دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

رأي – ماذا وراء زيارة المعارضة التركية لمسعود البارزاني

من الممكن تفسير مثل هذه التحركات من قبل المعارضة الرئيسة في تركيا على أنها جزء من محاولة لكسب دعم الناخبين الأكراد أو محاولة للتعاون الخفي مع حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد.
استقطاب الدعم الكردي أولوية ملحة للمعارضة التركية
يتخذ حزب الشعب الجمهوري، الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، خطوات لإحياء روح المؤسس الحديث لتركيا من خلال تواجده المتزايد وحواره مع الإدارة الكردية في العراق المجاور.
يستوحي حزب الشعب الجمهوري شعار أتاتورك “السلام في الداخل، السلام في العالم”، ليبني جسورا مع حكومة إقليم كردستان في العراق في خطوة يبدو أنها مصممة لحشد دعم الأكراد في تركيا قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية عام 2023.
الحكومة التركية أقل تواجدا في العراق، بعد أن وضعت الدولة في مأزق دبلوماسي بينما تميل إلى قضية أفغانستان.
واستضاف العراق مؤتمرا إقليميا في الثامن والعشرين من أغسطس بهدف تخفيف التوترات في الشرق الأوسط مع التأكيد على الدور الجديد للدولة العربية كوسيط. كما أتاح المؤتمر فرصة للدول للتعبير عن رأيها في مطالبتها بإعادة بناء العراق.
تتطلع بغداد إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول الجوار وفتح أبوابها للاستثمارات والمشاريع الإنشائية في المناطق المتضررة من الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
ومن بين الحاضرين في “مؤتمر التعاون والشراكة” في بغداد، الذي نظمته فرنسا، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني عبدالله الثاني، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ومثل تركيا وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو الذي ظهر في الصفوف الخلفية خلال الصور الرسمية التي التقطت في الحدث.
يعدّ ظهور ماكرون والسيسي في المؤتمر مقدمة محتملة للأدوار البارزة التي ستلعبها الدولتان في منطقة الشرق الأوسط.
أعلنت فرنسا في نهاية الأسبوع الماضي أن شركة الطاقة العملاقة توتال إنرجي وقعت عقدا بقيمة 27 مليار دولار للاستثمار في النفط والغاز وإنتاج الطاقة الشمسية في العراق وسط أزمة طاقة حادة تواجهها بغداد.
يشير غياب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الحدث إلى أن تركيا ربما فقدت فرصة أن يكون لها رأي قيادي في إعادة تطوير الدولة التي مزقها الصراع، والتي تشترك معها في حدود طولها 400 كيلومتر.
في الخامس من سبتمبر زار وفد حزب الشعب الجمهوري إدارة حكومة إقليم كردستان في خطوة مفاجئة، مما يشير إلى أن الحزب كان يضع الأساس للدبلوماسية التي يخطط للقيام بها في حالة فوزه بالسلطة في الانتخابات المقرر إجراؤها في عام 2023، في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.
وذكر موقع كردستان 24 الإخباري أن الزيارة التي ترأسها نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري أوغوز كان ساليجي، كانت الأولى لقيادة الحزب لإقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي، وتضمنت اجتماعا مع رئيس الوزراء مسرور البارزاني في أربيل.
وقال ساليجي إن الزيارة تهدف إلى “تعزيز العلاقات” بين تركيا وإقليم كردستان، كما التقى وفد حزب الشعب الجمهوري برئيس إقليم كردستان السابق مسعود البارزاني قبل إجراء محادثات مع القيادة التركمانية في كركوك.
زاد حزب الشعب الجمهوري من حضوره العلني في مقاطعات فان وهكاري وباتمان ذات الأغلبية الكردية في تركيا، ويقال إنه ناقش تشكيل هيئة حزب الشعب الجمهوري الموجهة إلى الشرق الأوسط خلال زيارته لكركوك.
من الممكن تفسير مثل هذه التحركات من قبل المعارضة الرئيسية في تركيا على أنها جزء من محاولة لكسب دعم الناخبين الأكراد أو كمحاولة للتعاون الخفي مع حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد. وقد يجد أنصار حزب الشعوب الديمقراطي أنفسهم دون حزب يصوّتون له في الانتخابات إذا نجحت لائحة اتهام قانونية تدعو إلى إغلاق الحزب.

ذو الفقار دوغان – كاتب في موقع أحوال تركية – العرب اللندنية
المقالة تعبر عن رأي الكاتب والصحيفة