أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تستمر المعارك العنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة والقوات التركية و”الجيش الوطني” من جهة أخرى، وسط عمليات كر وفر في قرى بشمال الحسكة رغم اتفاق وقف إطلاق النار، كذلك تعتزم القوات الأمريكية إنشاء قواعد لها بالقرب من مدينة القامشلي، فيما تبادلت القوات الحكومية والمعارضة قصفاً مدفعياً وصاروخياً في مناطق ضمن “خفض التصعيد”.
الحصاد الميداني – التدخل العسكري التركي في شمال وشرق سوريا
انسحبت قوات سوريا الديمقراطية من قرية القاسمية في ريف تل تمر شمال الحسكة، بعد اشتباكات بينها وبين القوات التركية و”الجيش الوطني السوري” التابع للمعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشنت القوات المعارضة هجوماً على قرية المحمودية في ريف تل تمر وأبو راسين، بـ12 دبابة ومدرعات عسكرية، ما أجبر قوات قسد على الانسحاب منها تحت وطأة القصف التركي، إلى “القاسمية”، وباتت “المحمودية” تحت السيطرة التركية.
كذلك تحاول قسد استعادة “الصودة”، حيث شنت هجومًا عنيفًا عليها. في حين لا تزال المعارك مستمرة بين طرفي الصراع.
وتمكنت قوات قسد من تدمير مدرعة تابعة للمعارضة السورية، ما أسفر عن مقتل من بداخلها، ولَم تتكبد قسد أي خسائر مادية أو في الأرواح.
وفي السياق استعادت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على 8 قرى جديدة من قوات المعارضة بعد أن كانت فقدتها خلال المواجهات مع الجيش الوطني خلال الشهر الماضي في شمال الحسكة.
وبحسب المرصد السوري فأن الاشتباكات لا تزال جارية بين مقاتلي قوات قسد وقوات المعارضة.
وذكر “المرصد” أن “قسد تحاول التقدم على حساب الجيش الوطني في ريف تل تمر، إضافة إلى دخول قوات من مدينة القامشلي، بعد تأمين المدينة من خلال تواجد القوات الروسية وكذلك الأمريكية فيها”.
يأتي ذلك في وقتٍ أعلنت وزارة الدفاع الروسية، تعرض قافلة عسكرية للقوات الأمريكية لاستهداف من أراض تسيطر عليها الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في شمال سوريا، وكانت تسير في طريق إم 4 باتجاه الحدود مع العراق، على بعد 6 كيلومترات غربي بلدة تل تمر”، ونوه البيان أن لا إصابات بين القوات الأمريكية.
كذلك قتل عضو في فريق طبي أمريكي من تايلاند من منظمة “فري بورما رينجر” الأمريكية، جراء قصف تركي على قرية الرشيدية في ريف تل تمر شمال شرق سوريا.
فيما قالت وزارة الدفاع التركية أن قواتها لم تطلق النار على أي قوات عسكرية تابعة للتحالف الدولي في شمال البلاد، بعد تقارير إعلامية أفادت بأن قوات التحالف الدولي ضد داعش تعرضت لهجوم من قبل القوات التركية.
وفي غضون ذلك دخلت تعزيزات عسكرية تركية، إلى الأراضي السورية من محور ريف رأس العين، وأقامت تحصينات في مناطق سيطرت عليها.
وذكرت وكالة “سانا” السورية الرسمية، أن وحدات من الجيش السوري قادمة من الرقة التقت بوحدات متقدمة من الحسكة “لمواجه العدوان التركي”، وأشارت الوكالة إلى أن “وحدات الجيش العربي السوري أعادت انتشارها في القرى والبلدات من تل تمر إلى ناحية أبو راسين في ريف رأس العين وعلى طريق الدرباسية – رأس العين بريف الحسكة الشمالي الشرقي.”
تداعيات التدخل التركي في شمال وشرق سوريا
يعيش النازحون في شمال سوريا بفعل “نبع السلام” التركية أحوال صعبة جداً ومأساوية، وسط محدودية الدعم الدولي للنازحين واقتصار الدعم على ما تقدمه الإدارة الذاتية، وقال المرصد السوري، أن مجلس الرقة المدني التابع للإدارة الذاتية، يقوم بنقل ما تبقى من خيم في مخيم عين عيسى شمال مدينة الرقة، بغية إنشاء مخيم جديد للنازحين على خلفية عملية “نبع السلام” في قرية تل السمن، وذلك دون دعم أي من المنظمات الدولية.
ونقل المرصد السوري، أن المنظمات بدأت بالعودة بشكل تدريجي إلى المنطقة لاستكمال أعمالها هناك.
وفي سياق ذلك فإن فعاليات محلية تعمل على إنشاء مخيم جديد في منطقة الحسكة ليأوي النازحين من مدينة رأس العين (المعروفة محلياً بسري كانيه)، وذلك أيضاً على الرغم من الإمكانيات المحدودة، وسط رفض محافظ الحسكة التابع للحكومة السورية تقديم يد العون ومنعه للأمم المتحدة من تقديم المساعدة.
أما في بلدة الدرباسية، فقد أبلغت مصادر في البلدة المرصد السوري أن المواطنين يواصلون عودتهم بشكل تدريجي إلى البلدة وسط عودة تدريجية لحركة الأسواق.
