دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

حتمية المصالح .. تدفع أردوغان لاستبدال الإخوان

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن أنقرة بدأت تدرك أن عودة جماعة الإخوان إلى السلطة انتهت وأن الجماعة أصبحت من الماضي، وبالتالي حان الوقت للتخلص من إرث هذه الجماعة التي تحالفت معها منذ “الربيع العربي” لأهداف أيديولوجية والتوجه إلى إعادة العلاقات مع السعودية ومصر.

تحول استراتيجي

سنوات من العداء بين تركيا من جهة والسعودية ومصر من جهة أخرى قد تكون في نهايتها ضمن خطوة يقول محللون إنها جزء من تحول استراتيجي أوسع في مواجهة عزلة أنقرة المتزايدة، حيث تحدث العديد من المسؤولين الأتراك عن فتح صفحة جديدة مع الدولتين العربيتين ولكن هناك بالتأكيد شروط صادرة عن القاهرة والرياض ولعل أبرزها القضاء على جماعة الاخوان في تركيا وتجفيف منابع التمويل والملاذ الأمن الذي توفره الدولة التركية.. الأمر الذي بات قريبا اليوم على وقع تناغم تركيا مع مصر والسعودية والأمل بإعادة العلاقات بدأ ببيع الإخوان المسلمين، حيث أصدرت السلطات التركية قبل مدة من الزمن أوامر بعدم انتقاد مصر في وسائل الإعلام المقربة من “الاخوان” التي تبث من تركيا، وفيما بعد وخلال اجتماعات مع القاهرة كانت أنقرة مستعدة لطرد الإخوان إلى دولة أخرى أو حتى تسليمهم.

 

دعم محوري

وتعتبر مصر وتركيا حليفين تقليديين، لكن العلاقات كانت دخلت في حالة جمود عميق منذ سقوط الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في عام 2013، عندها سحب البلدان سفيريهما، ومن الواضح أن دعم أنقرة للإخوان المسلمين خلال “الربيع العربي” كان محوريًا لأهداف أيديولوجية إلى حد كبير، لإبراز نفوذها في الشرق الأوسط من خلال تعزيز التضامن الإسلامي.

ويشير محللون إلى أن أردوغان يبحث عن طريقة لإعادة هذه السياسة إلى الوراء، حيث كان من الخطأ دعم جماعة الإخوان لكن الحكومة التركية تدرك الآن أن هذه الجماعة ليس لديها أدنى فرصة للوصول إلى السلطة مرة أخرى، لذلك لا يمكن الاستمرار في هذه السياسة.

وبحسب العديد من التقارير الإعلامية فقد دفعت تركيا ثمناً باهظاً لإبعاد مصر عنها.. وفي خطوة أضعفت أنقرة وقعت القاهرة العام الماضي اتفاقية مع اليونان المنافسة لتركيا لتطوير البحر الأبيض المتوسط وأثارت اكتشافات الطاقة الأخيرة في البحر الأبيض المتوسط سلسلة من النزاعات الإقليمية بين اليونان وتركيا، كل ذلك حدث بسبب سياسة أنقرة الخاطئة القائمة على العقيدة مثل دعم جماعة الإخوان.

خريطة مختلفة

وفي سياق متصل، أدرك أخوان ليبيا أيضا ما ستؤول إليه التحالفات الجديدة للمنطقة ورسم خريطة مختلفة عن سابقاتها حيث أعلنت الجماعة تحولها إلى جمعية الإحياء والتجديد للتمسك بمنهج الإسلام الوسطي وتعاليمه.

وقال عبد الرزاق سرقن العضو السابق في جماعة الإخوان في ليبيا وعضو حزب العدالة والبناء لوكالة الأناضول إن الجماعة رأت أن يكون عملها داخل ليبيا فقط، وانتقلت إلى جمعية الإحياء والتجديد ولا تتبع لأي جهة خارج البلاد، ولا حتى جماعة الإخوان المسلمين العالمية وإنما صارت جمعية تعمل داخل الوطن فقط.

وأخيراً يمكن القول انه بعد سنوات من القطيعة، تلوح في الأفق بوادر عودة الدفء للعلاقات المصرية والسعودية مع التركية ورغم أن هذا التقارب حكمته المصالح المشتركة، إلا أن الأنظار تتجه الآن إلى تأثير ذلك على جماعة الاخوان المسلمين بشكل خاص خلال الفترة القريبة القادمة.

 

إعداد: يعقوب سليمان