أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد العلاقات بين روسيا وإيران (الضامنان في مسار آستانا) توتراً كبيراً في الآونة الأخيرة، من حيث عدم تدخل روسيا للحد من الضربات الإسرائيلية على الأهداف العسكرية الإيرانية في سوريا، إضافة إلى شعور طهران بأن موسكو متواطئة مع تل أبيب بالسماح لها لاستهداف القواعد العسكرية الإيرانية في البلاد.
أما روسيا فهي منزعجة من التمدد الإيراني في سوريا، من حيث استمرار عمليات “التشيع” وطرد قوات حكومية سورية من مناطق ريف دير الزور الشرقي، وخاصة الميادين والبوكمال، إضافة إلى تمركز قوات موالية لإيران في بعض مناطق العاصمة دمشق، وبالقرب من الحدود السورية – الإسرائيلية، حيث ترى موسكو بأن التحركات الإيرانية في سوريا هي السبب وراء كثرة العمليات الإسرائيلية، ضد الأهداف العسكرية في سوريا، والتي تحلق أضراراً بالبنية العسكرية للقوات الحكومية.
مواجهة متوقعة بين روسيا وإيران في سوريا
وفي الآونة الأخيرة، ترددت أنباء عن احتمال مواجهة روسية إيرانية في سوريا، خصوصاً وأن روسيا تعمل على استقدام الشبان السوريين في مناطق تسيطر عليها القوات الإيرانية شرق البلاد، لضمهم إلى الفيلق الخامس.
وتقول روسيا أن الشبان الذين سينتمون إلى فصائل مسلحة موالية لها، لن يكونوا تابعين للقوات الحكومية السورية، وسيكون لهم امتيازات كثيرة، على غرار ما تفلعه إيران من استمرار عمليات تجنيد الشبان السوريين وتعهدها اعطائهم الجنسية الإيرانية ومزايا أخرى.
وفي السياق رجح تقرير أعدّه معهد أمريكي مختص بشؤون الشرق الأوسط، إمكانية حدوث مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا وإيران في مناطق سورية، حيث قال “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، أن التنافس الإيراني الروسي على مناطق شرق سوريا، خاصة دير الزور، ربما يتحوّل إلى مواجهة عسكرية بين الطرفين.
واعتمد المعهد الأمريكي في دراساته وترجيحاته، على معطيات عدة، منها إذا سحبت الولايات المتحدة الأمريكية المزيد من قواتها العسكرية من مناطق شمال شرق سوريا، فهذا سيؤدي إلى زيادة التنافس الروسي الإيراني على توسيع النفوذ شرق البلاد.
وبحسب المصادر فإن الصراع بين الطرفين (الذين يبدوان حلفاء بينما هما أعداء بسبب تضارب المصالح في سوريا) قد يتحول إلى صراع عسكري، لتوسيع النفوذ وتحقيق المصالح والأهداف من تدخلهما العسكري في سوريا.
لكن المصادر أشارت إلى أن الصراع بين موسكو وطهران لن يقف عائقاً أمام دعم الحكومة السورية في الحرب الدائرة في البلاد منذ 10 سنوات. بحسب المعهد الأمريكي.
التحالف قد يستغل الصراع الإيراني الروسي لتوسيع نفوذه شرق سوريا
وأضاف المعهد الأمريكي في تقريره، بأن قوات التحالف الدولي، قد تستغل الصراع الروسي الإيراني شرق سوريا، لتوسيع نطاق سيطرتها العسكرية، حيث أن الانقسام بدا واضحاً بين موسكو وطهران، وأشار المعهد إلى أن التحالف سيستغل أي مواجهة عسكرية بين الطرفين لتوسيع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على الأرض، فضلاً عن إقامة علاقات جديدة مع قادة قبليين.
وسبق أن ناشدت عشائر عربية في دير الزور ضمن مناطق سيطرة الحكومة، قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، “بتحرير مناطقهم” من القوات الإيرانية وتلك التي توالي الحكومة السورية، بسبب ما وصفوها “الانتهاكات التي يقومان بها”.
استفزاز إيراني لروسيا بطرد قوات حكومية شرق دير الزور
وذكرت مصادر إعلامية محلية تتابع أوضاع المنطقة الشرقية، بأن إيران تستفز روسيا في شرق سوريا، حيث أن قوات موالية لإيران سبق وأن طردت قوات موالية للحكومة السورية من مدينة البوكمال شرق دير الزور، وأشارت إلى أن القوات الإيرانية باتت تسيطر على المدينة بشكل كامل.
إجماع على إخراج إيران من سوريا
صحيفة “الإندبندنت” البريطانية سلطت الضوء أيضاً على الخلافات الإيرانية الروسية في شرق سوريا، وقالت أن “الأطراف الرئيسية الفاعلة في سوريا متفقة على مستقبل الوجود الإيراني بالبلاد، ومجمعة على رحيلها تدريجياً من مختلف محافظاتها”.
واتهمت العديد من التقارير ومصادر سياسية وعسكرية سورية سابقاً، روسيا “بالتواطؤ مع إسرائيل” لضرب أهداف إيرانية في سوريا، وذلك للحد من تمددها وتثبيت تواجدها العسكري في البلاد.
إعداد: علي إبراهيم