دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

جيمس جيفري يعلق على الأزمة السورية.. “لا حلول في الأفق والولايات المتحدة منشغلة عنها”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي يأمل فيه السوريون بإيجاد حل للأزمة في بلادهم تنهي معاناتهم الممتدة منذ عقد من الزمن.. أزمة كثرت فيها الدول المتدخلة؛ كل منهم يعمل لمصلحته ووفق أجنداته، في الوقت الذي يدعون فيه أن كل ما يفعلونه هو للشعب السوري لينال حريته وكرامته الذي “ثار” من أجلها في 2011.

وشهدت السنوات العشر الماضية، مؤتمرات واجتماعات دولية وأخرى إقليمية ومحلية، كان كلها يزعم أنه لحل الأزمة السورية وخلاص السوريين من الحروب إلا أنها لم تنجح في حل النزاع الدائر إلى الآن.

وبعد كل تلك السنوات التي كثر فيها القتل والخراب والدمار والتشريد والنزوح والأزمات الاقتصادية والمعيشية، لا يبدو أن في الأفق أي حلول قريبة لإنهاء النزاع في البلاد.

جيفري يضع مستقبلاً قاتماً للأزمة في سوريا

“لا أرى حلاً قريباً للأزمة في سوريا”.. بهذه الكلمات اختصر المبعوث الأمريكي السابق في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، جيمس جيفري، المشهد في سوريا، بالتزامن مع مساعي نظيره الأممي، غير بيدرسون، بالتحضير لجولة جديدة من أعمال اللجنة الدستورية السورية، في ظل حديث روسي عن “عنصر مميز” ستختلف فيه الجولة السادسة عن الجولات السابقة الفاشلة.

تصريحات جيفري الجديدة، شدد من خلالها على أن العالم يرتكب “خطأً” كبيراً في تجاهل الوضع الإنساني الذي وصفه “بالمخيف” في سوريا، بحسب ما نقلت عنه قناة “العربية”، وأشار المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، أنه لا يرى أي حلول سياسية قريبة للازمة السورية، وقال “السوريون سيقررون مصيرهم”، مشدداً على وجوب تطبيق المقررات الدولية الخاصة في سوريا وعلى رأسها قرار 2254، والذي يقضي بعملية سياسية في سوريا تنهي الأزمة فيها.

دول متدخلة في سوريا.. وإيران لها مشروع كبير واستراتيجي

وتحدث جيفري عن دول خمسة متدخلة في الصراع السوري وبدأ بالذكر “إيران” ومن ثم “روسيا وتركيا وأمريكا وإسرائيل”، وقال أن الإدارة الأمريكية الجديدة منشغلة في إنجاح الاتفاق النووي مع إيران وتحديات الصين وتداعيات كورونا والمناخ. في إشارة واضحة من قبله بتجاهل إدارة الرئيس بايدن للملف السوري.

وفي سياق حديثه، ذكر جيفري أن لإيران “مشروع كبير واستراتيجي في المنطقة”، وأضاف أن على واشنطن أن تملك سياسة شاملة تجاه ايران تضمن وقف تدخلها في المنطقة، والعمل على حد من وجود قواتها في اليمن، وسوريا، ولبنان، والعراق، معتبراً أن المشروع الإيراني يثير قلقه، وكذلك من بقائها في سوريا كما هو حال لروسيا، ومؤكداً أن لطهران مشروعاً كبيراً.

“تركيا أكدت لواشنطن نيتها بالبقاء في سوريا إلى الأبد”

أما فيما يخص تركيا، فقد أكد جيفري، أن أنقرة أكدت مراراً لواشنطن نيتها بالبقاء في سوريا للأبد، وأنها أعلنت استعدادها للانسحاب بمجرد تأمين حل دائم للحرب. وعرف جيفري أثناء مهامه في الإدارة السابقة بميول سياساته لمصالح أنقرة في سوريا، وهو ما أكدته تقارير إعلامية وجهات محلية سورية.

واعتبر جيفري أن الرئيس السوري بشار الأسد، ساهم في تغيير الديمغرافية في سوريا وهجر السكان. فيما تناسى ذكر التغيير الديمغرافي التي أحدثته تركيا في الشمال السوري وتغيير ملامح وكل ما هو سوري في المناطق التي تسيطر عليها من البلاد.

ما الهدف من العقوبات الأمريكية على سوريا ؟

وعن العقوبات المفروضة على سوريا، قال جيفري، أن هناك هدفين منها، وذكر أن الأول “تحميل المسؤولية للأفراد المتورطين في عمليات القتل”، والثاني “منع النظام من الاستفادة مالياً”. وأشار المسؤول الأمريكي السابق إلى أن المعارضة السورية مقسمة والحرب في البلاد “أكلت الأخضر واليايس”.

حديث جيفري جاء بعد ساعات من مؤتمر صحفي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره المصري سامح شكري ولقاء آخر مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيظ، شددت الأطراف على ضرورة تطبيق المقررات الدولية حيال سوريا، وأن السوريون وحدهم من يقررون مصريهم، مؤكدين أن الانتخابات الرئاسية في سوريا شأن داخلي ويجب أن تكون العملية السياسية في البلاد معبرة عن كل مكونات الشعب السوري.

وتقول الأمم المتحدة في احصائياتها أن الحرب في سوريا قتلت نحو 400 ألف شخص، وشردت أكثر من 5.6 ملايين آخرين، وبات أكثر من 2.5 مليون طفل خارج النظام التعليمي، و أن 13.5 مليون سوري بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، في ظل ما تعانيه البلاد من الحرب وانتشار وباء كورونا.

إعداد: علي إبراهيم