دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“حرب باردة جديدة أمريكية روسية” في شمال شرق سوريا.. وتعزيزات عسكرية للطرفين تصلان للمنطقة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – “حرب باردة جديدة غير معلنة بين قطبي العالم في شمال وشرق سوريا”، بهذه العبارة وصفت تقارير إعلامية ما يحصل في منطقة شمال شرق سوريا التابعة للإدارة الذاتية، حيث تعمل كل من الولايات المتحدة وروسيا لتعزيز التواجد العسكري في المنطقة التي تعتبر سلة سوريا الغذائية والاقتصادية.

خطأ أمريكي .. واستغلال روسي

وأشارت التقارير إلى أن ما يحصل من خطوات متبادلة في سياق تثبيت التواجد العسكري في المنطقة بين القوتين الرئيسيتين في الأزمة السورية “روسيا والولايات المتحدة”، يمكن اعتبارها “كحرب باردة جديدة غير معلنة”، ولفتت إلى أن الولايات المتحدة أخطأت كثيراً بالانسحاب من بعض المواقع على الحدود السورية، فاتحة الأبواب أمام تركيا لغزو المنطقة، حيث أن روسيا استغلت ذلك وقامت بالانتشار في تلك المناطق.

وأكدت التقارير أن الإدارة الأمريكية بشقيها (العسكري والسياسي) عندما أدركوا خطأهم الكبير في الشمال السوري، سعوا إلى إدراك الأمر، لكن بعد فوات الأوان، حيث سارعت روسيا للاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية لانتشار وحدات من قوات الحكومة السورية على طول الحدود لوقف “الغزو التركي” وهذا ما حصل.

لمواجهة روسيا.. واشنطن تعزز قواتها بشمال شرق سوريا

وبسبب حوادث التصادم الكثيرة بين الطرفين في المنطقة، اعلن الجيش الأمريكي أنه سيعزز انتشاره العسكري في شمال شرق سوريا، في خطوة تشير إلى تصاعد التوترات بينها وبين القوات الروسية في المنطقة.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) بيل اوربان في بيان إن القيادة “نشرت رادار سنتينال وكثفت الطلعات الجوية للمقاتلات الأميركية فوق قواتنا ونشرت عربات برادلي القتالية لتعزيز القوات الاميركية” في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الأميركي مع حلفائه.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤول أميركي (طلب عدم كشف هويته)، أن عدد العربات المدرعة التي تم ارسالها كتعزيزات لم يتجاوز الست، يرافقها “أقل من 100” جندي.

فيما أضاف أوربان دون أن هذه التعزيزات تهدف الى “المساعدة في ضمان سلامة وأمن قوات التحالف”، وأن الولايات المتحدة “لا تسعى الى التصادم مع أي دولة أخرى في سوريا، لكنها ستدافع عن قوات التحالف في حال تطلب الأمر ذلك”.

مع ذلك فإن المسؤول الأميركي الذي تحدث دون كشف هويته اعتبر هذه الخطوة “إشارة واضحة الى روسيا للالتزام بالعمليات المشتركة لمنع مخاطر التصادم، وأيضا لروسيا وأفرقاء آخرين لتجنب الاستفزازات غير الآمنة وغير المهنية في شمال شرق سوريا”.

بدورها أفادت شبكة “nbcnews” الأمريكية نقلاً عن مسؤولين آخرين قولهم، “إن الهدف من هذه القوات هو ثني الروس عن العبور إلى المنطقة الشرقية حيث تعمل الولايات المتحدة والتحالف وقوات سوريا الديمقراطية، مشيرين إلى أن ذلك رسالة إلى روسيا للالتزام بعمليات فك النزاع المتبادل.

وكان الجيش الأمريكي وقوات التحالف يملكون “مدرعات برادلي العسكرية” بالمنطقة سابقاً، لكن قبيل الغزو التركي الأخير أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسحبها في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

روسيا تدفع بتعزيزات عسكرية لمطار القامشلي

القوات الروسية بدورها، وفي خطوة يمكن أن تعتبر أنها رد على تعزيز القوات الأمريكية لتواجدها العسكري في الشمال الشرقي من سوريا، قامت بإرسال المزيد من التعزيزات إلى مطار القامشلي الذي يعتبر قاعدة عسكرية روسية في المنطقة، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن القوات الروسية استقدمت رتل عسكري جديد يضم عشرات الآليات العسكرية ومواد لوجستية محملة بالأسحلة والذخائر إلى مطار القامشلي.

وبالرغم من التنافس العسكري بين القوتين الرئيسيتين في سوريا (أمريكا وروسيا) على تعزيز التواجد العسكري، إلا أنهما تعملان وفق برتوكول متفق عليه، لمنع التصادم العسكري بينهما.

يذكر أن للولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي ضد داعش 7 قواعد عسكرية في شمال شرق سوريا منها اثنتان قريبة من حقول النفط.

 

إعداد: علي إبراهيم