دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تقرير أمريكي يحذر من انتهاك حقوق الأقليات “بالمعتقد الديني” في شمال سوريا.. ويحمل تركيا المسؤولية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كثيراً ما حملت تقارير “للجنة الأمريكية للحريات الدينية”، تركيا والفصائل السورية الموالية لها، مسؤولية انتهاك حقوق الأقليات الدينية ضمن مناطق سيطرتها في الشمال السوري خلال الأعوام الماضية، وهو ما تكرر في التقرير الجديد لعام 2023 والذي صدر عن اللجنة، حيث أشارت إلى تصاعد الانتهاكات للحريات الدينية بحق الأقليات في الشمال السوري.

“مناطق النفوذ التركي في سوريا أقل أماناً بالحريات الدينية”

وجاء في التقرير السنوي للجنة الأمريكية للحريات الدينية، أن المناطق السورية التي تسيطر عليها تركيا تعتبر أقل أماناً والأكثر ضرراً بالحريات الدينية في سوريا، حيث سلط التقرير الضوء على ممارسات والانتهاكات التي تقوم بها الفصائل السورية الموالية لتركيا بحق السكان الأصليين في تلك المناطق ومنها التضييق عليهم عبر معتقداتهم الدينية.

وخص التقرير منطقة عفرين، التي سيطر عليها الجيش التركي والفصائل الموالية لها في “الجيش الوطني” بعد 58 يوماً من المعارك العنيفة مع القوات الكردية و قوات سوريا الديمقراطية، حيث تشهد هذه المناطق انتهاكات شبه يومية بحق المواطنين السوريين من السكان الأصليين الذين بقوا في بيوتهم ومناطقهم، ويتعرضون لشتى أنواع الانتهاكات من الاعتقال بحجج تعاملهم مع الإدارة الذاتية سابقاً، وكونهم من المكون الكردي، و بسبب معتقداتهم الدينية، مع الاستيلاء على ممتلكات المهجرين والموجودين والتشارك في أملاكهم ومواسمهم الزراعية، إضافة إلى ما يقومون به من عمليات تخريب للطبيعة و تخريب للمواقع التاريخية والأثرية في سوريا، وعمليات قطع الأشجار.

“تدمير دور العبادة و الإجبار على اعتناق الإسلام”

وأشار التقرير الدولي الأمريكي إلى أن فصائل “الجيش الوطني” أقدمت على تدمير دور العبادة الخاصة بالإيزيديين والمعالم الدينية الأخرى، كما أجبرت اثنين على الأقل من الإيزيديين في عفرين على اعتناق الإسلام بشكل قسري، وهو ما ينافي القوانين الدولية الخاصة بحرية المعتقد الديني.

“تدمير البنى التحتية”.. ومناطق قسد فيها احترام للمعتقد

أما فيما يخص الهجمات على مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية “الإدارة الذاتية”، قال التقرير أن الطائرات الحربية والمسيرة التركية استهدفت بشكل ممنهج البنى التحتية والتجمعات السكانية ومصادر الطاقة وسبل العيش في تلك المناطق، وهو ما أثر على حياة الملايين من السكان في هذه المناطق.

وخلال شهري تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر، من العام الماضي، شنت تركيا عبر استخدام عشرات الطائرات الحربية والمسيرة هجمات عنيفة على البنى التحتية في المنطقة الشمالية الشرقية السورية، وهو ما أدى لتدمير 85 بالمئة من البنى التحتية، التي شملت آبار نفطية ومحطات لتوليد الطاقة الكهربائية ومحطات مياه الشرب والمستشفيات والمدارس وغيرها من البنى التحتية، وهو ما أثر بشكل مباشر على سبل عيش أكثر من 5 ملايين نسمة، و 2.5 مليون نسمة بشكل مباشر.

بينما أشاد التقرير “للجنة الأمريكية للحريات الدينية” بما سماها “التجربة” في مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، من حيث الحرية في اعتناق الأديان والمعتقدات الدينية، وقالت اللجنة أنها تثمن جهود الإدارة الذاتية التي وصفتها “بالرائدة” في حماية الأقليات الدينية في المناطق التابعة لها.

إضافة إلى ذلك، كان لدور قوات سوريا الديمقراطية في تحرير الفتيات الإيزيديات وإنقاذهن من تنظيم داعش الإرهابي الذي اختطفهن إبان ما وصفتها “بالإبادة الجماعية” للإيزيديين على يد التنظيم الإرهابي في 2014، في منطقة سنجار العراقية، ولفت التقرير إلى أن مصير أكثر من 2700 امرأة وفتاة إيزيدية لايزال مجهولاً.

توصيات “اللجنة الأمريكية الخاصة بالحريات الدينية”

ودعت اللجنة الأمريكية الخاصة بحرية المعتقدات الدينية، الإدارة الأمريكية، في تقريرها “بتقديم الدعم للإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا مع إشراكها في العملية السياسية لحل الازمة والصراع على السلطة في سوريا، إضافة إلى ذلك أوصت اللجنة ياتخاذ إجراءات دبلوماسية في المحافل الدولية متعددة الأطراف لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية، وفقاً للقرار رقم اثنين وعشرين الذي يسمح بالنشاط الاقتصادي الأمريكي في مناطق شمال وشرق سوريا (الإدارة الذاتية).

القانون الأمريكي ومبدأ الحق في المعتقد الديني

وتنضم الولايات المتحدة إلى المجتمع الدولي في إحياء اليوم الدولي السادس والعشرين للحرية الدينية، وتؤكد أن حرية الدين أو المعتقد هو مبدأ مؤسس للأمة الأمريكية ومكرس في دستورهم.

و يكرس قانون الحرية الدينية الدولية للعام 1998 هذا الحق الأساسي في قانون أمريكي، وتؤكد أمريكا أنها تركز على حق الإنسان في الحرية الدينية، وضرورة تمتع جميع أنحاء العالم بهذا الحق.

وتقيم حكومة الولايات المتحدة شراكات مع المجتمع المدني والحكومات لمناصرة الحرية الدينية، ويشمل هؤلاء الشركاء الحيويون أعضاء التحالف الدولي للحرية الدينية أو حرية المعتقد والذي يبلغ عددهم الآن 42 دولة تلتزم جميعها بمواجهة انتهاكات الحرية الدينية في مختلف أنحاء العالم.

ويصر هذا التحالف على إن العديد من الحكومات والمجتمعات لاتزال تصر على استخدام أدوات غير مقبولة، مثل قوانين الكفر والردة وتجريم أشكال التعبير والانتهاكات التعسفية من قبل السلطات. وتفرض الحكومات بشكل متزايد أنظمة مفرطة ومرهقة على حرية الدين والمعتقد، كما يعاني عدد كبير من المجتمعات الدينية حول العالم من التمييز والضغوط الاجتماعية الشديدة، وضرورة تسليط الضوء على أسوأ المخالفين والمنتهكين للحرية الدينية، لتحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة مرتكبي تجاوزات أو انتهاكات الحرية الدينية، وفق ما تعرف الولايات المتحدة تمسكها بمبدأ “حرية المعتقد الديني”.

إعداد: رشا إسماعيل