساعة 16:56 بتاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2013”. وجاء في الرسالة: “لقد قدمنا الأسلحة الكيميائية للمجتمع الدولي، واضعين ثقتنا بأن تقدّم روسيا البدائل اللازمة لمواجهة العدوان الإرهابي على وطننا، لكن الأمور في الوقت الراهن تشير إلى انهيار مفاجئ محتمل خلال أيام معدودة، بعد خسارتنا بالأمس أكبر خمس بلدات في الغوطة، ووصول المسلّحين إلى مسافة ثلاثة كيلومترات من مطار دمشق الدولي، وقطعهم طريق دمشق حمص الدولي، بعد احتلالهم مدينة دير عطية، ونفاذ قدرتنا البشرية والنارية، لهذا فإن هناك ضرورة ماسة جداً للتدخل العسكري المباشر من قبل روسيا، وإلا سقطت سوريا والعالم المدني بأسره بيد الإرهابيين الإسلاميين”.

هذه المقالة التي كشفتها جهات مقربة من الخارجية الروسية، والتي لم يكن ليكشف عنها إلا بموافقة الكرملين، أثارت تساؤلات حول، توقيتها الذي جاء بعد 8 سنوات، وبعد أن استطاعت الحكومة بفضل التدخل العسكري الروسي، من استعادة ثلثي البلاد، وحصر المعارضة في زاوية ضيقة من الشمال، بعد أن كانت على مقربة من العاصمة، كما تساءلت التقارير عن السبب الذي دفع بالروس للبقاء عامين كاملين قبل التدخل العسكري ؟

ما الهدف الروسي من كشف الرسالة بعد 8 سنوات ؟

صحيفة “الشرق الأوسط” نقلت عن كاتب المقالة، رامي الشاعر، صحة المعطيات التي قدمتها المقالة، وعن السبب وراء كشف الرسالة بعد هذه المدة، قالت المصادر، إن ذلك هو لزيادة الاستياء الروسي من الحكومة السورية، التي لم تعد تقتصر كما ورد في المقالة على محاولات عرقلة الخطوات الروسية الهادفة إلى دفع عمل “اللجنة الدستورية” في إطار تطبيق القرار 2254، بل تعدى ذلك إلى الرهان على مواصلة الحل العسكري، والرهان على صفقات مثل الميل نحو التطبيع مع إسرائيل”.

ونقلت “الشرق الأوسط” عن مصادر قالت أنها “روسية موثوقة”، “إن محاولات التلاعب بملف التطبيع من وراء ظهر روسيا خطيرة جداً، لأنها تعكس استعداداً للتنازل عن كل شيء، بما في ذلك المواقف التي دافعت عنها موسكو عبر أهمية تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بملف الجولان وغيره من الملفات لدفع أي حوارات”.

وقالت المصادر، أنه خلال هذه الرسالة فإن موسكو عمدت إلى تذكير الحكومة السورية مجدداً بالوضع الذي كانت عليه الأمور قبل أن تتدخل لإنقاذها. ولعل ذلك يشير إلى أن موسكو تستطيع قلب الموازين مرة أخرى في سوريا كما حصل بعد 2015، ولكن هذه المرة لن تكون لمصلحة الحكومة.

لماذا انتظرت موسكو عامين حتى تدخلت عسكرياً ؟

وعن سبب التريث الروسي لعامين، يقول الشاعر بحسب “الشرق الأوسط”، أن موسكو قدمت كل ما يلزم لدمشق، من معلومات استخباراتية وأسلحة وذخائر، وأرسلت خبراء عسكريين، إلا أنها لم تتدخل بشكل مباشر، كونه كان هناك 3 أطراف “أمريكا وتركيا وإيران” متدخلة في البلاد، ولم تكن موسكو تريد التدخل دون دراسة عواقب ذلك، وأشار إلى أن موسكو نسقت مع الإيرانيين والأتراك من خلال فتح قنوات، والأمريكيين أيضاً لعدم الصدام معها على الأرض، وبعدها كانت تحتاج لموافقة دمشق حتى يكون التدخل العسكري منسجماً مع القانون الدولي.

إعداد: علي إبراهيم