وسيطرت القوات الروسية على منتجع يسمى “النادي الزراعي” في القامشلي على مقربة من منطقة المطار لاتخاذه مقرا لقواتها، مع ورود معلومات بشأن احتمالات تأجير الحكومة السورية مطار القامشلي إلى القوات الروسية لتتخذه مقرا لها لمدة ٤٩ عاماً، على غرار ما حدث في قاعدة “حميميم”.
وفي السياق ذكرت مصادر، بأن القوات الأمريكية بدأت صباح الأحد، الانسحاب من قاعدة مطار صرين العسكرية في ريف مدينة عين العرب (كوباني) في محافظة حلب، وذلك بعد استقدامها لتعزيزات عسكرية إلى القاعدة خلال الأيام الماضية، وحركة هبوط طائرات وإفراغ لطائرات شحن على مدار الأيام القليلة الفائتة.
بدورها قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، إن الولايات المتحدة تعمل على تهريب أكثر من 30 مليون دولار من النفط شهرياً من حقول الشمال الشرقي في سوريا، وقالت المسؤولة الروسية، “أن تصرفات الجيش الأميركي في سوريا ليست قانونية، وشككت في نوايا استراتيجية واشنطن هناك”.
أما بخصوص “المنطقة الآمنة” في شمال سوريا، كشفت وزارة الخارجية الأمريكية، إنها ناقشت مع الجانب التركي ضرورة تطبيق الاتفاق الأمريكي – التركي بما يخص المنطقة الآمنة في شمالي شرقي سوريا، وأشارت الوزارة في بيانها إلى “مصالح ومخاوف بلاده” من تواجد القوات التركية والفصائل الموالية لها في المنطقة الآمنة بعد انسحاب قوات سوريا الديمقراطية منها.
كذلك سلّط موقع “المونيتور” الضوء على الاعتراض الكبير في الولايات المتحدة والكونغرس ضد سياسة الرئيس دونالد ترامب وعلاقته الجيدة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بخصوص البدء بـ”توغل غير مسؤول” في شمال شرقي سوريا.
وأشار الموقع إلى أن “السخط الذي تشعر به المؤسسات الأمريكية عندما يتعلق الأمر بترامب وأردوغان، لأسباب مختلفة، يخلق تأثيراً مضاعفاً عندما تتجلى صداقتهما، كما في حالة نبع السلام”.
مــنــطــقــة خــفــض الــتــصــعــيــد
استهدفت قوات المعارضة بقصف مدفعي مواقع القوات الحكومية في محيط مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، فيما طال مناطق معرة حرمة والتح وتحتايا وام جلال بريف إدلب الجنوبي والشرقي قصفاً مدفعياً من قبل القوات الحكومية.
ورفضاً للقرارت “حكومة الإنقاذ” التابعة لهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة، واصل أهالي إدلب مظاهراتهم لليوم الثاني على التوالي، مطالبين بخفض الضرائب والأسعار التي ارتفعت كثيراً منذ التدخل التركي في شمال وشرق سوريا.
وعلى صعيد آخر، رصدت الولايات المتحدة الأمريكية مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات عن عدة شخصيات وصفتها بـ”الإرهابية” وكل من يتعاون معها، من ضمنها “أبو محمد الجولاني” زعيم “تحرير الشام”، وزعيم تنظيم “حرّاس الدين” المدعو “فاروق السوري” الملقب بـ”أبو همام الشامي”، وشخص آخر يدعى” حجي عبدالله”.
مــحــافــظــة حــمـــاة
أفادت مصادر إعلامية بمقتل شاب وفتاة وإصابة مدنيين آخرين جراء انفجار لغم بسيارة كانت تنقلهم، من قرية معرشحرور إلى الأراضي الزراعية بمحيط قرية عطشان الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، حيث يعملون بقطاف الزيتون.
مــحــافــظــة الــرقــــة
تظاهر أهالي مدينة الرقة شمالي شرقي سوريا، ضد دخول القوات الحكومية إلى المدينة، وذكرت مصادر محلية أن تظاهرة خرجت في شارع تل أبيض في مدينة الرقة، مرددين شعارات مناوئة للحكومة وشعارات تطالب بـ “إسقاط النظام”.
مــحــافــظـــة دمــشــــق
شنت الأفرع الأمنية الحكومية السورية، حملة مداهمات واعتقالات طالت شباناً متخلفين عن الخدمة الإلزامية وعناصر سابقين في المعارضة السورية، بمدينتَيْ دوما وحرستا في ريف دمشق، حيث قام بالحملة فرع الأمن السياسي المسؤول عن الحملة.
كذلك قررت رئاسة مجلس الوزراء منح محافظة السويداء مبلغ 500 مليون ليرة، من مخصصات وزارة الإدارة المحلية لدعم مشاريع الوحدات الإدارية، سيتم توزيعها بناء على مقترح مجلس محافظة السويداء والمكتب التنفيذي.
ولفت مدير الشؤون المالية في السويداء، عبد السلام الجباعي، أنه تم تقديم مذكرة حول الاحتياجات الضرورية للمحافظة.
نـشـاط تـنـظـيـم داعـش الإرهـابـي فـي سـوريــا
يواصل تنظيم داعش الإرهابي سيطرته وعملياته العسكرية في البادية السورية رغم مقتل البغدادي، وأنباء عن عودة التنظيم إلى مدينة تل أبيض في شمال الرقة بعد سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها على المدينة، وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن على الرغم من مرور 8 أشهر على إعلان هزيمة تنظيم داعش والقضاء على خلافته المزعومة، لا يزال مستمراً في نشاطه في البادية السورية غرب نهر الفرات في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية ومناطق قوات سوريا الديمقراطية.