دمشق °C
زيارة السوداني إلى واشنطن تتزامن مع احتمال دخول فصائل مسلحة عراقية طرفا في الصراع بين إيران وإسرائيل خصوصاً بعد تصريح أبوعلي العسكري بأنهم ينتظرون أوامر من المرشد الأعلى للرد.
زيارة لا أحد يدري إلى أين تقود المنطقة
يعتقد المتفائلون أن رحلة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي جو بايدن ستُدخل العراق في مرحلة تصفير العداد بعد الاقتناع بإبطال مفعول المقاومة لأغلب الماسكين بزمام السلطة اليوم، أو للرأي السائد بالقناعة الأميركية بالرضوخ للأمر الواقع والتهدئة في المنطقة التي تحاول أن تصنعها واشنطن من أجل إجراء انتخاباتها بأجواء طبيعية.
يعتقد هؤلاء أن التصفير يشمل الجميع مادامت العملية السياسية تلبّي رغبات الإدارة الأميركية.
زيارة السوداني إلى واشنطن تأتي في ترقب من احتمال تفجر الأوضاع في الشرق الأوسط ودخول فصائل مسلحة عراقية طرفاً في الصراع المحتدم بين إيران وإسرائيل خصوصاً بعد تصريح أبوعلي العسكري المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراقي بأنهم ينتظرون الأوامر من المرشد الأعلى الإيراني للرد على أيّ استهداف إسرائيلي، وقد يشمل ذلك الرد قصف القواعد التي تتواجد فيها القوات الأميركية في العراق حيث قد يغير ذلك الفعل القرار الأميركي وغاية الوفد العراقي من تلك الزيارة، مع التأكيد على سعي السوداني لتثبيت قدمه في الداخل العراقي من خلال ما سيطرحه أمام الإدارة الأميركية.
◄ نتائج هذه الزيارة التي تتطلع إليها غرف السياسة في بغداد ستقسم الإطار التنسيقي إلى فريقين
بالرغم من اعتقاد البعض من أصحاب الرأي أن الزيارة جاءت متأخرة وقبل أشهر فقط من الانتخابات الأميركية المزمع إجراؤها نهاية العام الجاري واحتمالية خسارة بايدن، إلا أن الرأي المقابل يشير إلى أهمية الزيارة من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية وأسعار الدولار ومكافحة منافذ التهريب ومستقبل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.
تتحدث دهاليز السياسة في المنطقة الخضراء عن رسالة يحتفظ بها رئيس الوزراء في أدراج مكتبه من إحدى الفصائل المسلحة التي طالبته بضرورة وضع جدول زمني معلوم ومعلن للانسحاب الأميركي حيث ستتضح نتائج العمل القادم لتلك الفصائل من خلال الرد الأميركي لطلب العراق بالخروج من أرضه بعد الانتهاء من زيارة البيت الأبيض، أما الجانب الأميركي فلا يخفي أن تكون من ضمن شروطه إطلاق سراح الباحثة المختطفة في العراق إليزابيث تسوركوف التي تحمل الجنسية الإسرائيلية.
زيارة السوداني إلى البيت الأبيض تأتي في ذروة التوتر والحذر خصوصاً لو جاء الرد العملياتي للإيرانيين على أرض عراقية لاستهداف مصالح أميركية أو قواعد مشتركة مع العراقيين.
◄ دهاليز السياسة في المنطقة الخضراء تتحدث عن رسالة يحتفظ بها رئيس الوزراء في أدراج مكتبه من إحدى الفصائل المسلحة التي طالبته بضرورة وضع جدول زمني معلوم ومعلن للانسحاب الأميركي
ضم الوفد المرافق للسوداني ما يقارب 135 شخصية تبدأ من طاقمه الوزاري وأعضاء مجلس النواب ومستشاريه الخاصين وكذلك رجال أعمال، ولا يخلو الطاقم من إعلاميين ومحللين سياسيين. وهو ما دفع إلى وصف الوفد بالمُبالغ بعدده، إضافة إلى تساؤلات لم تجد إجابة أو تبريرا عن المغزى من اصطحاب الوفد لشخصيات مفروضة عليها عقوبات أميركية ضمن القائمة السوداء، من بينهم مالك شركة فلاي بغداد، ونمير العقابي صاحب النفوذ السياسي والتجاري، وعدد من أصحاب المصارف العراقية الذين تراقب أنشطتهم الخزانة الأميركية ضمن مزاد العملة التي تدعي واشنطن أنها تساهم بتهريب الدولار إلى خارج العراق.
زيارة السوداني إلى البيت الأبيض والتي تعوّل على الملف الاقتصادي وطلب الدعم الأميركي وخلوّ الوفد من شخصيات أو رتب عسكرية مما يوحي أن التباحث في مهمة التحالف الدولي بالعراق ستكون في آخر المحادثات التي قد لا يطول الحديث في تفاصيلها.
نتائج هذه الزيارة التي تتطلع إليها غرف السياسة في بغداد ستقسم الإطار التنسيقي إلى فريقين يتمثل الأول بالفريق الداعم لحكومة السوداني والذي يرغب باستمرار الدعم الأميركي للنظام السياسي وإعطائه الشرعية للاستمرار، فيما يطالب الفريق الثاني بتنفيذ شروطه المتمثلة بإخراج التحالف الدولي من العراق.
سيناريوهات عدة ترسمها نتائج الزيارة مما قد يصعّب التكهن بالقادم من الأحداث التي بدأت تتسارع خطواتها ولا ندري إلى أين تقود المنطقة؟
سمير داود حنوش – كاتب عراقي – العرب اللندنية
المقالة تعبر عن رأي الكاتب والصحيفة
