دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

د.هادي عيسى دلول: جولات “أستانا” القادمة ستنهي طروحات المعارضة .. والإشارة للضربات الإسرائيلية في “أستانا” بداية لفضح أمور أخرى

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أصدرت “الدول الضامنة” المشاركة في الجولة 16 من محادثات “أستانا” بياناً ختامياً حول نتائج هذه الجولة، حيث اتفقت كل من روسيا وتركيا وإيران على تثبيت “خفض التصعيد” في محافظة إدلب، وتنفيذ كامل الاتفاقيات المبرمة حول المحافظة، إلى جانب تعزيز التعاون فيما بينها لمكافحة النشاطات “الإرهابية” في المنطقة.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، وجهت الدول الضامنة انتقادات لإسرائيل، بسبب الهجمات العسكرية التي تنفذها في سوريا بشكل متكرر، ودعا البيان إسرائيل إلى وقف تلك الهجمات باعتبارها “انتهاكاً للقانون الدولي والسيادة السورية”.

كما تطرق البيان الختامي للجولة الجديدة لمباحثات أستانا كما مثيلاتها سابقا إلى العملية السياسية في سوريا والمتمثلة باللجنة الدستورية السورية، مشيراً إلى أن الملف السوري لا يمكن أن يكون حله عسكرياً، مؤكداً على أهمية الالتزام بالعملية السياسية التي يقودها ويملكها السوريون، وتيسرها الأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254.

وخلال حديث خاص مع المستشار في القانون الدولي والفيزياء النووية، الدكتور هادي عيسى دلول، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” تساؤلات عدة، حول الإضافة التي قدمتها الجولة الـ 16 من محادثات أستانا للأزمة السورية، وهل جاء البيان الختامي للمحادثات متوافقاً مع التطورات الأخيرة في منطقة “خفض التصعيد” وغير ذلك من التساؤلات.

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع د. هادي عيسى دلول:

– ماذا أضافت الجولة الـ 16 من محادثات آستانا للأزمة السورية ؟                         

الجولة الـ 16 من مباحثات أستانا هي عبارة عن عملية انهاء ملفات فشلت الجهات التي تقف ضد الحكومة السورية من استغلالها عبر تحويل سوريا لنموذج أخر يشبه إلى حد كبير المشهد الليبي، وباعتقادي أن الجولة الحالية بالإضافة للجولة القادمة والتي تليها أيضاً ستكون مخصصة لإنهاء الطروحات والشكاوى التي قدمتها المعارضة والتي تعيش أسوء أيامها بعد الانتخابات الرئاسية والتي أكدت على بقاء الحكومة والرئيس السوري بشار الأسد، ولعل الأهم من ذلك هو عدم وجود رعاية ومساندة من قبل دول خارجية للمعارضة السورية خلال الفترة الحالية.

 

– هل البيان الختامي للجولة 16 جاء متوافقا مع التطورات الأخيرة في منطقة “خفض التصعيد” عبر تحميل “تحرير الشام” مسؤولية التصعيد ؟

نعم، عملية تحميل المسؤولية وتجريم “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة” تشابه إلى حد كبير تحميل القاعدة وأسامة بن لادن سابقاً حين فشل مشروعه، ولذلك فإن كل مشروع يتبع للخارج ويفشل يجب التخلص من أدواته في الداخل، حيث تم استخدام هيئة تحرير الشام وغيرها “كعيدان ثقاب” لكسر بلادهم وبالنتيجة لن تستقبلهم تركيا أو الدول الغربية، حيث سيكون مصيرهم بالتأكيد إلى المحكمة الدولية.

 

– ما السبب وراء إغفال البيان الختامي لآستانا ألية ادخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا ؟

طبعاً موضوع دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا هي عبارة عن ورقة توتر تسعى العديد من الأطراف والدول لخلقها كما يحدث الأن في لبنان أيضاً عبر قطع المساعدات المقدمة للحكومة اللبنانية ورفع الدولار وانهيار العملة المحلية وأيضا في سوريا.. وبالتالي هي نفس الأدوات التي تعمل هنا في سوريا وهناك في لبنان بالسعي على عمل مشترك واحد من أجل استهداف الحكومات هنا وهناك وتفتيت الشعب وعمل نوع من الهوجاء والضوضاء وخلق الفتنة.

 

– ما هو الهدف من الإشارة للضربات الإسرائيلية لأول مرة في اجتماعات استانا والتنديد بها من قبل الدول الراعية ؟

الإشارة إلى الضربات الاسرائيلية على سوريا، هي بداية لخروج أمور أكثر تتعلق في عملية التجريم والتسليح وربما تكون تركيا متورطة في ذلك، فإن لم يقدم أردوغان للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية “قربان” فسيكون هو أول صفة تجرم في الحرب السورية عبر عمليات التسليح والتمويل والدعم المقدمة للعديد من المجموعات المسلحة الموجودة على الاراضي السورية، لذلك فإن عملية “غسل الأيدي” جدا مهمة في التخلص من دماء أطفال سوريا، وبعد ذلك فإن الدول الكبرى ستتحول إلى اليمن ليقوموا بنفس الاجراء، لذلك فإن الأطراف الفاعلة الكبيرة في سوريا تسعى لتبرئة نفسها عبر إلصاق التهم بأطراف أخرين قبل تحويل القضية السورية إلى المحكمة الدولية.

 

إعداد: يعقوب سليمان