دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

خلافات روسية أمريكية جديدة.. والأخيرة ترفض إدراج “حراس الدين” على قوائم الإرهاب الدولي.. فلماذا ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – الخلافات الأمريكية الروسية حول أطراف الصراع في سوريا لا تنتهي، حيث تختلف موسكو وواشنطن حول التشكيلات العسكرية المتواجدة على الأراضي السورية، إن كان عن طريق التعامل معها أو دعمها أو القتال ضدها، ومن يكون معتدلاً ومن يكون متطرفاً وإرهابياً ويجب إدراجه على قوائم الإرهاب العالمي.

خلاف روسي أمريكي جديد

وحصل خلاف جديد بين روسيا والولايات المتحدة حول تنظيم “حراس الدين” التابع للمعارضة السورية، حيث طالبت روسيا إدراج التنظيم في قائمة الإرهاب لدى مجلس الأمن، بينما رفضت الولايات المتحدة، وذلك بالرغم من أن واشنطن اغتالت متزعم “حراس الدين” قبل أيام عبر قصفه بطائرة مسيرة في إدلب.

وكشفت الولايات المتحدة عن “الصاروخ الذكي” الذي استهدف “أبو القسام الاردني” أحد قيادات تنظيم “حراس الدين” والذي تعتبره موسكو امتداداً لتنظيم القاعدة في سوريا، وهو عبارة عن صاروخ يزن أكثر من 40 كيلوغرام، ويعمل على خرق سقف الهدف، وبعد دخوله لداخل الهدف يفتح الصاروخ شفرات ذات رؤوس منحنية للداخل تقوم بتقطيع كل ما يقف في طريقها ضمن الهدف، دون إحداث أي صوت أو حركة توحي بوجود أي شيء.

ونقلت مصادر إعلامية عن مسؤولين غربيين أن “أن خلافاً في رأي حدث بين دبلوماسيي واشنطن وموسكو، بشان استعجال إدراج حراس الدين على قوائم الإرهاب”، وأشارت المصادر إلى أن واشنطن حذرت من أن يكون ذلك “ذريعة لشن عمل عسكري من روسيا في إدلب، وقتال فصائل المعارضة بدل الإرهابيين”.

لماذا رفضت واشنطن ؟

وطرحت روسيا قبل أسابيع مشروع قرار في مجلس الأمن، ينص على إدراج “حراس الدين” على قوائم الإرهاب، يأتي ذلك بينما وصف دبلوماسيون روس موقف الولايات المتحدة من الأمر “بالمفاجئ”، ورفض آلية إدراجه بالقائمة السوداء، ولفتت مصادر دبلوماسية غربية إلى أن واشنطن أرادت إعطاء “درس” حول كيفية اغتيال المطلوبين من “القاعدة” لروسيا.

وقال الدبلوماسيون الغربيون أن الرسالة الأميركية لروسيا، هي امكانية اغتيال الإرهابيين المطلوبين دولياً بالطريقة التي اغتالت بها “القسام” (متزعم حراس الدين في إدلب)، مما يجعل تلك التنظيمات في حالة من الهلع والخوف والارتباك ومن ثم فقدان قوتها على الأرض، وليس كما تعمل روسيا بسياسة الأرض المحروقة “التي اتبعتها في سوريا ضد معارضي النظام السوري في أكثر من منطقة سورية”.

تعهدات بحل “حراس الدين”

وسبق أن تعهدت تركيا لروسيا “بتفكيك” حراس الدين وقتالها، كون الأخيرة من الرافضين للاتفاقيات التي تمت بين أنقرة وموسكو بشأن منطقة “خفض التصعيد”، وقد أعلنت عن رفضها علناً وخلال بيانات رسمية، ودعت الفصائل الأخرى لرفض تلك الاتفاقات التي “لا تراعي سوى مصالح من وضعوها”.

لكن تركيا وبعد مرور أكثر من سنة على تعهدها بمحاربة “حراس الدين” أو تفكيكها فشلت بذلك، بالرغم من المهل الروسية العديدة.

فيما أوضحت مصادر مطلعة أن تركيا عرضت على “حراس الدين” حل نفسها والاندماج مع هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة، لكن الأخيرة رفضت بسبب “أنها تريد أن تبقى مستقلة”.

واشنطن تغلق طريق الحرب أمام موسكو

ويرى متابعون للشأن السوري، أن الولايات المتحدة فهمت جيداً المسعى الروسي الحقيقي وراء إدراج “حراس الدين” على قوائم الإرهاب، وذلك لاتخاذها ذريعة لاستئناف العمليات العسكرية في “خفض التصعيد”، والحجة بيدها “حراس الدين إرهابي ويهاجم القواعد الروسية في سوريا”.

لافتين إلى أنه، عندها لن يستطيع أحد منع روسيا من شن عملياتها في إدلب، كون الجهات التي تقاتلها موسكو هي مدرجة على قوائم الإرهاب الدولي، وبالتالي فإن موسكو لها الحق في ذلك.

وأضافت تلك الأوساط، أن واشنطن قطعت الطريق على موسكو في استكمال حربها في إدلب، مرجحين أنه سيكون هناك في المستقبل عمليات بين الطرفين لاستهداف “رؤوس التنظيمات المتطرفة في إدلب”، وليس شن عمل عسكري شامل للتخلص منها.

إعداد: علي إبراهيم