دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

حديث عن وساطة روسية لحل الخلافات بين أكراد سوريا وتركيا .. فهل تنجح موسكو بالمهمة الصعبة ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عملت جهات دولية عدة خلال الفترة الماضية على تقريب وجهات النظر بين الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا وتركيا، والدخول كوسيط بين الطرفين، لمعالجة المخاوف الأمنية لكليهما، وإبعاد المنطقة الشمالية الشرقية عن أي حروب جديدة، ستفاقم دون أدنى شك الأزمات التي تعيشها تلك المناطق.

سباق أمريكي روسي لحل الخلافات الكردية التركية

وسبق للولايات المتحدة الأمريكية، أن أعلنت عن إمكانية لعب دور الوسيط بين الإدارة الذاتية وتركيا، لمعالجة مخاوف الطرفين الأمنية، حيث أنه لا يخفى على أحد أن واشنطن لا تزال تسعى لتكون هي صاحبة الفضل في إجماع الطرفين على طاولة الحوار وحل المشاكل والخلافات العالقة بين الطرفين.

هذه المرة دخلت روسيا على خط التوتر المستمر بين أكراد سوريا وتركيا، حيث كشفت تقارير إعلامية، عن مسعى روسي حثيث للدخول في وساطة بين الأكراد السوريين وأنقرة، وحل الملفات العالقة بين الطرفين، ولعل أبرز الخطوات التي قامت بها موسكو حتى الآن في هذا الإطار “دعم مذكرة التفاهم بين مجلس سوريا الديمقراطية وحزب الإرادة الشعبية” الذي يعتبر منصة موسكو للمعارضة السورية، والتي نصت على بندين مهمين “وحدة سوريا وقسد ستكون جزءاً من المؤسسة العسكرية السورية”.

مصادر كردية أكدت وجود “وساطة روسية”

وبحسب ما أفادت به التقارير الإعلامية، فإن مسؤول كردي سوري بارز (لم تذكر أسمه) كشف عن مسعى روسي للتوسط بين الإدارة الذاتية في سوريا وتركيا. لتقريب وجهات النظر وحل الخلافات وإمكانية إشراك ممثلي الشمال الشرقي من سوريا في اللجنة الدستورية السورية وإزالة الفيتو التركي على مشاركتهم.

وكان لافتاً زيارة وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال إلى روسيا بالتزامن مع وجود وفد من مجلس سوريا الديمقراطية خلال الأيام الماضية، ما دفع بالكثيرين للقول أن تزامن الزيارتين مع بعضهما ليست صدفة، كون أنقرة كانت تعلم بزيارة “مسد” إلى موسكو للتوقيع على مذكرة التفاهم مع حزب الإرادة الشعبية السوري المعارض بدعم روسي.

وفد تركي في موسكو بالتزامن مع زيارة وفد “مسد”

وكانت الخارجية الروسية قالت في بيان، إن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين التقيا في موسكو، مع وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال، و “تم التداول حول الوضع في منطقة شمال شرق سوريا، مع الأخذ في الاعتبار التهديدات المستمرة لتقويض سيادة وسلامة الأراضي السورية”. حسب البيان.

تقارير إعلامية أخرى، رجحت أن لقاءاً عقد بين وفد “مسد” مع الوفد التركي بوساطة روسية، من حيث أن الأطراف الثلاثة اجتمعوا مع بعضهم، أو أن روسيا اجتمعت بكل طرف على حدة، وذلك في مسعى لإمكانية حل الخلافات بين الطرفين.

ولم يتم التأكد بعد من صحة تلك التقارير. بينما من المحتمل جداً أن تكون روسيا اجتمعت بشكل منفصل مع الوفدين على حدة لإيصال رسائل الطرفين لبعضمها.

محللون سياسيون وخبراء روس، علقوا على التقارير المذكورة التي تداولتها وسائل إعلامية عدة، وقالوا، أن تزامن استضافة موسكو للوفدين، يضع احتمال إجراء لقاء بينهم أو لقاء بكل طرف على حدة، مشيرين إلى أن تعمد وزير الخارجية سيرغي لافروف استضافة وفد “مسد”، حمل رسائل إلى تركيا والولايات المتحدة، بأن روسيا جادة في إطار سعي قيادتها “للتوسط بين الإدارة الذاتية وتركيا لتخفيف التوتر، ولعب دور الوسيط لإزالة الأسباب التي تعرقل سير المفاوضات”.

مشددين على أن الخطوات الروسية، “قد تأتي بثمارها وتساعد على اتفاق جذري للمشاكل بين الطرفين، وخلق استقرار أمني دائم في مناطق شمال وشرق سوريا، بالتوازي مع إزالة كل المخاوف الأمنية التركية التي تعد من الخطوات بالغة الأهمية في إطار التوصل لحل يرضي كلا الطرفين”.

إعداد: علي إبراهيم