دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تنظيم داعش يعلن عن عودته من خلال هجوم سجن الحسكة.. وقسد تتهم أطرافاً بعينها وتؤكد قرب “حسم المعركة”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – فتحت أحداث سجن الصناعة بحي غويران في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا السيناريوهات أمام عودة لتنظيم داعش الإرهابي، وكيفية تعامل المجتمع الدولي والتحالف مع هذه الحالة الجديدة، خاصة مع الحديث عن مساندة لبعض الدول الإقليمية لهذه العناصر المتشددة في هجومها على السجن بحسب قادة عسكريين في قوات سوريا الديمقراطية.

هل عاد داعش .. ومن المسؤول ؟

بعد نحو أسبوع من الطلقة الأولى التي وجهت نحو السجن، بدأ قادة قسد بالحديث عن قرب انتهاء المعركة ضد المئات ممن هاجموا السجن والآلاف غيرهم ممن نفذوا استعصاءً فيه، لكن نهاية المعركة ستفتح الأبواب أمام أسئلة كبيرة، لعل أبرزها “هل عاد داعش”، أو “هل يمكن اعتبار الهجوم على سجن غويران كإعلان من قبل داعش بأنه عاد”؟.

قوات سوريا الديمقراطية أكدت أن الهجوم على السجن لم يكن من تخطيط وتنفيذ التنظيم لوحده، بل أن هناك أطراف “داخلية وإقليمية” ساندت التنظيم المتطرف للقيام بهذا الهجوم الذي يعتبر الأعنف منذ الإعلان عن هزيمته “جغرافياً في سوريا خلال آذار/مارس 2019، وأكدت قسد أن “تركيا والحكومة السورية” وراء هذا الهجوم، ولفتت إلى أنه خلال التحقيق مع بعض الذين استسلموا والذين ألقي القبض عليهم من المهاجمين، اعترفوا أنهم تلقوا التدريبات في مدينة تل أبيض “كري سبي” والتي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها، وأن الأوامر تأتي من غرفة العمليات هناك.

اتهام قوات سوريا الديمقراطية، شابه كثيراً ما جاء في “الوثيقة الاستخباراتية العراقية” التي نُشرت قبل أيام وقالت أن الهدف من هجوم التنظيم على سجن الصناعة بالحسكة هو تهريب العناصر الأجانب فيه إلى العراق، وأن ذلك حصل بتواطؤ بين داعش ودمشق وإيران.

فرار قوات الحكومة وإجراءات أمنية لقسد

وفي ذات السياق، أكدت قسد إلى أنها اتخذت الإجراءات الأمنية اللازمة بعد التقارير التي قالت أن قوات الحكومة السورية أفرغت نقاطها العسكرية في جنوب مدينة الرصافة بالريف الجنوبي للرقة، وذلك بعد أنباء تحدثت عن تقدم لتنظيم داعش الإرهابي.

كما أن مصادر خاصة لشبكة “اوغاريت بوست” الإخبارية تحدثت قبل أيام، أن قوات الحكومة السورية سمحت لعناصر وخلايا تنظيم داعش المتواجدين في باديتي الرقة ودير الزور، بالوصول إلى الريف الجنوبي للحسكة بالتعاون مع القوات الإيرانية، وذلك بهدف الوصول إلى مدينة الحسكة والمشاركة في القتال الدائر في سجن الصناعة، وذلك عبر طرق عدة منها ارتداء الزي العسكري للجيش السوري والقوات الإيرانية.

ترامب وأردوغان والتحالف مسؤولون أيضاً

وعبرت أوساط سياسية ومتابعة سورية أن ما حصل في سجن الصناعة في حي غويران هو دليل على عودة التنظيم مرة أخرى، وأن سوريا ستكون أمام موجة إرهاب جديدة، محملين التحالف الدولي المسؤولية حول ذلك خاصة مع التقاعس على مر الأشهر الماضية بالحرب ضد التنظيم وتجاهل التحذيرات ودعوات الجهات المحلية في شمال شرق سوريا.

وكانت صحيفة التايمز أكدت في تقرير لها أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان، المسؤولان عن هجوم داعش على سجن الحسكة، حيث عندما كان التنظيم يلفظ أنفاسه الأخيرة في شمال شرق سوريا، سمح ترامب لأردوغان بغزو تلك المناطق وتعليق العمليات الامنية ضد داعش من قبل قسد، إضافة لتحويل مدينتي رأس العين وتل أبيض لبؤر إرهابية. والتي كشفت العشرات من التقارير الإعلامية عودة التنظيم إليها وحتى رفع راياته هناك.

رهائن لوقف التقدم العسكري.. والحسم بات قريباً

ميدانياً، فإن الاشتباكات تكاد تبلغ أسبوعها الأول، مع استخدام القوات العسكرية سياسة الحذر والدقة في عملياتها ضد التنظيم داخل السجن، كونه يتخذ أكثر من 700 طفل رهينة لديه وهم من أطفاله وكانوا ضمن مركز لإعادة التأهيل قريب من السجن، وحمّلت قسد المسؤولية لداعش بأي مكروه يصيب هؤلاء الأطفال، وسط مخاوف من عمليات اعدام بحقهم وآخرين من حراس والعاملين في السجن لإلصاق التهمة بالقوات العسكرية.

وكانت قسد أعلنت عن إحكام سيطرتها على بعض المباني داخل السجن مع تحرير البعض من الرهائن من بينهم قيادي ومجموعته، بقيوا محاصرين لمدة 5 أيام حتى جاءتهم التعزيزات، بحسب وسائل إعلامية محلية.

وأكدت قسد أن عدد العناصر المستسلمين لها من المهاجمين والمحتجزين وصل لحدود الألف عنصر، مع بقاء أعداد أخرى خارج أسوار السجن، واستمرار العمليات الأمنية والتمشيط في حيي غويران والزهور، مع إلقاء الأهالي القبض على بعض ممن تسللوا لأحياء المدينة وتم تسليهم للقوات الأمنية.

 

إعداد: ربى نجار