دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

جواد غوك: تركيا لا تهتم بمعاناة الشعب السوري.. وموقف دمشق من قطع مياه نهر الفرات ضعيف

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعيش المناطق السورية الشمالية بشكل عام، وشمال وشرق سوريا بشكل خاص، أزمة مائية كبيرة جراء قطع تركيا لحصة سوريا القانونية من المياه الواردة من نهر الفرات منذ كانون الثاني/يناير الماضي، الأمر الذي أدى لجفاف نهر الفرات بشكل شبه كامل، وظهور الصدف والمستنقعات ما ينذر بكارثة بيئية وإنسانية كبيرة.

ولم تتحرك الحكومة السورية إلى تاريخه وتقوم بأي خطوات في المؤسسات الأممية والدولية، لحث تركيا على تزويد سوريا بحصتها والتي تم الاتفاق عليها بين البلدين عام 1987، والتي تنص على تزويد سوريا بما لا يقل عن 500 متر مكعب من المياه لنهر الفرات.

ويشدد محللون سياسيون على أن أنقرة لا تهتم للوضع الكارثي الذي يتربص بالمناطق الشمالية السورية جراء قطع المياه للشهر الرابع توالياً، مشيرين إلى أن موقف الحكومة السورية أيضاً ضعيف من ناحية عدم قيامها بأي إجراء يمكن الضغط من خلاله على أنقرة لتزويد سوريا بحصتها القانونية وهي 25 بالمئة من الوارد المائي لنهر الفرات الذي ينبع من الأراضي التركية.

ولفت المحللون إلى أن قطع العلاقات بين سوريا وتركيا أيضاً هو من أحد الأسباب التي قطعت تركيا بموجبها المياه عن المناطق الشمالية السورية، مؤكدين أن تركيا تنظر للمياه النابعة من أراضيها على أنها محتاجة لها بشكل أكبر خصوصاً بعد الموسم الشتوي الماضي والذي كان قليل الأمطار.

وفي حوار خاص لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، سألت الشبكة الصحفي والمحلل السياسي التركي، جواد غوك، عن أهداف تركيا من قطع المياه عن سوريا، وكيف تنظر أنقرة للمأساة التي سببها نقص المياه للشعب السوري، وإمكانية ممارسة الضغوطات على الحكومة التركية للعودة إلى الاتفاقات المبرمة بين دمشق وأنقرة.

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع المحلل السياسي التركي جواد غوك:

 

– ما أهداف قطع تركيا لمياه الفرات عن سوريا ؟

الحكومة التركية أيضاً تدعي قلة المياه والأمطار في هذه السنة.. ولهذا السبب فإن حجتهم أن تركيا بحاجة إلى هذه المياه بسبب قلة الماء، ولهذا السبب قطعوا وقللوا كثيراً من عدد المكعبات (حصة المياه الواردة) إلى سوريا.

– الشعب السوري يواجه كارثة الآن بسبب قطع المياه، ألا يعني ذلك شيئاً للسلطات التركية ؟

بشكل عام تركيا لا تهتم بمعاناة الشعب السوري، ويقولون أن الأولوية لتركيا في هذه القضية، ولا يهتمون بما يجري في داخل سوريا من قلة المياه.

– إلى متى تستطيع تركيا الاحتفاظ بهذه الكمية من مياه الفرات ؟

مادامت العلاقات مقطوعة بين تركيا وسوريا، فإن الحكومة التركية لا تلتزم بهذا الموضوع.. مثلاً بحسب القوانين الدولية نصف المياه من حق تركيا، يعني 50 بالمئة، و 25 بالمئة لسوريا، و 25 بالمئة للعراق، لكن الحكومة التركية تتعامل بما تريد و لا يوجد هناك وفد فني للجانب السوري بأن يهتموا بالموضوع، ويقومون بالمفاوضات مع الحكومة التركية ويرسلون الوفود والدفاع عن حقوق سوريا بشكل عام، وذلك بسبب قطع العلاقات، أصلاً الحكومة التركية لاتهتم بهذا الموضوع أبداً.

– هذا الموضوع يؤثر على سياسة تركيا الخارجية وتسبب تناقضات بينها وبين دول المنطقة، هل يمكن أن تتراجع تركيا عن هذه الخطوة ؟

سياسية المياه لتركيا تسبب المشاكل بيننا وبين سوريا، وبيننا وبين العراق، لأن البلدان ضعيفان بالتفاوض، فالحكومة التركية تتعامل وفق ما يحتاج إليه الداخل التركي.

– لماذا لا تلتزم تركيا بالقوانين الدولية بهذا الخصوص وكذلك الاتفاقية الموقعة مع الحكومة السورية بخصوص مياه الفرات ؟

لا أظن ان تتراجع الحكومة التركية بشأن موضوع قطع مياه نهر الفرات، بسبب قطع العلاقات بين أنقرة ودمشق، وهي لا تهتم لأنه لا توجد شكوى قوية من سوريا أيضاً إلى الأمم المتحدة والمؤسسات المعنية بهذا الخصوص.

حوار: ربى نجار