دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تقرير أمريكي: المعارضة السورية قلقة من خطة أردوغان لإعادة مليون لاجئ

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تستعد لإعادة مليون لاجئ سوري إلى مناطق شمال سوريا التي تسيطر عليها المعارضة المدعومة من تركيا، لكنه فشل في الإعلان عن الآلية التي ستعود بها هذه الأعداد.

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 3 أيار عن خطة حكومته تسمح “بالعودة الطوعية” لمليون لاجئ سوري من تركيا إلى شمال سوريا.

جاءت تصريحات أردوغان في كلمة بالفيديو ألقاه خلال حدث حضره وزير الداخلية التركي سليمان صويلو في بلدة سرمدا بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا لتسليم وحدات سكنية بنتها الحكومة التركية ومنظمات إغاثة تركية للنازحين.

وقال الرئيس التركي في خطابه “عاد حوالي 500 ألف سوري إلى المناطق الآمنة التي وفرتها تركيا منذ بدء عملياتها في سوريا عام 2016”.

وأضاف: “نحن نستعد لمشروع جديد يسمح بالعودة الطوعية لمليون من إخواننا السوريين الذين نستضيفهم في بلدنا”.

وأوضح أنه بدعم من مؤسسات المجتمع المدني في كل من تركيا وحول العالم، سيغطي المشروع 13 منطقة في شمال سوريا، مثل اعزاز، جرابلس، الباب وتل أبيض، وسيوفر “جميع الاحتياجات الضرورية. العيش الكريم كالمدارس والمستشفيات والمنازل لأشقائنا السوريين”.

وفي هذا السياق كشف موقع صباح التركي عن مراحل المشروع التي أعلنها أردوغان.

وذكر الموقع في تقرير نُشر في 5 أيار أن المشروع يهدف إلى إنشاء مجمعات سكنية في مناطق أعزاز وجرابلس والباب بريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي الخاضعين لسيطرة الجيش السوري الحر)، وكذلك في مناطق تل أبيض ورأس العين بريف الحسكة والرقة الخاضعين أيضًا لسيطرة الجيش السوري الحر.

وقالت الصحيفة إن مشروع العودة يتكون من ثماني مراحل، ستشهد المرحلة الأولى منها العودة الطوعية من الدول التركية الكبرى المزدحمة بالسوريين، مثل اسطنبول وأنقرة وقونية وأضنة وغازي عنتاب. وستشهد المرحلة الثانية العودة الطوعية إلى المناطق التي تضمن الاستقرار العسكري والسياسي والأمني ​​للاجئين في شمال سوريا، بالتعاون مع 13 مجلساً محلياً سورياً، وبمشاركة هيئة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد).

وفي المرحلة الثالثة، ستقوم إدارة الكوارث والطوارئ بالتنسيق مع 12 منظمة مجتمع مدني مثل هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات والهلال الأحمر التركي، وإنشاء مساحات جديدة لبناء المنازل والمرافق العامة والبنية التحتية.

كما سيشمل المشروع إنشاء مناطق تجارية كالمناطق الصناعية الصغيرة والمتاجر والأسواق، وسيوفر فرص عمل جديدة من أجل ضمان استدامة الحياة اليومية في تلك المناطق. وسيتكون بشكل أساسي من بناء المدارس والمستشفيات والمساجد كجزء من المرحلتين الرابعة والخامسة.

سيوفر المشروع في المرحلة السادسة دورات مهنية لتعليم الحرف. كما ستنظم ورش عمل مهنية وستقدم قروضاً صغيرة لتمكين اللاجئين السوريين العائدين إلى بلادهم من العمل.

ستكون البرامج التعليمية جزءًا مهمًا من مراحل المشروع، والتي ستشهد أيضًا تفعيل برامج إعادة التأهيل والدعم النفسي كجزء من المرحلة السابعة.

وفي المرحلة الثامنة، سيتم تقديم طلبات الدعم من قبل هيئات التمويل المحلية أو الدولية، بما في ذلك مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ولم تؤكد الحكومة التركية تقرير صباح بعد.

وقال قيادي في المعارضة السورية لـ “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته، “أبلغت تركيا المعارضة السورية بهذا المشروع، لكنها لم تزودنا بعد بمزيد من التفاصيل. نخشى أن تكون هذه الخطة غير مدروسة وتؤدي إلى نتائج عكسية في مناطق شمال سوريا المكتظة بعد تدفق أعداد كبيرة من النازحين. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق، ماذا سيحدث إذا جلبت تركيا مليون لاجئ؟ وهذا بالتأكيد سيفاقم المشكلة، وقد يؤدي إلى انسحاب تركيا من الملف السوري. وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى أن تكون أقل حماسًا فيما يتعلق بتغيير النظام السوري”.

قال الباحث السوري محمد السكري، الحاصل على الجنسية التركية والمقيم في تركيا، لـ “المونيتور”: “من الواضح أن هناك توجهًا تركيًا لعودة الكثير من السوريين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، على الأقل. كجزء من الدعاية السياسية أمام الجمهور التركي الذي زاد استياءه من وجود المعارضة السورية”.

واضاف” هذا هو نتيجة سياسات اللاجئين الضعيفة في تركيا منذ اندلاع أزمة اللاجئين، حيث عجزت تركيا عن توفير بيئة مستدامة للاجئين بعيدًا عن حالة الاستقطاب السياسي. والمعارضة التركية تحول الأتراك ضد اللاجئين منذ سنوات، ويبدو أن الأمور خرجت من قدرة حزب العدالة والتنمية الحاكم على مواجهة هذه الدعاية ضد السوريين”.

وقال السكري: “لذلك، تعتقد تركيا أن عودة مجموعات من السوريين إلى سوريا لاحتواء غضب الشارع التركي، سيهدف إلى التخفيف من خسائر الناخبين، خاصة في انتخابات 2023 المقبلة، وقد يساعد في نزع فتيل التوتر الشعبي. ستسعى الحكومة التركية إلى عودة اللاجئين إلى مناطق منفصلة في شمال سوريا، مع تنفيذ مشاريع من شأنها أن تكون بمثابة وحدات سكنية “بدائية” تستهدف شرائح مختلفة من السوريين في تركيا. يمكن أن تشمل، على سبيل المثال، الأشخاص الذين تم تعليق بطاقة هوية الحماية المؤقتة (المعروفة باسم Kimlik)، واللاجئين الذين ليس لديهم تصاريح عمل أو حتى المخالفين المقيمين في دول تركية منفصلة”.

وشدد على أن هذه العودة لا يمكن وصفها بأنها طوعية بل قسرية لأسباب عديدة، أهمها عدم الاستقرار والقصف المستمر في شمال سوريا الذي تسعى تركيا إلى عودة اللاجئين إليه، وتدرك تركيا أنه حتى جنودها يتم استهدافهم في تلك المناطق التي يصفونها بأنها آمنة. وأضاف أن مصطلح “العودة الآمنة والطوعية” بعيد كل البعد عن الدقة ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل في سوريا.

واختتم السكري بالقول إن القيود على اللاجئين السوريين في تركيا سترتفع إلى مستويات غير مسبوقة في الفترة التي تسبق الانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل.

المصدر: موقع المونيتور الأمريكي

ترجمة: أوغاريت بوست