أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وسط خلافات مستمرة، وعدم حدوث أي تقدم يذكر كما كان متوقعا، انتهت أعمال اللجنة الدستورية السورية في دورتها الثالثة، في مدينة جنيف، في دورة شهدت تعليقاً للاجتماعات بسبب “إصابات بفيروس كورونا ضمن الوفود المشاركة”، بحسب بيان مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون.
نهاية الجولة .. و “خلافات عميقة”
وأعلن بيدرسون رسمياً، انتهاء الجولة الثالثة من أعمال اللجنة الدستورية السورية، دون التطرق إلى أي نتائج تمخضت عنها، ولا أي تقدم يذكر، حتى أن المبعوث الأممي في إفادته الصحفية، قال “أن الموعد القادم لانعقاد اللجنة لم يتم تحديده بعد”، وذلك في مؤشر يدل على عمق الخلافات المستمرة بين أطراف الصراع في سوريا.
وفي تصريحاته أكد بيدرسون على وجود “خلافات عميقة” بين الأطراف السورية في عدة قضايا، وأشار إلى عقد لقاءات بين رئيسي وفدي الحكومة السورية والمعارضة الأسبوع المقبل، والتي من المفترض أنه سيتم خلالها تحديد موعد الجولة الرابعة.
بيدرسون ينفي كتابة دستور جديد
وفي رده على الأنباء الواردة بأن الوفود المشاركة بدأت بكتابة مسودة دستور جديد للبلاد، نفى بيدرسون ذلك، وقال “لم نصل لمرحة كتابة الدستور، نعمل على بناء الثقة بين الأطراف بسبب وجود اختلافات عميقة في وجهات النظر”، وشدّد على أهمية دعم كل من مجلس الأمن والدول الضامنة في محادثات آستانا وفاعلين دوليين لمحادثات جنيف.
المتحدث باسم المعارضة “يحيى العريضي” قال في تصريحات صحيفة، “إن اللجنة الدستورية لم تنعقد اليوم (السبت) لعدم وجود اتفاق على البرنامج أو جدول المباحثات”، وأضاف أن “رئيس اللجنة الدستورية من جانب الحكومة قدم شيئا اعتبره جدولاً، يتضمن مكافحة الإرهاب ورفع العقوبات وإدانة الغزو التركي”، واصفاً مطالب الحكومة “بأنها سياسية”.
بدورها قالت عضوة المعارضة “بسمة قضماني”، أن جانبها اقترح في الأسبوع الماضي جدول أعمال من أجل إجراء مباحثات منظمة، لكنه لم يتلق ردا، وفي حديث مع رويترز، قالت قضماني، “الآن يأتي وفد الحكومة بأجندة ويقول إنه يريد بحث المبادئ الوطنية الأساسية كمجموعة من الشروط المسبقة للمباحثات الدستورية”.
وأضافت أن المعارضة على استعداد لمناقشة هذه الشروط في إطار العمل الدستوري لا خارجه. وتابعت “الغرض من النهج الذي اقترحه (النظام) هو شراء الوقت”.
روسيا تحذر.. والحكومة تؤكد وجود تدخل خارجي
من جهتها حذرت روسيا على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، مكتب المبعوث الأممي من “مغبة التدخل في عمل اللجنة الدستورية السورية”، مشددا على ضرورة تحقيق “التمثيل الجغرافي العادل لطاقم عمل البعثة الأممية”، داعياً الأمم المتحدة إلى منع محاولات التدخل الخارجي في هذه العملية.
يأتي ذلك في وقتٍ أشار الرئيس المشترك للجنة من جهة الحكومة، أحمد الكزبري، إلى أن بعض الأطراف (الولايات المتحدة) حاولت التدخل في أعمال اللجنة، وقال “إن تدخلات الغرب ومحاولته توجيه الوفود الأخرى كانت تتم في الاجتماعات السابقة من تحت الطاولة، أما في هذه الجولة فقد أصبحت بشكل علني”.
ويشكك متابعون للشأن السوري في إمكانية نجاح عمل اللجنة، كون الأطراف التي تشارك فيها لا تمثل الشعب السوري، بل تمثل الأطراف التي تتصارع على السلطة منذ 10 سنوات، مشددين على أن ما يحدث في منطقة “خفض التصعيد” أكبر دليل على أن تلك الأطراف لن يحل الخلافات بينهم سوى الميدان.
إعداد: ربى نجار