دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

دكتور في القانون الدولي لأوغاريت بوست: الدولة السورية في حالة ارتباك بسبب قيصر.. والحلفاء غير قادرين على الدعم للمدى الطويل

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – رأى محللون سياسيون سوريون أن قانون العقوبات الأمريكي “قيصر” أحدث “ارتباكاً في المجتمع والحكومة السورية” على كافة الأصعدة، في ظل قلة الإمكانيات والموارد التي من شأنها تخفيف اعباء القانون الذي يستهدف سوريا شعباً وحكومة وحلفاء.

الحلفاء الذين شددوا على أنهم سيدعمون سوريا للوقوف في وجه “قيصر”، يواجهون أزمات اقتصادية أصلاً، فمثلاً إيران التي كانت السباقة في إعلان مواصلة دعمها للحكومة السورية، يواجه اقتصادها انهياراً نتيجة الحظر والعقوبات الغربية المفروضة عليها.

الوضع الاقتصادي الروسي ليس أفضل من إيران، ولهذا السبب فمن المرجح أن لا تقوم بخطوات من شأنها أن تؤدي للمزيد من العقوبات عليها، وصحيح أن روسيا من الدول العظمى، لكنها لاتسعى لأن يقاطعها العالم لأجل سوريا.

ارتباك في الدولة السورية

وحول ذلك تحدثت “شبكة أوغاريت بوست الإخبارية” مع الدكتور في القانون الدولي، أكثم نعيسة، والذي أشار إلى أن “قيصر” أحدث ارتباكاً في الدولة السورية “مجتمع ونظام” وعلى كافة الأصعدة، وقال “لا أعتقد أن لدى الحكومة السورية من الإمكانيات الاقتصادية والسياسية، ما يمكنها من اتخاذ إجراءات ذات فاعلية في مواجهة نتائج  قانون قيصر، الذي سيكون تأثيره على القدرة المعيشية للطبقات الفقيرة مأساوياً.

وأضاف “أمام هذا الوضع الكارثي التي ستؤول إليه الأمور، ستلجأ الحكومة السورية إلى بعض الوسائل غير المشروعة وغير القانونية، لإنقاذ الإنهيار المريع للوضع المعيشي والاقتصادي، لكن في الأغلب لن تكون ناجعة”، وأوضح أنه “على سبيل المثال ما يسرب عن نداء السفارات السورية في بعض الدعوة من دعوة للسوريين إلى التبرع، وغير ذلك”.

حال الحلفاء ليس أفضل

وعن إمكانية حلفاء الحكومة مساندتها للوقوف في وجه “قيصر”، قال الدكتور في القانون الدولي، أنه “من الطبيعي أن يلجأ النظام إلى حلفائه في محاولاته للتخلص من أنياب الحصار الاقتصادي، لكن إيران في وضع اقتصادي سيء وهي ايضاً تعاني من تأثيرات حصار اقتصادي خانق”.

ورجح أن طهران لن تكون قادرة على مساندة دمشق، “في وضعه الكارثي لفترة طويلة، فالعبء أكبر من قدراتها على حمله لفترة طويلة”.

وعن الجانب الروسي قال نعيسة، أن روسيا دولة عظمى ذات إمكانيات ونفوذ واسع، إلا أن وضعه الاقتصاي لا يختلف كثيراً عن إيران، “وبهذا المعنى فإن حجم المساعدات الروسية الإيرانية المباشرة ستكون ضعيفة”، مرجحاً أنه على الأغلب ستتجه مساعدات تلك الدول إلى الدعم السياسي “غير المستقر روسياً”.

تبديل العملة “تكريس للاحتلال”

وعن تبديل العملة في مناطق سيطرة المعارضة السورية، أوضح نعيسة، أنها “خطوة سياسية واضحة تهدف إلى استكمال الإجراءات التركية في تكريس وضع تركيا في الشمال الغربي السوري، فالتعليم والادارة وغير ذلك بات تركية المصدر وبإشراف تركي بامتياز”.

معرباً عن أسفه أن هذه الخطوات هي “لتكريس الاحتلال التركي لتلك المناطق، في جانبه الاقتصادي”.

وأشار إلى وبعد أن فقدت الليرة السورية قسمتها، لجأت تلك المناطق نحو “عملة أقوى”، يجنب السكان المجاعة، وشدد على “أنه لا يرى أن هذا التحول مفيد على هذا الصعيد”، مؤكداً “أن الطابع السياسي هو الدافع الأساسي لتغيير العملة”.

إعداد: ربى نجار