دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تقرير أمريكي: المسلحين المدعومين من تركيا يكثفون من هجماتهم على قوات سوريا الديمقراطية

كثف الجيش التركي والفصائل السورية المتحالفة معه، مؤخرًا، الهجمات على قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا.

استهدفت الضربات الجوية التركية قادة ميدانيين بارزين، بينما أطلقت فصائل الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا قذائف مدفعية ثقيلة وصواريخ على مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

وفي غضون ذلك، رفعت فصائل الجيش السوري الحر الجاهزية العسكرية وحشدت قوات إضافية على الجبهات.

وأثارت هذه التطورات تساؤلات حول أهداف التصعيد وإمكانية شن عملية عسكرية تدعمها تركيا ضد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

ومنذ تشرين الأول 2019، خضعت مناطق شمال شرق سوريا لاتفاق تركي روسي يقضي بإبعاد ” قوات سوريا الديمقراطية ” مسافة 30 كيلومترًا عن الحدود التركية السورية، وتسيير دوريات روسية تركية مشتركة.

ويبدو أن الجيش التركي تبنى استراتيجية جديدة في تصعيده الأخير ضد قوات سوريا الديمقراطية بالاعتماد على هجمات الطائرات بدون طيار لاستهداف قادة بارزين من قوات سوريا الديمقراطية.

بالتزامن مع ذلك، قصفت القوات التركية المتمركزة في القواعد التركية في سوريا مواقع لقوات سوريا الديمقراطية في تل تمر وأبو راسين وفي قرى وبلدات أخرى بالقرب من الخط الفاصل في ريف الحسكة، والتي شهدت نزوحًا واسعًا للمدنيين بسبب القصف.

قال مسؤول عسكري في الجيش السوري الحر في مدينة رأس العين بريف الحسكة لـ “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن “فصائل الجيش السوري الحر زادت من استعدادها العسكري على جبهات القتال مع قوات سوريا الديمقراطية في ريف رأس العين منذ منتصف شهر آب. وأشرف الجيش التركي على عمليات إعادة انتشار القوات على طول خط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية”.

وأضاف أن “التأهب العسكري لم يقتصر على مناطق سيطرة الجيش السوري الحر شرق الفرات، بل شمل أيضاً ريف حلب غربي الفرات في ريف جرابلس ومدينة الباب. تم تشكيل كتائب عسكرية تحت إشراف الجيش التركي، كُلفت كل منها بحراسة خط ترسيم معين. الدعم العسكري التركي سيسمح لهذه الكتائب بالتعامل مع أي تطور مفاجئ على الأرض”.

وتابع المصدر “كما وصلت تعزيزات عسكرية تركية إلى معظم خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية، من مدرعات وقواعد مدفعية وصواريخ”.

من جهته، قال الرائد يوسف حمود المتحدث باسم الجيش الوطني السوري  لـ “المونيتور”، إن “الجيش التركي والجيش السوري الحر يستهدفان مراكز عمليات قوات سوريا الديمقراطية”.

وأضاف حمود: “الوضع مفتوح على كل الاحتمالات ولا شيء يمنعنا من إدارته طالما أن قوات سوريا الديمقراطية تقصف المناطق المأهولة بالسكان في رأس العين وتل أبيض وعفرين بريف حلب”.

وقال مسؤول عسكري من قسد في ريف الحسكة للمونيتور، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن الجيش التركي والفصائل المتحالفة معه كثفوا قصفهم على القرى المأهولة بالسكان بهدف زعزعة الاستقرار في المنطقة وبث الرعب بين الأهالي لإجبارهم على الفرار”.

واستبعد المصدر احتمال قيام الجيش التركي والفصائل المتحالفة معه بعملية عسكرية واسعة النطاق في الوقت الحاضر. وقال: “التصعيد قد يستمر، لكن الوضع على الأرض لا يتجه نحو حرب مفتوحة. ما يحدث هو مجرد عرض للقوة”.

بالتزامن مع التصعيد التركي في شمال شرق سوريا، أقامت القوات الروسية في آب عدة نقاط عسكرية على طول الخطوط الأمامية مع المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر في منطقة عملية نبع السلام. وأقاموا نقاطا عسكرية في قرية رنين جنوب بلدة سلوك وفي شركراك جنوب تل أبيض. كما يستعدون لإقامة نقاط عسكرية أخرى في محيط سيلوس العليا والمبروكة في رأس العين.

قال أنس شواخ، الباحث في مركز جسور للدراسات في إسطنبول، لـ “المونيتور”: “يهدف التصعيد التركي الأخير في المقام الأول إلى الضغط على روسيا للالتزام ببنود اتفاقية سوتشي الموقعة بين الجانبين في عام 2019 بعد عملية نبع السلام”.

وأضاف: “من الواضح أن تركيا تعتقد أن قادة حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية لا يزالون حاضرين ويتحركون داخل مناطق قريبة من حدودها. في حالة استمرار هذا الضغط، فإنه سيجبر حتما قوات سوريا الديمقراطية على تقييد حركة قادة حزب العمال الكردستاني داخل صفوفها، مما قد يزيد الخلاف والتوتر داخل صفوف قوات سوريا الديمقراطية”.

واستبعد شواخ وجود أي نية لتركيا أو الفصائل المدعومة من تركيا لشن عملية عسكرية في الوقت الراهن. لكن لا يزال ذلك ممكنا، خاصة مع تجدد التصعيد العسكري بين الطرفين في عدد من المناطق، خاصة في عين عيسى.

وأشار إلى أن “قسد تخشى من قيام الجيش التركي والفصائل المتحالفة معه بشن عملية عسكرية ضدهم، خاصة وأنهم (قسد) قلقون من مصير مشابه لمصير الجيش الأفغاني الذي دعمته الولايات المتحدة إثر انسحاب القوات الأمريكية. حيث قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا إن مهمته في سوريا هي محاربة تنظيم داعش، وليس تركيا أو أي شخص آخر”.

المصدر: موقع المونيتور الأمريكي

ترجمة: أوغاريت بوست