دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

د. محمود الأفندي لأوغاريت: روسيا تسعى لإعادة تأهيل وتدريب قوات الحكومة السورية وإضعاف النفوذ الإيراني

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أعلنت وزارة الدفاع الروسية افتتاح مطار الجراح في حلب شمال سوريا، بعد الانتهاء من عمليات الترميم وتجهيز برج القيادة والتحكم، ونشر أنظمة للدفاع الجوي، في خطوة قال مراقبون إنها رسائل مباشرة موجهة إلى عدد من الأطراف.

وقالت الوزارة في بيان إن “التمركز الجوي في مطار الجراح يسمح بتغطية حدود الدولة وضمان سلامة المدنيين في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية لسوريا”.

وأضافت أنه “تم تنظيم الحراسة والدفاع الأرضي حول المطار، ونشر أنظمة الدفاع الجوي الروسية والسورية، كما جرى نصب معدات للإضاءة وأكثر من 9 كيلومترات من التحصينات، وساحة لاستقبال جميع أنواع وسائل النقل العسكري والطيران التكتيكي التابع للجيش في المطار”، بحسب مانقلته وكالة “تاس” الروسيّة.

وخلال حوار خاص مع الأمين العام لحركة الدبلوماسية الشعبية السورية، الدكتور محمود الأفندي، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من التساؤلات حول هدف روسيا من إعادة تأهيل والسيطرة على مطار الجراح العسكري بريف حلب، وهل تسعى روسيا من خلال هذه الخطوة إلى إنهاء أو إضعاف النفوذ الإيراني في شمال سوريا.

 وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الدكتور محمود الأفندي:

 

– ما الذي تهدف إليه روسيا من إعادة تأهيل والسيطرة على مطار الجراح العسكري بريف حلب؟

مطار الجراح العسكري استعادته روسيا مع قوات الحكومة السورية في شهر أيار عام 2017 حيث كان يقع تحت سيطرة “داعش”.. فعلياً هو من أكبر المطارات العسكرية السورية وأهمها تقريباً وروسيا من خلال إعادة تأهيل المطار وافتتاحه وتحصينه إلى جانب نشر منظومات الدفاع الجوي في المطار وهو ما يعتبر ضمن خطة موسكو لإعادة بناء الجيش السوري لكي تكون الحكومة لها سيادة بالتالي يجب أن تمتلك جيش قوي، حيث أن نشر منظومات الدفاع الجوي في مطار الجراح تعطي لسوريا أمن وحماية جوية، وهو شيء طبيعي يحصل في كافة القواعد العسكرية التي استعادة قوات الحكومة السيطرة عليها من المجموعات المسلحة، يعني أن الهدف الرئيسي هو إعادة تأهيل الجيش السوري وقدرته على حماية البلاد دون مساعدة بعد انهيار معظم تشكيلاته خلال السنوات الماضية.

– لماذا نشرت القوات الروسية أنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة متطورة في مطار الجراح العسكري شمال سوريا؟

فعلياً هناك رسالتين الأولى تنفي كافة الإشاعات التي تتحدث عن نقل روسيا لقوات برية وأسلحة من سوريا إلى أوكرانيا، وثانياً يجب أن لاننسى الاجتماع الثلاثي الذي عقد مؤخراً في موسكو وجمع وزراء الدفاع في سوريا وتركيا وروسيا فإن هذا التحرك ممكن أن يكون سببه التجهيز للقيام بعملية عسكرية ضد “قسد” إذا لم تستجب إلى مطالب الحكومة السورية.. ومطار الجراح بشكل خاص يعتبر من أكبر المطارات الواقعة بالقرب من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حيث من الممكن أن تكون العملية العسكرية القادمة ليست تركية فقط بل أيضاً سورية مشتركة، وهو ما يعتبر أحد الأهداف الرئيسية لإعادة تأهيل مطار الجراح في الوقت الحالي، والبديل لتفادي العملية العسكرية المشتركة موافقة الإدارة الذاتية على دخول قوات الحكومة إلى مناطق شمال شرق سوريا.

– هل تسعى روسيا إلى إنهاء أو إضعاف النفوذ الإيراني في شمال سوريا، خاصة أن مطار الجراح كان قاعدة إيرانية مهمة؟

يجب أن نكون واقعيين، إيران لا تملك أسلحة جوية من طائرات أو مقاتلات حربية داخل سوريا بل هناك مجموعات أو ميليشيات فقط فهي ليس لديها قواعد جوية أو مطارات خاضعة لسيطرتها وكل هذه الأخبار عبارة عن معلومات إعلامية كاذبة كما أن إيران لا تشارك بالعمليات العسكرية الجوية في سوريا لكن روسيا تحاول في الوقت ذاته إضعاف النفوذ الإيراني من خلال محاولات روسية لإعادة سوريا إلى “الحضن العربي” فسوريا هي نقطة توازن في العلاقات العربية – الإيرانية.

– هناك أخبار تتحدث عن استخدام مطار الجراح من قبل الإيرانيين كقاعدة لاستهداف التحالف الدولي بالمسيرات، ما دفع روسيا للتدخل والسيطرة على المطار .. ما مدى صحة ذلك؟

هذه الأخبار غير صحيحة فالمسيرات الإيرانية ليست بحاجة إلى قواعد ومطارات عسكرية جوية بل إلى منصات فقط يمكن أن تكون موجودة في أي مكان.. روسيا تسعى إلى تقوية الجيش السوري وإعادة سيطرته على كافة أنحاء البلاد وبالتالي إضعاف النفوذ الإيراني وإخراج كافة الميليشيات التابعة لها وذلك لعدة أسباب منها إسرائيل حيث تتذرع تل أبيب أنها تستهدف الأراضي السورية بسبب التواجد الإيراني هناك مما سيؤدي إلى تخفيف الضربات الإسرائيلية وكذلك هناك علاقة وطيدة بين الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نيتنياهو حيث جرت محادثات بين الطرفين بخصوص سوريا وضرورة إضعاف التواجد الإيراني على الأراضي السورية من خلال تقوية الجيش السوري وإعادة تأهيله وتسليحه.

– كيف تنظر إلى مستقبل التواجد الإيراني في شمال سوريا وتحديداً بالقرب من مناطق سيطرة المعارضة و”قسد” في ظل التمدد الروسي؟

المنطقة الأهم حالياً هي المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حيث أن البيان الختامي الثلاثي في طهران بين رؤساء روسيا وتركيا وإيران تحدث عن العقبة الرئيسية لإعادة إعمار سوريا يتمثل بوجود قوات سوريا الديمقراطية مع التحالف الدولي في شمال شرق سوريا والسيطرة على أبار النفط، ومن هنا فإن الجيش السوري يتجهز لإخراج قوات سوريا الديمقراطية بمشاركة تركية من الممكن أن نرى قريباً تحالف تركي – سوري ضد “قسد” أو ربما تحالف بين قوات الحكومة وفصائل المعارضة كنوع من التسوية بين الطرفين.