دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

دمشق تجدد شروطها على تركيا لإعادة تطبيع العلاقات.. وأنقرة تؤكد أن لا خلاف أبدي في السياسة وكل شيء قد يتغير

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أن غابت التصريحات والمواقف حيال إعادة تطبيع العلاقات بين حكومتي دمشق وأنقرة خلال الفترة الماضية، تحدث الطرفان عن امكانية إعادة العلاقات بينهما، وذلك بعد أيام قليلة من تفجير حدث في منطقة التقسيم في ولاية اسطنبول اتهمت أنقرة السوريين وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” ومن بينها وحدات حماية الشعب YPG.، بتنفيذه.

أشهر من الحديث.. والعلاقات لم تتخطى المستوى الأمني

خلال الأشهر الماضية وبعد أن أصبح إعادة تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة في الساحة السياسية، كانت هذه الأطراف تقول أن مستوى العلاقات لم تتخطى الجانب الاستخباراتي، وجرى العديد من اللقاءات بين رؤساء أجهزة الاستخبارات بين الطرفين سواءً في دمشق وموسكو قيل حينها أن الطرفان وضعا شروطهما للصلح على الطاولة، مع محاولات أن تكون تصبح العلاقات بينهما على مستويات أعلى، وتم الحديث عن امكانية لقاء بين وزيري خارجية البلدين يمهد الطريق بدوره لاجتماع قمة بين رؤساء تركيا وسوريا.

ورغم الحديث عن الكثير من الشروط للطرفين لإعادة التطبيع، إلا أن تركيا قالت فيما بعد أن ليس لديها أي شروط، بينما وضعت دمشق شروطاً بالانسحاب من الأراضي السورية ووقف الدعم عن “الإرهابيين” ومساندتها للسيطرة على كامل التراب السوري، وهو ما يقال بأن أنقرة وافقت عليه بشكل مسبق خلال قمتي طهران وموسكو.

تفجير اسطنبول تحرك المياه الراكدة

بعد تفجير اسطنبول يوم الأحد الماضي، كان واضحاً بأن تركيا ستتهم جهات سورية وتحديداً قوات سوريا الديمقراطية بارتكابها، وبالفعل خرج وزير الداخلية التركي بعد أقل من 24 ساعة ليقول بأن منفذة الهجوم جاءت من سوريا وتدربت على يد وحدات حماية الشعب وزعيم الخلية كان مقاتل سابق في قوات الحكومة السورية وعضواً في وحدات حماية الشعب.

واعتبر الكثير من السياسيين والمتابعين بأن تركيا تتخذ انفجار اسطنبول حجة لنزع الشرعية الدولية لشن هجوم جديد على المناطق الشمالية الشرقية من البلاد، خاصة بعد الرفض الدولي لنواياها قبل أشهر.

دمشق تشترط وتحذر تركيا من أي إجراءات عسكرية

وزير الخارجية في الحكومة السورية فيصل المقداد، حذرت تركيا من شن أي عملية عسكرية جديدة في الأراضي السورية تحت ذريعة تفجير اسطنبول، وقال “إذا كانت الإدارة التركية تريد استغلال مثل هذه الحوادث ضد سوريا، فهم يعرفون بأنهم هم من أرسلوا الإرهابيين إلى سوريا، فعشرات الآلاف وربما مئات الآلاف هم من أرسلوهم، فعليهم ألا يتذرّعوا بمثل هذه الأحداث للقيام بنشاطات أو خطوات قد تزيد من الوضع القائم حدة وتفجرا”.

وتعليقاً على أن تركيا تدرس رفع مستوى العلاقات مع الحكومة السورية، من المستوى الأمني إلى الدبلوماسي، تحدث المقداد وكأنه يفرض شروطاً، وقال “نحن نستمع إلى تصريحاتهم لكن هذا يمكن أن يبدأ بالقضاء على الإرهاب، وبعدم دعم الإرهاب، والانسحاب العسكري من الأراضي السورية، ووقف أي دعم لجبهة النصرة وداعش، وهذه كلها خطوات تبرهن عن النيات الحقيقية لهذه الإدارة التركية، على الرغم من كل ما جرى من مباحثات خلال الفترة الماضية”.

أردوغان لا يستبعد إعادة العلاقات مع دمشق ولكن ؟..

الرئيس التركي علق بدوره على امكانية عودة العلاقات مع دمشق بعد القطيعة التي دامت نحو 12 سنة، وقال أنه قد يعيد النظر في العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد، بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في حزيران/يونيو 2023.

وخلال رحلة عودته من بالي قال أردوغان رداً على سؤال حول لقاء محتمل مع الأسد، “لم يكن هناك استياء أبدي أو خلاف في السياسة”، وذلك بحسب وكالة “رويترز” للأنباء.

سبق ذلك تصريحات أخرى خرجت من وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو عن أن بلاده تدرس رفع مستوى العلاقات مع دمشق من المستوى الأمني إلى الدبلوماسي، ويمكن بحسب متابعين اعتبار حديث المقداد الأخير والذي كان بمثابة وضع الشروط على تركيا للارتقاء بمستوى العلاقات رداً على تصريحات تشاويش أوغلو الأخيرة.

فهل حقاً ستتخذ تركيا تفجير اسطنبول حجة أو ذريعة لشن عمليتها العسكرية في شمال شرقي سوريا، أم أن تصريحات دمشق والرفض الروسي والأمريكي والدولي سيحول دون تحقيق أنقرة لهذه الغاية، مع السماح لها بملاحقة بعض الأهداف داخل الأراضي السورية، وهو ما تحدث به مسؤول تركي كبير بحسب ما وصفته رويترز قبل أيام، وقال أن بلاده ستقوم بملاحقة أهداف في سوريا بعد الانتهاء من العمليات العسكرية في شمال العراق.

إعداد: علي إبراهيم