أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – اعتبرت تقارير إعلامية غربية، بأن استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية اتجاه هزيمة تنظيم داعش الإرهابي قد فشلت، حيث أن التنظيم الإرهابي يظهر القدرة على إمكانية العودة من جديد بشكل أقوى في سوريا والعراق وغيرها من الدول، وذلك لامتلاكه “قادة مخضرمين وشبكات سرية واسعة النطاق”.
وسبق أن كشف تقرير أمريكي، بأن داعش يعمل على استعادة نشاطه في سوريا (شمال شرق) والعراق أيضاً، حيث أن التنظيم وبعد مقتل متزعميه وشخصياته البارزة، إلا أنه يقوم بعمليات “بوتيرة ثابتة” في سوريا والعراق، ويسعى إلى تحرير عناصره وعائلاته المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي من سوريا.
هل فشلت الاستراتيجية الأمريكية لقتال داعش ؟
ونشرت صحيفة “العرب” اللندنية تقريراً تحدثت فيه عن “فشل استراتيجية الولايات المتحدة لهزيمة داعش”، وذلك لأسباب عدة، منها عدم القدرة على إيقاف تمدد التنظيم.
وخلال إحاطة له لمجلس النواب الأمريكي، عن ملف داعش، أكد مدير المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب كريستوفر ميلر، بأن التنظيم يواصل تمدده عالميا مع نحو عشرين فصيلا تابعا له، وذلك على الرغم من اجتثاثه من سوريا والقضاء على قيادييه.
وتحدث المسؤول الأمريكي عن مقومات بقاء داعش وعدم التمكن من القضاء عليه بشكل كامل، وقال “التنظيم أظهر مراراً قدرة على النهوض من خسائر فادحة تكبدها في السنوات الستّ الماضية بالاتكال على كادر مخصص من القادة المخضرمين في الصفوف المتوسطة، وشبكات سرية واسعة النطاق، وتراجع ضغوط مكافحة الإرهاب”.
داعش لايزال قوياً بالرغم من القضاء على قياداته
وتقول “العرب” اللندنية أنه منذ القضاء على قائد التنظيم أبوبكر البغدادي بعملية في ريف إدلب، وغيره من القادة البارزين في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، استطاع “الخليفة” الجديد محمد سعيد عبدالرحمن المولى (تركماني الأصل)، إدارة هجمات جديدة بواسطة فصائل تابعة للتنظيم بعيدة جغرافيا عن القيادة وخاصة في أفريقيا.
وأكد المسؤول الأمريكي عن ملف الإرهاب، إن داعش نفّذ في سوريا والعراق اغتيالات وهجمات بواسطة قذائف الهاون والعبوات الناسفة المصنعة يدويا “بوتيرة ثابتة”، وأشار إلى أن داعش اظهر نشاطه بثبات رغم مقتل قادته، والتنظيم يلجأ إلى توثيق جرائمه وعملياته في سوريا والعراق على سبيل الدعاية.
داعش يعتزم “تحرير” عناصره من مراكز الاحتجاز بشمال شرق سوريا
وحذر المسؤول الأمريكي أن داعش يركز على تحرير الآلاف من عناصره المتواجدين مع عائلاتهم في مراكز احتجاز في شمال شرق سوريا التي تعمل على أمنها قوات سوريا الديمقراطية، في ظل غياب أي مسار دولي منسّق للبتّ في أوضاعهم.
وشدد التقرير الأمريكي أن داعش يسجل نشاط متزايد في أفريقيا وخاصة النيجر، وكذلك يسعى عناصر داعش لمهاجمة أهداف غربية، وفق ميلر، لكن عمليات مكافحة الإرهاب تحول دون ذلك.
وسبق أن حذر تقرير “للمجموعة الدولية لمكافحة الإرهاب” أن داعش يستغل انتشار وباء كورونا في العالم، للعمل على زيادة نشاطه واستعادة قوته، وأكد التقرير أن معطيات عدة تفيد بأن التنظيم الإرهابي يعمل على تنفيذ هجمات في بلدان ضمن التحالف، كعمليات انتقامية، وهذا ما أكده المسؤول الأمريكي خلال إحاطته لمجلس النواب بملف داعش.
استمرار دعم الشركاء والعمليات ضد داعش في سوريا
وفي سياق محاربة داعش في سوريا، أصدر المتحدث باسم التحالف الدولي الجنرال واين ماروتو، بياناً أكد فيه استمرار محاربتهم للتنظيم في سوريا، ومواصلة دعم الشركاء المحليين (في إشارة منه إلى قوات سوريا الديمقراطية)، وقال أن قوات المهام المشتركة ضمن “عملية العزم الصلب” تخطط لنشر أصول مشاة ميكانيكية بما في ذلك مركبات “برادلي القتالية” في سوريا، لضمان حماية قوات التحالف والحفاظ على حرية حركاتهم حتى يتمكنوا من مواصلة عمليات هزيمة داعش بأمان.
وأكد الجنرال الأمريكي أن داعش ورغم كل النكبات التي تعرض لها، إلا أنه لا يزال يشكل خطراً وتهديداً كبيراً، واحتمال ظهوره من جديد واقع للغاية، ما لم يتم الضغط عليه.
إعداد: ربى نجار